• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر


علامة باركود

مثل أمتنا (قصة أرض الغزلان)

ربيع شملال بن حسين


تاريخ الإضافة: 10/11/2015 ميلادي - 28/1/1437 هجري

الزيارات: 5773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مثل أمتنا (قصة أرض الغزلان)


إنَّ مثَل أمَّتنا اليوم كمثَل قصَّة أرض الغزلان، وهي أرض مشكَّلة من سهول ووديان، ومروجٍ وجنان، وعشبٍ وفاكهةٍ ورمَّان، ويُسرِ عيشٍ واستقرارٍ وأمان، وليس فيها من سائر الحيوان غير الغزلان.

 

وكان قائد الغزلان الأكبر قد حذَّرهم من صيَّاد ماكر يتبعُه صيَّادون، سينقضُّ على أرضهم إذا سمع بها وعرف عن خيراتها، وأمرهم أن يتترَّسوا ويتحصَّنوا لذلك اليوم.

 

فلم يسمعوا كلامه، ولم يأخذوا أُهْبتهم، وانشغلوا عن نصيحته باللهو والرَّعي، حتى قدم عليهم الصيَّاد على حين غفلة، ورمى بسهامه صوبَ نُحورِهم، فأصاب غزالاً منهم.

 

فلمَّا رأى بقيَّة القطيع ما حلَّ بصاحبِهم، هرَبوا إلى تلَّة عالية واحتموا بها، وجلسوا يتحسَّرون، ويَشجبون ويندِّدون، ويُعرِبون عن قلقهم إزاء الوضع المحيِّر.

 

حتى تكلَّم غزال عُرف بينهم بالذكاء والإخلاص، فقال:

"فكِّروا في حيلة، ولتكن من ابتكاركم، ولا تثقوا أبدًا في غيركم، فإنِّي لا آمن أحدًا عليكم ولا على أرضكم، أن يَحسدكم إن هو رأى الخير الذي أنتم فيه".

 

فقالوا: "وما عسانا أن نفعل ونحن الأضعف؟".

 

فهزَّ رأسه وقال:

"إنَّ التجارب تُخبِرني أنَّكم متى أُبْتُم إلى رشدكم، وأخذتُم برأي قائدكم الأكبر ونصائحِه، فتآلفتُم وتآزرتُم وتجمَّعتُم، ورميتم عدوَّكم عن قوسٍ واحدةٍ، أوشَكَ أن تَنجوا، وإذا أنتم أعرضتم واستعنتُم بغيركم، فلن تكونوا أكثر من قصعة تتدافع الأكَلَة عليها".

 

فرفَضوا قوله، واستبعَدوا خطَّته، وقالوا: ما أبعدَه عن فقه الواقع الذي نحن فيه!

 

وأخذ خيطَ الكلام غزالٌ جهول مجهول، لم يرَهُ أحد قبل ذلك الحين في القطيع، وتكلَّم بخضوع فقال:

"أعرف صيَّادًا آخرَ أكثر ولعًا بالغزلان من هذا الوافد، وبينهما خصومة، فهل أنتم مستثمرون فيها؟ فإن رأيتم رأيي فإنِّي مرشدكم إليه ودالُّكم عليه".

 

فهزُّوا رؤوسهم إعجابًا، وعاد يقول: "انتدبوا إليَّ أنشطَكم وأحرصكم، فإنِّي مُرسلُه إليه، فليأتينَّكم من عنده بخبر سعيد".

 

فلبثوا غير بعيد، وإذا بالصيَّاد الثاني يَقدُم وحوله سرب من العقبان والنسور والكلاب، فلمَّا رآه الغزلان استبشروا خيرًا، وهنَّؤوا بعضهم البعض بالنَّصر والفرج.

 

وهم على حالهم تلك مُشرئبِّين يشاهدون، متطلِّعين للنصر الأكيد، إذ بالصيَّادَيْن - بعدما تلاسَنا ساعة - يَقتربان ويجلسان على الأرض، ويرسُمان بينهما خريطة، هي أشبه ما تكون بأرض الغزلان، ثمَّ يَرسُمان خطًّا يقسمان به الخريطة نصفينِ، ثمَّ يَبتسمان فجأة ويتصافَحان، ويفترقان إلى وجبة عربيَّة هنيئة مريئة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
13- معذرة
ربيع شملال - الجزائر 20-11-2015 07:42 PM

يعذرني أخواي الكريمان رياض منصور و رامي حنفي على تأخر الرد.. ولي عذر مقبول عندكما إن شاء الله.

أما أخي رياض الخير فقد أمتعتني وملأت قلبي وعقلي بقراءاتك المتنوعة، وأطباقك المختلفة.. بوركت أخي ولا عدمنا خيرك وكرمك.

وأما أستاذي الفاضل رامي من مصر الحبيبة، فالله يعلم كم سررت بمرورك العطر، وباهتمام أتابع جديدك.. ولي إن شاء الله عودة إلى نصوصك المميزة.

وفقك الله ونفع بعلمك.

12- اطمئنان
رياض منصور - الجزائر 19-11-2015 08:52 PM

أستاذي ربيع الشعر ...أرجو أن تكون بخير

حفظك ربي ورعاك .

11- شكر
رامي حنفي - مصر 14-11-2015 01:28 PM

جزاك الله خيراً أخي الفاضل ربيع ونفع بكم
وأشكر أيضاً أخي الفاضل رياض منصور على زيارة مقال (تفسير الربع الأخير من سورة الأنفال)، وأرجو ألاَّ تحرمني من تعليقكم وملاحظاتكم أنتم وأخي الفاضل ربيع شملال
وجزاكم الله خيراً

10- فلبثوا غير بعيد،
رياض منصور - الجزائر 11-11-2015 02:23 AM

***فلبثوا غير بعيد،***أمام هده الجملة لست أدري لم قفزت إلى ذهني قصة الهدهد الدي مكث غير بعيد في سورة النمل .

9- أسجل إعجابي
رياض منصور - الجزائر 11-11-2015 02:17 AM

دعني أستادي أسجل إعجابي بهده القطعة المسجوعة عفوا دون تكلف ، قطعة ثمينة استهللت بها قصة من قصصك العالمية ؛

***إنَّ مثَل أمَّتنا اليوم كمثَل قصَّة أرض الغزلان، وهي أرض مشكَّلة من سهول ووديان، ومروجٍ وجنان، وعشبٍ وفاكهةٍ ورمَّان، ويُسرِ عيشٍ واستقرارٍ وأمان، وليس فيها من سائر الحيوان غير الغزلان.***

8- *عُرف بينهم بالذكاء والإخلاص، فقال:*
رياض منصور - الجزائر 11-11-2015 02:12 AM

**"فكِّروا في حيلة، ولتكن من ابتكاركم، ولا تثقوا أبدًا في غيركم**
مادا لو استفادوا من حيلة نجحت عند الفيلة أو الأرانب ....؟

مادا لو استفادوا من حيلة أو فكرة الأجانب وتصرفوا فيها بما يتماشى وبغيتهم ، وبما يحقق أهدافهم ، ويخدم مصالحهم ؟

مادا لو تركنا الأمر يسبح في سعة ولم نضيقه ؟


والحكمة ضالة المؤمن أو كما قيل .

7- ويُسرِ عيشٍ واستقرارٍ وأمان
رياض منصور - الجزائر 11-11-2015 02:03 AM

وصفت أرض الغزلان ...وأبدعت في الوصف ، ولكني أظن الانسان العربي ـ اليوم ـ يسافر في خياله وأحلامه وأمنياته مع هدا الوصف
؛*ويُسرِ عيشٍ واستقرارٍ وأمان*

6- جلسوا يتحسَّرون، ويَشجبون ويندِّدون.
رياض منصور - الجزائر 10-11-2015 11:11 PM

كلمات أصبح العربي ...لا يرغب في سماعها

5- سايكس بيكو
رياض منصور - الجزائر 10-11-2015 11:05 PM

وهل تبقى سايكس بيكو تطاردنا في كل وقت وحين ، ألا يسأمون من مشاريع التقسيم ، وخرائط التفرقة بين أبناء البلد الواحد ؟؟؟؟؟؟؟


**ويجلسان على الأرض، ويرسُمان بينهما خريطة، هي أشبه ما تكون بأرض الغزلان، ثمَّ يَرسُمان خطًّا يقسمان به الخريطة نصفينِ، ثمَّ يَبتسمان فجأة ويتصافَحان،**

4- أرض العربان
رياض منصور - الجزائر 10-11-2015 10:59 PM

للمرة الثالثة وجدتني أقرأها *أرض العربان *

1 2 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة