• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة


علامة باركود

حقيقة الهموم ( قصيدة )

أبو الجود محمد منذر سرميني


تاريخ الإضافة: 13/6/2013 ميلادي - 5/8/1434 هجري

الزيارات: 6241

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقيقة الهموم

 

سلِّمْ ولا تَعترضْ فالأمرُ يَحكمُه
ربٌّ إليهِ مَردُّ الكَونِ والأُمَمِ
ربٌّ حَكيمٌ لهُ التَّدبيرُ أَجمعُهُ
ولا ارتيابَ بِما يُريدُ مِن قِسَمِ
أَقدارُهُ في عِبادِ اللهِ ماضيةٌ
ما بينَ منعٍ ومَنحِ الفضلِ والنِّعمِ
حاشا البلاءُ إذا ما مسَّ إنساناً
ألاَّ يقرِّبَهُ مِن صَفوةِ النَّسمِ
كَم مِن هُمومٍ يَراها العبدُ مُرهِقةً
وإذ بها دُربةً لأرفَعِ الهِمَمِ
كم من هُمومٍ بدَت للعَبدِ قاهرةً
في لمحةٍ ذهبَتْ عَنهُ ولم تدُمِ
كم من هُمومٍ سمَت بالروحِ مَنزلةً
مِن بَعدِ صبرٍ فنالَتْ غايةَ الكَرمِ
اللهُ في عِلمهِ المَكنُونِ أمَّلها
بِجنَّةٍ مَهرُها صبرُ الفَتى الحَزِمِ
كَم من هُمومٍ عُتِيْ عن حلِّ عُقدتِها
ففاجأَ الحلُّ عَقلَ الحاذقِ الفَهِمِ
كم مِن همومٍ ذوَت مِن بَعدِ آونةٍ
فاصبِرْ وصابِر وجافِ ريبةَ الأَثِمِ
كم مِن هُمومٍ نأَتْ عن ظهرِ حامِلها
فبدَّدَ النأيُ بعدُ أزمَةَ الوَهِمِ
سيَنجلي الكَربُ عَن نفسٍ قد اقتربَتْ
مِن حالةِ اليأسِ لَولا اللهُ لم تقُمِ
سيَنجلي الكَربُ يوماً، فارتقِب فَرَجاً
من ربِّنا فارجِ الغُمَّاتِ والنِّقَمِ
سيبعدُ الكربُ بعدَ الصبرِ عَن مُهجٍ
كما يُباعدُ فجرٌ عَتْمةَ الظُّلَمِ
لولا اشتدادُ الظلامِ ما بَدا قمرٌ
ولا بدَت نجمةٌ في حالكٍ عَتِمِ
كذلكَ التِّبرُ لا يبدُو له ألقٌ
إلا بُعيدَ لهيبٍ حارقٍ ضَرِمِ
لمَ القنوطُ وربُّ الخلقِ مقتدرٌ
يصرِّف الأمرَ في كلٍّ من القِدَمِ
يَقضي الحكيمُ قضاءً ليسَ عَن عبثٍ
وإنَّما في قضاهُ رأفةُ الرَّحِمِ
يقضي بخيرِ العبادِ حاشَ يَمقُتهمْ
بل إنَّ رحمتَهُ تَسري بكلِّ دَمِ
يقضي لهُم فوقَ ما يحلُو لأحلمهِم
ولا يُعاقبهم بطَولِ مُنتقمِ
اللهُ في عَدلهِ سوَّى جَميعَ الورى
ودلَّ جَمعَهمُ نحوَ الهُدى العَصِمِ
والنفسُ أكرمَها بنُورِ فِطرتِها
لمَّا حَباها صِفاتِ الخيرِ والشِّيمِ
فمَن رعَاها بحقٍّ نالَ جَنَّتها
ومَن سقاها بغَيِّ السوءِ لَم يحُمِ
النفسُ مَفطورةٌ بالقربِ مِن أملٍ
يُحيي لها قصةَ الإيجادِ مِن عدَمِ
مِن قَبلها الروحُ قالَت للإلهِ بلى
أنتَ الحبيبُ وأنتَ رِيُّ كلِّ ظَميِ
حاشا لنفسٍ تربَّت في رياضِ هُدًى
يَبدُو اعتراضٌ لها مِن جانبِ الحَكَمِ
وإنَّما راحةٌ تنسابُ في ثِقةٍ
بالنفسِ إذ صانَها المَولى من اللَّمَمِ
لذا تراهَا بأمنٍ من لظى قدَرٍ
يبدو لعينِ سِواها لاهبَ الحُمَمِ
لكنَّها بالرِّضا تلقاهُ داعيةً
باللُّطفِ أن يُطفئَ الرحمنُ ذي الغُممِ
وهكذا النَّفسُ تعلو في مَراتبها
لأنَّها رَضيَتْ ما خُطَّ بالقَلمِ
إنَّ الهموم وإنْ هاجَت مراكبُها
في الغَيب يحملها الرَّحمنُ.. فابتسمِ
ولا تكُن مرتعاً لليأسِ مِن كمدٍ
فرَوعةُ المرءِ أنْ يسمُو على السَّأمِ.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- برداً وسلاماً
منذرغنام - الامارات العربية المتحدة 14-06-2013 11:19 AM

ونحن نحتمل الضربات تلو الضربات والمحن وراء المحن في زمن لم يعد للأمة فيه غير الصبر .. والاحتساب واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى تتجلى روعة هذه الكلمات ,بارك الله في القائل والناقل .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة