• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

لغة الخطاب القرآني عن العنف الأسري: دراسة تحليلية في ضوء علم اللغة الاجتماعي

لغة الخطاب القرآني عن العنف الأسري: دراسة تحليلية في ضوء علم اللغة الاجتماعي
د. محمد زبير عباسي


تاريخ الإضافة: 10/11/2024 ميلادي - 9/5/1446 هجري

الزيارات: 1042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لغة الخطاب القرآني عن العنف الأسري

دراسة تحليلية في ضوء علم اللغة الاجتماعي


يعد العنف الأسري إحدى القضايا المعاصرة المهمة التي تستحق الدراسة والتحليل في ضوء الخطاب القرآني، ففي هذا البحث، يسعى الباحث لتقديم مدخل مفصل حول كيفية تعبير القرآن الكريم عن مفاهيم العنف الأسري من خلال اللغة المستخدمة فيه، مع دراسة تأثير السياقات الاجتماعية والثقافية في استخدام اللغة وتفسير النصوص. وقد يتم ذلك من منظور علم اللغة الاجتماعي الذي يُعْنى بالعلاقة بين اللغة والمجتمع.

 

العنف الأسري، كما يقصد به هنا، هو السلوك العدواني أو القسري الذي يمارسه فرد على آخر داخل الأسرة. ويشمل هذا العنف عدة أشكال منها: العنف الجسدي (كالضرب والإيذاء البدني)، والعنف النفسي (كالإهانة والتهديد والسيطرة)، والعنف الاقتصادي (كالحرمان من الموارد المالية).

 

يدرس الباحث في هذا السياق لغة الخطاب القرآني، مستعينًا بالأطر العلمية المختلفة؛ مثل: التحليل المعجمي والصرفي والنحوي والدلالي والتداولي، بالإضافة إلى السياقين القرآني والاجتماعي. يركز البحث على كيفية توظيف هذه الأدوات اللسانية لتحليل النصوص القرآنية المتعلقة بالعنف الأسري، وصولًا إلى فهم الأبعاد الاجتماعية والنفسية لهذا النوع من العنف وتأثيره في الأفراد والمجتمعات.

 

يهتم علم اللغة الاجتماعي بكيفية استخدام اللغة في سياقاتها الاجتماعية. وعند دراسة قضية العنف الأسري في ضوء هذا العلم، يتم التطرق إلى الكيفية التي استخدم بها القرآن الكريم اللغة للتعبير عن هذه المفاهيم، فالقرآن يعكس القيم الأخلاقية؛ مثل: الرحمة والعدل والمساواة، ويشدد على أهمية العلاقات الأسرية السليمة، كما يوجه النص القرآني الأفراد إلى المعاملة بالحسنى والإرشاد الطيب، وهو ما يتجلى في العديد من الآيات الكريمة.

 

يتناول الباحث في هذا السياق التحليل اللغوي للنصوص القرآنية التي تتناول العنف الأسري بالتركيز على المفردات والتراكيب والأنماط البلاغية المستخدمة، ومن خلال تحليل هذه العناصر، يتمكن الباحث من الكشف عن القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يسعى النص القرآني إلى ترسيخها، كما يُعنى بدراسة السياقات الاجتماعية والثقافية التي رافقت نزول النص القرآني، وكيف استجابت المجتمعات الإسلامية لتلك المفاهيم آنذاك.

 

فعلى سبيل المثال، قوله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19] يمثل توجيهًا أخلاقيًّا نحو معاملة النساء بالمعروف، وهي كلمة تشمل الرحمة والمودة والاحترام المتبادل. هنا يأتي الفعل "عاشروا" بصيغة الجمع ومن باب المفاعلة، وهو ما يشير إلى التفاعل الإيجابي والمستمر بين الطرفين، كذلك استخدام الضمير "هن" بدلًا من التصريح بالأسماء يعكس حرص النص القرآني على التركيز على الإنسانية في التعامل. كلمة "المعروف" أيضًا تحمل دلالة اجتماعية مرنة تشمل كل ما يوافق قيم الخير والعدل.

 

لا يمكن فهم النص القرآني دون الرجوع إلى السياقات الاجتماعية والثقافية التي أُنزِل فيها، فالباحث في هذا المجال يتعمق في دراسة كيفية تعاطي المجتمعات الإسلامية مع قضية العنف الأسري عبر العصور، وكيف يمكن للنص القرآني أن يسهم في تعزيز القيم الإيجابية داخل الأسرة.

 

يجب أن يدرس الباحث أيضًا الأبعاد النفسية والاجتماعية المشتركة بين المجتمعات القديمة والحديثة لتقديم رؤى معاصرة حول هذا الموضوع.

 

هذه الدراسة تقدم تحليلًا دقيقًا لكيفية تأثير لغة القرآن في توجيه المجتمع نحو الفهم الصحيح لقضية العنف الأسري، بما ينسجم مع القيم الإنسانية والإسلامية، ومن خلال تحليل هذا الموضوع الاجتماعي في ضوء المسار اللغوي القرآني، يمكن استخلاص العديد من التوصيات المتعلقة بتعزيز الوعي المجتمعي حول العنف الأسري، وتطوير برامج تعليمية تهدف إلى الحد من هذا العنف وتعزيز العلاقات الأسرية السليمة.

 

إن دراسة قضية العنف الأسري في ضوء لغة الخطاب القرآني تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقات الاجتماعية والنفسية التي ينطوي عليها هذا الموضوع، بالإضافة إلى ذلك، فإن التحليل اللغوي للنصوص القرآنية يقدم حلولًا أخلاقية وعملية للتعامل مع هذه القضية في المجتمعات الإسلامية والعالمية؛ ومن ثم تسهم هذه الدراسة في توجيه الأفراد نحو سلوكيات إيجابية تعزز القيم الإنسانية داخل الأسرة.

 

هذه الدراسة تشكل إضافة نوعية في مجال الدراسات القرآنية وعلم اللغة الاجتماعي، وتتيح للباحثين فرصة النظر بعمق ودقة في كيفية تناول النص القرآني لقضية حسَّاسة مثل العنف الأسري، وتأثير ذلك في تكوين العلاقات الأسرية والاجتماعية على مر العصور.

 

وقبل الختام أود اقتراح ثلاثة أبواب (خطة مجملة) تشمل أطراف هذا الموضوع، وتغطي جوانب متنوعة منه من باب تكملة الموضوع.

 

الباب الأول: يقدم الإطار النظري ويتناول المفاهيم الأساسية للعنف الأسري من منظور لغوي واجتماعي.

 

الباب الثاني: يقوم بالتحليل اللغوي والدلالي للنصوص القرآنية المتعلقة بالعنف الأسري، مركزًا على الألفاظ والتراكيب والقيم الأخلاقية والاجتماعية في لغة الخطاب القرآني.

 

الباب الثالث: يتناول السياقات الاجتماعية والنفسية التي أحاطت بالنصوص القرآنية (الخطاب القرآني)، ويدرس تأثيرها في المجتمعات الإسلامية القديمة والمعاصرة.

 

ثمة وجهات نظر أخرى يمكن من خلالها دراسة هذا الموضوع، وتقسيمه إلى أبواب وفصول ومباحث ومطالب وغير ذلك، حسب طبيعة الموضوع. ويعود الأمر في النهاية إلى اختيار الباحث، ومدى فهمه، ورغبته، ودقة نظره، وطريقة تناوله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة