• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

وقرأتُ فيهنَّ بُكائي !

لبابة أبو صالح


تاريخ الإضافة: 1/11/2006 ميلادي - 10/10/1427 هجري

الزيارات: 6694

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر



" الحبُّ غيثٌ غائبٌ   .. و الأرواحُ هلكتْ جوعًا  
"

نزلتُ من جـنتي , و كأنني أرتدُّ أعوامًا إلى الماضي السحيق , و لكن بجسدٍ مختلفٍ و رأسٍ أحملهُ معي جميعه أينما ذهبت 
  ..


بدتْ الأشياءُ صغيرةً على غير عهدي بها ؛

 فالمدرسةُ ضيقة و الفتياتُ صغيراتٌ , و بعضي يحملني لأسير بينهن و يتأملنني و كأنني من المريخِ   ..


سرتُ في الأروقةِ و الوجوهُ تسحبني إلى وجهٍ كنتُ ألبَسُهُ أيامَ كنتُ مثلهن ..

 و بدتْ دمعتي تنبتُ في وجدانٍ قديمٍ , و قدْ تحوَّلتُ إلى كبيرةٍ !!


لستُ أحكي قصتي مع   هذا العالمِ , فقدْ كانتْ عادية جدًّا ,

 الصباحُ و التأنق ثمَّ التأملُ في وجوههن الشاحبة ..

كان كل هذا عاديًّا إلى درجةٍ جعلت دمعتي تنمو كشوكةٍ في حلقي .. وأبتلعها مع كلِّ شهيق جديد !


بدأ البكاءُ فعلا حين دخلتُ الفصل للتعرف على  الطالباتِ ..


لا أذكر أنني تعبتُ في ذبِّ الفوضى خارجًا ,

 و لكن عيونهن المحملقة بلا استحياءٍ في وجهي ,

 و ابتساماتهن المشرعَة المخبئة نكاتٍ و عباراتٍ ساخرة,

 كانت صعبةً علي لعِظَمِ خوائها !..


بعد دقائق قلةٍ أحببتهن برغم كلِّ الشغبِ الذي مارسنه , و كلِّ الأسئلةِ الوقحةِ التي طرحنها,

 و برغم  أصواتِهنَّ الصاخبةِ و ثرثرتهن الشقية ..


أحببتهن لِسرٍّ فيهن إلى حدِّ أني أشفقت على نفسي من هذا  الحبِّ  !


دار بيننا حديثٌ عن القراءةِ و العقل، و أن الإنسانَ يعبر عن نفسه وعليه أن يحسن في هذا التعبير ,

 و أن خلف ملامحهن المشاغبة عملقةً مُشرقة   ..


سكتنَ و كأنهن ينبشن معي عن أنفسهن , و قد أحببنَ هذه اللعبةَ   ..


حاورنني .. حتى لمعتْ في عيونهن أنوارُ التأملِ فيما أقول ,

 و تقلصتْ ابتساماتهن .. و أصغينَ ببراءةٍ بدأتْ تطفو على ملامحَ كانت باهتةً شاحبة !


انتهى زمن الحصة , ولوَّحتُ بابتسامةٍ مُحبَّةٍ لهنَّ أني سأخرج ..


لكنَّ الكلمةَ البيضاءَ كانت قد تحوَّلت إلى سنابل قمحٍ ذهبيةٍ في أرواحهن ..

 فهمسن معاً و كأنهن مُتفقات :
"
ابقي  يا أستاذة .. نريدك .. فكلامك حلو جدّاً " ..


و انفجرَت ذاتي تبكي , إذ أثمر حُبي حُبًّا ذهبيا .. ويلاهُ و ويلي من فتنته !


و خلوتُ بعدها أقرعُ صمتي بسؤالٍ مُتعبٍ :


"
أين يخبئ الكبار الحبَّ عن هذه الأرواح الغضة ,

لنـقابلَها و كأنها أشباحُ طفولةٍ مسروقة .. لا براءةً تستوجبها الطفولة   .. "


محزنٌ هذا العالَمُ   .. جِدًّا .. جِدًّا   !!








 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة