• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أم سلم ( قصة )

أم سلم ( قصة )
حسن عبدالموجود سيد عبدالجواد


تاريخ الإضافة: 12/2/2014 ميلادي - 12/4/1435 هجري

الزيارات: 4652

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أم سُلُم


لم نشاهد (سُلُم)، والكثير منا لا يعرف إن كان لها ابنٌ حقًّا أم أنها لم تنجب ذكوراً واختاروا لها اسمًا تنادى به كما جرت العادة في قريتنا المصرية المعدمة (قحافة)، في كل صباح يصحبني طبقي كالعادة في رحلتنا الشاقة إلي دار أم سُلُم، أكاد أقْسِمُ أن طبقي العزيز لو استطاع أن يفر من تحت إبطي إلى حيث لا رجعة لَفَعَلَ؛ من هول ما يلاقيه من حيرة وعذاب صبيحة كل يوم، في يميني كسرة الخبز المعتادة ويسراي تُطْبِقُ بكل قوة على قطعة النقود ذات العشرة القروش، والتي يبتلعها جيبي العميق الذى يمتلئ بالثقوب من كل جانب، وفي الطريق يقابلني بعض أصدقائي كالعادة، ولكننا نعرف أن هذا ليس وقتَ اللعب فتتلاقى أعيننا في صمت دون أن تَفْتَرَّ ثغورنا المليئة بكسرات الخبز عن أية ابتسامات، وهناك على باب أم سُلُم نقف في هدوء ونظام، كل منا يفكر فيما وُصِّيَ به من كلمات رقيقات يحملها إلى هذه المرأة العجوز التي كانت تُعتبر المسؤولة عن إطعام الكثير من أهل قريتنا كل صباح، يداعبني صديق لي وأكاد أنساق معه في الدعابة غير أنني أتذكر ما تلقيته من تعليمات (عائشة) الصباحية جدتي الغالية، والتي كنت - لشدة حبي لها - أطيع أوامرها دون نقاش.

(انتبه لما معك من نقود)

(سيكون إخوتك في انتظارك)

(لا تتلكأ حتى لا تكون سببًا في تأخر أبيك عن العمل)

(اطلبْ منها أن تملأ الطبق جيدًا)

 

كم كنت أهتم بهذه النصيحة بالذات أكثر من باقي النصائح؛ فالأربعة صاروا خمسة، وأخي الأصغر أكمل عامه الثاني وأصبح يجلس معنا حول طبق الفول الصباحي كواحد منا، وما تزال القروش العشرة كما هي، لم تزد مليمًا واحدًا، وما يزال راتب أبى يمشي كالسلحفاة علَّه لا يزيد، أو يكاد يجيء دوري وأملأ أذنَيِ العجوز بكلمات الإطراء العائشية العميقة حتى تملأ طبقي الأعمق.

 

ثم أعود أحمل غنيمتي مسرعًا إلي جدتي الغالية تنقَضُّ يسراي على حبات الفول البارزة على حافة الطبق، فتلقيها في سهولة ومهارة إلي فمي الذى انتهى منذ قليل من الْتِهَام كسرة الخبز الجافة مخالفًا أهم تعليمات جدتي رغمًا عني؛ فالجوع أقوى من أي عاطفة.

 

وعند الباب، بابِنا الخشبي العملاق، تُخَلِّصني جدتي من براثن إخوتي قبل أن أنكفئ على وجهي، ثم تكون الصاعقة عندما تحدّق جدتي في الطبق كالعادة وتصرخ في وجهي.

 

(عد فاطلب منها أن تملأ الطبق جيدًا كما أمرتُك).

 

وأعود إلي أم سُلُم التي تعودَتْ أن تراني أكثر من مرة كل صباح، فليذهب أبي إلى العمل دون إفطار، وإخوتي إلى الحقل، وأنا إلى أم سُلُم، وكان الله في عون الطبق!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة