• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دروس في النقد والبلاغة: الدرس الخامس: المقابلة

دروس في النقد والبلاغة: الدرس الخامس: المقابلة
د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 15/5/2022 ميلادي - 14/10/1443 هجري

الزيارات: 5500

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دروس في النقد والبلاغة

الدرس الخامس: المقابلة


(1) قالَ تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7].

 

(2) قالَ تعالى: ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا ﴾ [التوبة: 82].

 

(3) قالَ الشاعر:

يَا دهرُ يا مُنجزَ إِبعادِهِ
وَمخلِفَ المأمول مِن وعدهِ

 

(4) قال الشاعر:

فإِذَا حاربوا أَذلُّوا عَزيزًا
وإِذا سالَموا أعزُّوا ذليلاَ

 

(5) اللئيم يعفو عِندَ العجزِ، ولا يعفو عِندَ المقدرة.

 

(6) الصديقُ يخفي السيئة ويُظهر الحسنَة.

 

إِذَا تأَمَّلت النموذج الأوَّل وجدت فيهِ تقابلًا بينَ وصفين اثنين متباينين لمصدِّق ومكذِّبٍ.

 

وفي النموذج الثاني تقابلٌ وتضاد بينَ ضحكٍ قليل وبكاء كثيرٍ.

 

وفي البيت بعدَه تقابل بينَ إنجاز الإيعاد وخُلف الوعد، ومثله فى البيتِ الرابع.

 

أَمَّا النموذجان الخامس والسادس، فالمقابلة فيهما بينَ لفظين كالعجز والقدرةِ، والسيئة والحسنة.

 

وهكذا تكون المقابلة بينَ لفظين أو جزئين من جملةٍ أو بينَ جملتين اثنتين[1].

 

ولكي نفهمَ فنَّ المقابلة نتذاكر فنونَ العرض التي تكون فى وجوه المحلات التجارية الكبرى، ففي هذه الوجوهِ تُعرَض أشياءُ كثيرة متباينة تباينًا واضحًا، لكنها تنسق تنسيقًا جميلًا، ويستعين العارضونَ بفن المقابلة بينَ الأشياء المختلفة حَتَّى تبدو جميعًا متآلفة جميلة.

 

وعلى هذا النحو تُفهم المقابلة الأدبية، فضلًا عن أَنَّ المعاني تتضح وتتمكن في النفسِ إذا قُرنت بأضدادها.


ففي الآية الكريمة سيقَ جزاءُ المكذبينَ إثرَ جزاءِ المحسنين، فكانَ هذا مقنعًا، ومن حق المؤمن التقي الكريم أَن يُجزَى خيرًا، ومن حق المكذب الكفور الشحيح أَن يُجزَى شرًّا، والنفسُ ترتاح إلى أن يُعطى كُل إنسانٍ ما هو أهلٌ له.

 

والحديث في الآية الثانية عَن المستهزئينَ الذين يعبثونَ بالمؤمنين وما يضطرونَ إليه من عذابٍ يومَ القيامة، وقد آثرت الآية الكريمة التعبيرَ عن المعنى بالمقابلة التي اختصرت أزمنة طوالًا، فإِنَّ هؤلاءِ العابثينَ لا يضحكونَ ويبكونَ في وقتٍ واحدٍ، لكن المقام أرادَ أن يدل على عاقبة ناجزة سريعة للضحكِ، فقرنه بالبكاء وخُيِّل إلينا أن ليس بينهما فرق زمني فتمت المقابلة الناصعة.

 

والشاعر في النموذج الثالث يشكو الدهر، وقد جعلَ مصدر الشكوى صفتين متناقضتين؛ هما: خُلف الوعد وإنجاز الإيعاد، وقد تكون إحدى الصفتين مستغنية عن الأخرى أو مؤدية إليها بوجهٍ ما، لكن الشاعر آثرَ ذكرهما معًا، فكانَ الذِّكر أبلغ؛ لأَنَّه أغرى السامع بالتفكر فيمها والتنقل بينَ معارضهما.



[1] ولا داعي للتفريق بينَ (الطباق) و (المقابلة) فى مقدماتٍ بلاغية للناشئينَ أو المبتدئين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة