• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

قضايا لغوية قديمة معاصرة (4)

قضايا لغوية قديمة معاصرة (4)
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


تاريخ الإضافة: 28/5/2012 ميلادي - 8/7/1433 هجري

الزيارات: 7775

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قضايا لغوية قديمة معاصرة (4)

(الضَّيْفُ)


تقتضي منك لغتنا الحبيبة - أخي القارئ العربي الكريم - إذا أردت أن تُعَبِّرَ عن مَعْنًى قَائِمٍ في نفسك، وهو: أنَّكَ أنْزَلْتَ رَجُلاً عندك ضَيْفًا، وقدَّمْتَ له الْقِرَى، تقتضي منك عَرَبيَّتُنَا حَبِيبَتُنَا أن تقول: أَضَفْتُ الرَّجُلَ إِضَافَةً، وضَيَّفْتُهُ تَضْيِيفًا، والمعنى: أَنْزَلْتُهُ عِندي ضَيْفًا، وقَدَّمْتُ له وَاجِبَ الضِّيَافَةِ، مِنْ طَعَامٍ، وشَرَابٍ، ونحوهما.

 

وفي الكتاب العزيز قول الله - تعالى -: ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الكهف: 77]، ﴿ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ﴾: رَفَضَ أَهْلُ هذه الْقَرْيَةِ أَن يُنْزِلُوا موسى والْعَبْدَ الصَّالِحَ - عليهما السلام - مَنْزِلَةَ الأضياف، وأَن يُقَدِّمُوا لَهُمَا الطَّعَامَ، والشَّرَابَ، وَغَيْرَهُمَا مِمَّا تَتَطَلَّبُهُ الضِّيَافَةُ.

 

أما إذا أردت أن تُعَبِّرَ عن أنَّك نَزَلْتَ ضَيْفًا عند فلانٍ، ومِلْتَ إليه، وسَأَلْتَهُ أن يُضِيفَكَ، فإنَّ لُغَتَنَا عَزِيزَتَنَا تَتَطَلَّبُ منك أن تقول: ضِفْتُ الرَّجُلَ ضَيْفًا وضِيَافَةً، وتَضَيَّفْتُهُ تَضَيُّفًا.

 

وشَاهِدُ قَوْلكَ: (ضِفْتُ الرَّجُلَ) قَوْلُ القطامي: [من بحر الطويل]

تَحَيَّزُ عَنِّي خَشْيَةً أَنْ أَضِيفَهَا
كَمَا انْحَازَتِ الأَفْعَى مَخَافَةَ ضَارِبِ

 

وشَاهِدُ قَوْلكَ: (تَضَيَّفْتُهُ)  قَوْلُ الأَعْشَى: [من بحر الطويل]

تَضَيَّفْتُهُ يَوْمًا فأَكْرَمَ مَقْعَدِي
وَأَصْفَدَنِي عَلَى الزَّمَانَةِ قَائدَا

 

وقول الفرزدق: [من بحر الطويل]

وَمِنَّا خَطِيبٌ لا يُعَابُ وَقَائِلٌ
وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ الْمُتَضَيِّفُ

 

وكلمة (الضَّيْف) لها استعمالان في لغتنا الغالية ؛ فأولهما هو  الاستعمال المشهور، وهو منطوق عامة العرب، والآخر هو الاستعمال القليل، ودونك بيانهما:

الاستعمال الأول: إطْلاقُهَا على القليل والكثير بلفظ واحد، فتكون للواحد، والواحدة، والاثنين، والجماعة ؛ إذ أصْلُهَا مَصْدَرٌ، والْمَصْدَرُ لا يُؤَنَّثُ، ولا يُثَنَّى، ولا يُجْمَعُ، ومثلها: كلمة (الزَّوْر) بمعنى: الزَّائِر، وكلمة (الْعَدْل) بمعنى: الْعَادِل، وكلمة (الْخَصْم) بمعنى: الْخَصِيم.

 

فعليك أن تقول مُشِيرًا: هذا رَجُلٌ ضَيْفٌ، وهذه امْرَأَةٌ ضَيْفٌ، وهذان رَجُلانِ ضَيْفٌ، وهاتان امرأتان ضَيْفٌ، وهؤلاء رجالٌ ضَيْفٌ، وهؤلاء نساءٌ ضَيْفٌ.

 

وإن أردت دليلاً على ذلك فاقْرَأْ قَوْلَ الله - تعالى -:   ﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴾ [الحجر: 68]، وقوله - جلَّ جلاله -: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴾ [الذاريات: 24]. وهذا الاستعمال هو الأفصح.

 

والاستعمال الثاني: جَوَازُ مُطَابَقَتِهَا لما قبلها، فقد قال بعض العرب: هذا رَجُلٌ ضَيْفٌ، وهذه امرأةٌ ضَيْفَةٌ، وهذان رَجُلانِ ضَيْفَانِ، وهاتان امْرَأَتَانِ ضَيْفَتَانِ، وهؤلاء رِجَالٌ أَضْيَافٌ، وضُيُوفٌ، وضِيفَانٌ، وهذا الاستعمال قليل.

 

قال الشاعر مادحًا: [من بحر الطويل]

إذَا نَزَلَ الأَضْيَافُ كَانَ عَذَوَّرًا
عَلَى الْحَيِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ

 

وجاءت كلمة (الأَضْياف) هنا بلفظ جمع الْقِلَّة ومعناه، وذلك أَبْلَغُ في الْمَدْحِ ؛ لأَنَّ هذا الْمَمْدُوحَ إذا قَرَى الأَضْيَافَ بمَرَاجِلِ الْحَيِّ أَجْمَعَ - وهي القدور التي يطبخ فيها - فَمَا ظَنُّكَ لو نَزَلَ به الضيِّفَانُ الْكَثِيرُونَ.

 

والضَّيْفَنُ هو: الذي يجيء مع الضيف ولم يُدْعَ، وهو مشتق من الضَّيْفِ عند غير سيبويه، والنُّونُ زَائدَةٌ، ووَزْنُهُ: (فَعْلَنٌ)، وجَعَلَهُ سيبويه مُشْتَقًّا من (ضَفَنَ)، فَوَزْنُهُ عنده: (فَيْعَلٌ)، وجَمْعُهُ: (ضَيَافِنُ). قال الشاعر: [من بحر الطويل]

إذَا جَاءَ ضَيْفٌ جَاءَ لِلضَّيْفِ ضَيْفَنٌ
فَأَوْدَى بِمَا تُقْرَى الضُّيُوفُ الضَّيَافِنُ

 

والأَسْمَاءُ الْمُتَضَايِفَةُ هي: التي يَثْبُتُ بثبوتها آخر، مثل: الأَب، والأَخ، والأُمّ، والْعَمّ، والْخَال، والرَّفِيق، والصَّدِيق، ونحو ذلك ؛ فإنَّ كلَّ اسْمٍ من هذه الأسماء يَقْتَضِي وُجُودُهُ وُجُودَ شَخْصٍ آخر معه.

 

فَوُجُودُ الأَبِ يَقْتَضِي وُجُودَ الابْنِ. وَوُجُودُ الابْنِ يَقْتَضِي وُجُودَ الأُمِّ. وَوُجُودُ الْعَمِّ يَقْتَضِي وُجُودَ ابْنِ الأَخِ أو بنت الأخ. وَوُجُودُ الْخَالِ يَقْتَضِي وُجُودَ ابْنِ الأُخْتِ، أو بنت الأُخْتِ.

 

هذا، وصَلَّى اللهُ - تعالى - وَسَلَّمَ على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ، وآله عَدَدَ الْحَصَى والرَّمْلِ والدَّقِيقِ، وعَدَدَ الْمَوْجِ الدَّفِيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة