• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

يوم فتحت شاشة التلفاز

أحمد راجح الراجح


تاريخ الإضافة: 19/7/2009 ميلادي - 27/7/1430 هجري

الزيارات: 16037

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دخلتُ ذاتَ يوم غرفتي، وأنا أحمل العشاء بيدي، قد أحضرته من مطعم البخاري، دخلت بقدمي اليمنى، وأغلقت البابَ باليسرى، فأنا رجل شبه كسول، لكني لم أنسَ دعاء الدخول، وفتحت اللمبة، وفرشت السفرة، وغسلت يدي، لآكل كبستي، وفتحت جهاز التلفاز، ووضعت جوَّالي على الهزاز؛ لكي لا يقطع أحد خلوتي، وأنا آكل وجبتي، وما أن استقررت في جلستي، واطمأنَّتْ سريرتي، حتى رأيت أن أختار قناةً فضائية، لتكون رفيقتي هذه الليلة، على شرط أن تكون بالضوابط الشرعية، فدخلت في خِضَم العالم المجهول، ويدي تمسك الريموت كنترول.
 
علِّي أستقر على شيء مفيد، ويكون لي منه حظ ونصيب، ففتحت القناة الأولى، قد سمَّت نفسها "ولا أحلى"، فإذا بفتيات فاتنات، يغنِّين وهن عاريات، مجون وخلاعة، وفحش ووساخة، فأغمضت عيني، واستغفرت ربي، وبدون تردُّد، فتحت القناة الثانية، وهي متخصصة في أخبار الرياضة، وعيني تنظر إلى المائدة، بدأ لعابي يسيل، وصار صبري قليلاً، وما أن رفعت رأسي، فإذا بشيء لم ترَ قط عيني، إنه سباق السيدات، كما تقول المذيعات، ما هذه الرياضة؟! ألا حياء عندهن؟! أم الشيطان أغواهن؟! أهذا ما يسمونه بالحرية؟! والله إنها بليَّة، وفتحتُ القناة الثالثة، وهي قناة "الحرية"، وإذا بامرأة تدَّعي أنها سعودية، تتكلم وبكل عنجهية: يجب ألاَّ نلبس الحجاب، لا العباءة ولا النقاب، فهذا تخلُّف ورجعيَّة، وعلينا بالاقتداء بالأمم السويَّة، فرنسا وبريطانيا وأمريكا الشمالية، وقفتْ غصَّة في حلقي، وأنا لم أبدأ أكلي، فهذا كلام لا تصدِّقه أذني، لا أنا ولا غيري.
 
وفتحت القناة التالية، وهذه المرة إسلامية، فإذا رجل أمام الحضور، يتكلم وقد امتلأ بالغرور، إن الفلسفة هي قمة العلوم، ففيها تفسيرٌ لكل ما يكون، وبدأ يسبُّ ابن تيميَّة، فأفكاره كما يقول دمويَّة، وتكلم على ابن عبدالوهَّاب، وقال: هذا كافر إذا ما تاب، فقرَّرت الحفاظ على عقيدتي، وفكري ومنهجي، وغيَّرت القناة، فإذا برجل يلبس عمامة، يسبُّ فيها بني أمية، ويذكر معهم أبا هريرة، فهو كما يقول كذاب، غشاش ونصاب، فقد أطاع معاوية، في اختلاق أحاديث نبوية، فبدأت أقول بدون أن أدري: لعنة الله عليك يا رافضي، ففتحت القناة التي تليها، قناة سمِّيتْ "أمانينا"، فإذا ببرنامج مباشر، ورجل لو رأيتَه لقلتَ ساحر، إي والله إنه ساحر، يأمر السائلة أن تكتب طلسم، وتردِّده بكل طلاقة ولا تتلعثم، فتناولتُ السماعة، ولبست النظارة، واتصلت على الرقم الذي ظهر على الشاشة؛ لأفضح هذا الدجال، بكلام لا يخطر على بال.
 
فما بدأت الكلام حتى قطعوا الخط عني، فاشتد غضبي، وانتفخت أوداجي، وارتفع ضغطي، فذكَرتُ الله وغيَّرت القناة، فإذا بقناة إخبارية، تُلقي أخبارها بالإنجليزية، فأمسكت قلبي، من هول ما رأتْ عيني؛ جثث مقطعة، وأشلاء ممزقة، إنهم إخواننا في غزة، ثبتهم الله، وأعانهم على ما ابتلاهم واختبرهم، سالتْ دمعتي، ولُمت نفسي، فلم أقدِّم شيئًا لإخواني، أغلقت الشاشة، ولم آكل لقمة، فقد سدتْ نفسي، بعد ما رأت عيني، والتجأتُ إلى الله ربي وربهم، ودعوته فهذا سلاحي وسلاحهم، ما لنا غير الدعاء لهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- المقامة التلفزيونية
ندى الريحان - الجزائر 27/01/2013 06:38 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله فعلا بارك الله فيكم أستاذ جئتم بالمقال على أسلوب المقامات البديعية جميل وكذا كفيتم ووفيتم فيما يخص الفتنة التي أصابة قنواتنا هذه الأيام
نسأل الله العافية يا رب

6- التلفاز به سم قاتل
سعاد محمد نور - مصر 27/01/2013 01:11 AM

مقال خفيف بأسلوب بسيط.. التلفاز الآن للأسف أصبح فيه من السموم القاتلة ما يجعل المرء يفكر فى عدم اقتنائه من الأصل.. إلا لبعض القنوات الإسلامية الجميلة وقنوات القرآن الكريم, نفعنا الله بها., وهدانا لما يحب ويرضى ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا البطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..

5- تعقيب
مسلم - الجزائر 05/06/2010 10:46 AM

السلام عليكم اخي شكرا لك اخي على هذا المقال الرائع الذي ختمته بـ"مالنا غير الدعاء لهم" نعم الدعاء سلاح المؤمن ولنا مانفعله أيضا لهم مثل:
*إصلاح انفسنا بتقوى الله لأن "الله يتقبل من المتقين"
*ننصر الاسلام في أهلنا - بعد أنفسنا طبعا - فكل يضيء الزاوية التي يوجد فيها وكما يقول المثل العامي"قطرة قطرة حتى يسيل الواد"
*أنت على ثغر من ثغور الاسلام فاحذر ان يؤتى الإسلام من قبلك
هذا والله أعلم وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وجعلنا سببا للنصرة والتمكين والسلام عليكم

4- رائع !
منى - السعودية 14/12/2009 12:04 AM
مقال جدا جَميل وخفيف أتمنّى له الفوز !

بالتّوفيق ..
3- ماشاء الله
الخنساء - السعودية 05/12/2009 08:49 PM
ماشاء الله تبارك الله أسأل الله القدير أن ينفع بك
2- السلام عليكم
ام سلمان - مصر الحبيبة 15/08/2009 03:52 AM

أسلوب متميز وموضوع رائع وموهبة طيبة
بارك الله فيكم

1- هذا مخططهم فماذا عنا !!
محب الدين - اليمن 26/07/2009 11:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحبيب ....
جزاك الله خيرا على هذا المقال الذي ذكرت فيه سوء القنوات التلفزيونية وما تبثه من سموم تغزو بها افكار وقيم ابناءنا ونسائنا وتفكك مجتمعاتنا وتزيل كل قيم الدين الحق
فهم ليل نهار يروجون لباطلهم .... ويرون انهم على جادة الطريق واننا نحن من يحاول التمسك بدينه وخلقه النبيل هو متخلف ورجعي ولا يفقه واقع الحياة .
اخي الحبيب الحياة طيبه في ظل ذكر الله ونشر قيم الدين الحنيف ... لكن كيف !!!
كيف نهدم ما يخططون ويبرمجون له ولا يملون من ذكر محاسنه
انا ارى ( وهذا رأي وقد اكون مخطئ في نظر البعض )
ان لا نترك المجال لهم
الاعلام والتلفاز اليوم دخل كل بيت فاذا تركنا اهل الباطل لوحدهم في هذه الساحة الهامة شوهوا قيم وافكار الناس
لذا لابد من تطوير القنوات الاسلامية ودعمها ومساندتها بالعلماء الربانيين والمفكرين الإسلاميين وأصحاب الأفكار النيرة والبرامج الهادفة
ولكم مني خالص الشكر وفقنا الله لما يحب ويرضى
اخوكم ابو خطاب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة