• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

كلمات للجاحظ (255هـ) في الاستعطاف

كلمات للجاحظ (255هـ) في الاستعطاف
محمد شريف سليم


تاريخ الإضافة: 24/1/2015 ميلادي - 4/4/1436 هجري

الزيارات: 20726

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كلمات للجاحظ (255هـ) في الاستعطاف


ليس عندك - أعزك الله - سبب ولا أقدر على شفيع إلا ما طبعك الله عليه من الكرم، والرحمة، والتأميل[1] الذي لا يكون إلا من نِتاج حسن الظن[2]، وإثبات الفضل بحال المأمول[3]، وأرجو أن أكون من الشاكرين، فتكون خير مُعْتِبٍ[4]، وأكون أفضل شاكر، ولعل الله يجعل هذا الأمر سببًا لهذا الإنعام، وهذا الإنعام سببًا للانقطاع إليكم، والكون تحت أجنحتكم[5]، فيكون لا أعظم بركة، ولا أنمى بقية، من ذنب أصبحت فيه، وبمثلك - جُعِلتُ فداك - عاد الذنب وسيلة[6]، والسيئة حسنة، ومثلك من انقلب به الشر خيرًا، والغُرْم غُنْمًا.

 

من عاقب فقد أخذ حظَّه، وإنما الأجر في الآخرة، وطيب الذكر في الدنيا على قدر الاحتمال، وتجرُّعِ المرائر[7]، وأرجو ألا أضيع وأهلِك فيما بين كرمك وعقلك[8]، وما أكثر مَن يعفو عمن صغر ذنبه وعظم حقه! وإنما الفضل والثناء والعفو عن عظيم الجرم ضعيف الحرمة[9]، وإن كان العفو مستطرفًا من غيركم فهو تلاد فيكم[10]، حتى ربما دعا ذلك كثيرًا من الناس إلى مخالفة أمركم؛ فلا أنتم عن ذلك تنكُلون[11]، ولا على سالف إحسانكم تندمون، وما مثلكم إلا كمثل عيسى ابن مريم عليه السلام حين كان لا يمرُّ بملأ من بني إسرائيل إلا أسمعوه شرًّا، وأسمعهم خيرًا، فقال له شمعون الصفا: ما رأيتُ كاليوم! كلما أسمعوك شرًّا أسمعتهم خيرًا؟! فقال: كل امرئ ينفق مما عنده، وليس عندكم إلا الخير، ولا في أوعيتكم إلا الرحمة، "وكل إناء بالذي فيه ينضح".

 

النثر مصور من كتاب: "مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع"



[1] الرجاء.

[2] مما يتولد عن حسن الظن.

[3] حسن الظن بحال المؤمل وإثبات الفضل له.

[4] مَن يعطي العُتبى؛ أي: الرضا.

[5] تحت حمايتكم.

[6] صار الذنب وسيلة إلى الارتباط بكم.

[7] تكبد المشاق التي تستلزمها العزائم.

[8] بين عقلك وكرمك السلامة.

[9] كبير الذنب قليل المهابة.

[10] حادثًا عند غيركم قديمًا لديكم.

[11] تنكصون وترجعون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة