• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عزباء ( قصة )

عزباء ( قصة )
مصطفى عطية


تاريخ الإضافة: 25/6/2014 ميلادي - 27/8/1435 هجري

الزيارات: 3749

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عزباء


تُرهقها تلك الزوائد الجلدية الصغيرة التي تستمر تَنمو على جوانب أظافر أصابعها، رغم استمرار قضمِها أولاً بأوَّل، والحراشف الرقيقة التي تغلِّف أجزاءً مِن شفتيها هذه الأيام الباردة من الشتاء، تقضِم بعضها بين أسنانها، بينما تظل تُحملِق في اللاشيء، "لا بدَّ من تصنُّع الانشِغال عن كل المُحيطين بي، بل لا بد مِن إيهامهم بمدى استغراقي عنهم، وحيث إن الجميع يُحاول أن يهمِّش وجودي لدَيه، فلأُهمِّش وجودهم جميعًا".

 

ظلَّت الأستاذة سين في حديث نفسها حتى طرَق سمْعَها نداءُ أحد الإداريين بالمدرسة التي تعمل بها:

♦ "أستاذة سين، يَطلُب منك السيد الوكيل مُزاوَلة الإشراف في اليومَين القادمَين".

 

♦ "ماذا؟! وأين الأستاذ خاء، هذه أول مرة أكلَّف بهذا".

 

♦ "الحقيقة الأستاذ خاء في إجازة مرضية من اليوم، والسيد الوكيل لا يرى الآن أفضل منك للإشراف بدلاً منه حالَما يأتي زميلك معافًى من الوعكة التي ألمَّت به".

 

♦ "ها.. تتحدَّث وكأنك رأيته راقدًا في سرير مستشفى، الجميع يَعلم الأستاذ خاء، عطستان له تَعني زكامًا، وثلاث تعني التهابًا في الحنجرة، وهل سيوقف دروسه الخصوصية التي يملأ بها ليله ونهاره؟! لا أظنُّ.

 

أبلغه موافقتي، ليس عندي مشكلة في إدارة هذه المدرسة بدلاً منكم جميعًا".

♦ ♦ ♦ ♦


لم تكنْ بهذه الحدة من قبل، نشأتْ في أسرة طيبة مُحبَّة للحياة؛ أب حانٍ ظلَّ يتلطَّف معها حتى آخر نفَسٍ له؛ ليتركها وحيدةً الآن مع أمٍّ لم تستطع تعويض فقدها إياه، كان لزواج أختها الصغرى منذ ثلاث سنوات أثر في نفسها لم يُحِطها بقسوته إلا هذه الأيام، خاصةً مع رتابة الحياة، وعزوف سابق عن الزواج وصل بها إلى هذه المحطة التي تَخشى عندها مثلُها من عدم إمكانية حدوث هذا الشيء.

 

تَعترف بأنها مُتواضعة الجمال، ولا تجيد تَمثيل دور الفتاة التي تُلفت إليها الجنس الآخر، تَذكُر أيام الجامعة أنها ظبطت نفسها مرات تُحاول ذلك بلا جدوى، وقد قرَّرت عدم ارتداء الحجاب عندما عُيِّنت معلمة ابتدائية، وقد جرَّ عليها ذلك مخالطة كثيرات ممَّن لا تُرضَى أخلاقُهنَّ، لكنها ظلت أمامهن وأمام تلاميذها بنفس الشخصية الملتزمة في جوهرها، الالتزام ترى أنه جزء من تكوينها وليس من اختياراتها.

 

كانت الدقائق القليلة المتبقية على بدء حصتها التالية قد انقضَت.

قامت مُتثاقلة إلى الفصل، الإشراف من الغد سيُخفِّض عدد الحصص في جدولها ليتثنى لها متابعة النشاط اليومي داخل الفصول، لكن ذلك ربما يجرُّ عليها بعض المشكلات مع زملائها، إن لها أداءً مميزًا وكفاءةً يشهد بها الجميع، لكنها حادَّة الطباع وتخشى المعلِّمين الجُدُد، إنهم حديثو التخرج، وتراهم عديمي الخبرة الكافية مع تلاميذ المرحلة الابتدائية، وهي أشق المراحل التعليمية عكس ما يظنون.

 

بدأ اليوم الدراسي في اليوم التالي كالمعتاد.

ينتهي طابور الصباح، ويَمضي كل مدرس خلف تلاميذ الحصة الأولى، وهو النظام الذي ظلَّت تُحافظ عليه وتتميز به المدرسة، مضى أكثر التلاميذ، وكان يبدو أن تلاميذ فصل 4 - 2 بدون معلِّم، فظلوا وقوفًا في انتظاره حسب رغبة المُشرفة الجديدة الأستاذة سين.

 

نادت في مكبِّر الصوت تُنادي على الأستاذ ميم، تعلَم أنه ربما لم يحضر للمدرسة بعد، لكنها تريد أن تُعلن لكل المدرسة أن هناك مشرفة تنظر إلى طاقم العمل داخل المدرسة، وتُحصيهم عدًّا.

 

وأخيرًا جاء الأستاذ ميم يَجري إلى فناء المدرسة ليتقدَّم تلاميذه إلى الفصل.

كان الأستاذ ميم شابًّا قصير القامة، وهي تَميل إلى الطول، وفي بداية عشريناته وهي في أواخرها، بادي الهدوء، غاضَّ الطرف وهو يُحدِّثها، ويقدِّم لها اعتذاره عن التأخير، وبينما كانت هي تتفرَّسه بعينيها أحسَّت برغبة في التنازل عما يجعل لنظراتها سلطانًا عليه، ثم أطرقت للأرض تقيس ما يترك من مسافة بينه وبينها، لربما يتسنَّى بينهما حدوث هذا الشيء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة