• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

قراءة بلاغية في سورة الكافرون (2)

قراءة بلاغية في سورة الكافرون (2)
د. جمال عبدالعزيز أحمد


تاريخ الإضافة: 7/12/2011 ميلادي - 12/1/1433 هجري

الزيارات: 35349

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة بلاغية في قصار السور

سورة الكافرون (2)


قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون: 1 - 6].

 

هي سورة مكيَّة آياتها ستٌّ، وتعدُّ سورة التوحيد والبراءة من الشِّرك والغواية والضَّلال، فقد طلبت قريش من الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يعبُدَ آلهتهم سنةً، ويعبدوا إلهه سنةً، فقال: ((مَعاذ الله أنْ نُشرِكَ بالله شيئًا))، فقالوا: فاستَلِمْ بعضَ آلهتنا نُصدِّقك ونعبُد إلهك، فنزَلتِ السورة، فغدا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى المسجد الحرام، وفيه الملأ من قُريش، فقام على رُؤوسِهم، فقرَأَها عليهم، فأيسوا منه، وآذوه، وآذوا أصحابه، كما يَذكُرالألوسي في "روح المعاني"، والقرطبي في "جامعه".

 

• والمقابلة بين الجملتين الأُوليَيْن: ﴿ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ – ﴿ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾؛ أي: في الحال، وكذا المقابلة بين الجملتين الأخيرتين: ﴿ وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾، ﴿ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾، هاتان المقابلتان فيهما نهيٌ قاطعٌ لهذه العبادة المهترئة في الحال والاستقبال، وهو مُحسِّن من المحسِّنات البديعيَّة التي تكشفُ عن طبيعة كلٍّ من الإيمان والكُفر، والتوحيد والشِّرك، والنُّور والظُّلمة، والبَياض والسَّواد، والنَّقاء والظَّلماء.

 

• ﴿ وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ فيه نفيٌ كاملٌ في المستقبَل بعد نفيِ الحال، فهو كنايةٌ عن صفةٍ هي استِمرار التبرُّؤ ودَيْمومته، وفيه إبرازٌ لطبيعة الموحِّد أنَّه دائم البراء من أعداء الله، دائمُ الولاء لله - جلَّ في عُلاه - ففيه تأكيدٌ لما سبَق من تلك البراءة ممَّا يستأهلُ عبادة وقطعًا لأطماع الكفَّار والفُسَّاق من حجاراتهم، فلا وفاق بيننا وبينهم، ولا احتمال لمدِّ اليد أو التنازُل عن شيءٍ من (ألف باء) العقيدة الصحيحة والاعتقاد السليم.

 

• ﴿ وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾؛ أي ولستم أنتم في المستقبل كذلك بعابدين إلهي الحق الذي أعبُدُه، وفيه تأكيدٌ على أنَّ أهل الباطل والفُسوق لا يُفكِّرون في الإيمان، ولا يترُكون مجالاً لفهْم سليم أو فكرٍ نظيف.

 

• ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ ﴾: أسلوب قصر بتقديم ما حقُّه التأخير، كما أنَّ فيه احترامًا للآخَر بتسمية شِركه دِينًا، وفي ذلك تَسامٍ بقواعد الإسلام في عدَم إكراه الآخَر أو السُّخرية منه، فهو وما يَرى، لا حِكرَ على فكرٍ، ولا إكراه في الدِّين.

 

• ﴿ وَلِيَ دِينِ ﴾: تقديم الخبَرِ فيه إشعارٌ بالمسؤوليَّة، وفيه انتماءٌ حقيقيٌّ للإسلام واعتزازٌ بالدِّين الصحيح، وقد يرى بعضُ المتسرِّعين أنَّ التقديم للخبر واجبٌ؛ لِمَجِيء المبتدأ (دين) منكرًا، لكنَّ هذا غيرُ صحيح، فالنون من (دين) مكسورة، والأصل (ديني)، فهو معرفةٌ أُضِيفَتْ إلى ياء المتكلِّم المحذوفة اجتزاءً واكتفاءً بالكسْرة، فالتقديم جائزٌ لأنَّ المبتدأ معرفةٌ بسبب إضافته، ويُحقِّق هذا الحذف تَوافُق الفَواصل في الحرْف الأخير (الكَافِرُونَ.. مَا تَعْبُدُونَ.. دِينِ).

 

وتُبرِزُ الآياتُ الاختلافَ التامَّ في المعبود، فإلهُ المشركين الأوثانُ، وإلهُ المسلمين الرحمنُ، والاختلاف التامُّ كذلك في العِبادة؛ فهم على عبادة الشِّرك، ونحن على عبادة الله وحدَه، فلا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة؛ أي: هناك اختلافٌ تامٌّ في السيرة، وتبايُن تامٌّ في الاعتقاد؛ ومن ثَمَّ في الحياة كلِّها.

 

والسورةُ كلُّها بأساليبها: الأمر، والنداء، والنفي كنايةٌ عن صَفاء التوحيد، ونَقاء الإيمان، وصحَّة التوجُّه، وصِدق الاعتقاد، كما أنَّ فيها كنايةً عن وُجوب المصارحة، وعدم الممالأة، ووُجوب الفصْل والتمييز والاعتزاز بالحق، وعدم الاستِخزاء منه، أو الاستحياء من اعتِناقه، فلا مُشاركة في الشرك، حالاً ولا استقبالاً، وإنما تبرُّؤٌ ووضوح، وتميُّز وانفراد، ثم حُسن الانتماء إلى الدِّين، والشُّعور بالفخر بالتديُّن، ﴿ وَلِيَ دِينِ ﴾.

 

نسأل الله أنْ يُبصِّرنا بسلامة الطريق، وحُسن الاعتقاد، ووضوح المسلك، والثَّبات عليه، إنَّه وليُّ ذلك والقادرُ عليه، والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
هارون غزي المحامي. - مصر 07-12-2011 04:55 PM

أشكر إدارة شبكة الألوكة علي اهتمامهم وإضافتهم للجزء الثاني من قراءة بلاغية في سورة الكافرون، وعلى اخطارهم لي بذلك .الأمر الذي يبين حرصهم علي الأداء الممتاز ، فجزاهم الله خير الجزاء.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة