• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حكاية معتمة (قصة)

حكاية معتمة
عبدالله عبدالقادر أحمد


تاريخ الإضافة: 18/2/2013 ميلادي - 8/4/1434 هجري

الزيارات: 4108

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حكاية معتمة


الليل داجٍ، والدروب معتمة، والفجر ساهٍ في مكمنه لا ينوي أن يظهر، وصرصار الليل يغنِّي لا يعنيه شيء.

 

يتجول الموت في الأرجاء يحصد الأنفاس، في يده اليمنى بوذيّ، وفي الآخر نُصيري يمضي قدمًا لا أحد يردعه.

 

يقعد أبٌ على باب الدار خشية أن يتسللَ الموت من تحته.

 

الدار يلفُّها السواد، ثمةَ شمعة في ركن الدار، يحرك شعلتَها الريحُ من المنافذ التي ما عاد لها نوافذ، تقاوم الشعلة كغيرها للبقاء؛ حيث الأم تضم طفلها إلى صدرها؛ خشيةَ أن يتخطفه الموت، وهي تدري أن لا يد لها تطوله.

 

يجوع الطفل ولا طعام في البيت يؤكل، يصبِّره أبوه بالفجر، وتعلله أمه بالحكايات، والطفل لا يفقه شريعة الموت فيزداد بكاء، تبحث الأم عن كسرة خبز يابسة، ربما سقطت تحت الموقد، أو ربما جرَّها فأر؛ لكي تتقاسمها مع طفلها؛ فلا تجد شيئًا.

 

المطر يهطل زخّات زخات، يشتكي الطفل من البرد، يخلع الأب ثوبه ليُدفئه، ثم يعود إلى الباب مسرعًا.

 

عاد الطفل إلى بكائه يريد طعامًا، لم يستطعِ الأبُ أن يتحمل أنينه، نظر إلى زوجته وهي تبادله النظرة، فهِمت مراده، بكت بصمت، وهو الآخر بكى؛ بَيْدَ أنه أخفى دمعتَه، حتى يتشجع، تناوَلَ سلاحه، تعانقا ثم مضى يبحث عن خبزة.

 

يمشي رويدًا رويدًا، يتخطى الأشواك متلثمًا حتى لا يعرفه الموت، ينظر يَمنة ويَسرة، يحدِّث نفسه: يبدو أن الطريق آمن، تعدَّى شارعًا ثم آخر، كل الدكاكين مغلقة، فالخبّاز يحرس بيته أيضًا.

 

يبحث في برميل القمامة؛ علَّه يجد شيئًا، يقلِّب الأكياس، كلها فارغة، والقطط من حوله تموء، تستجديه، تطلب طعامًا، تيقّن أن لا طعام، سمع من خلفه صوتًا، نهض مسرعًا، فإذا هو الموت، حاول الهرب، لكن الموت لمحه، أطلق عليه رصاصة سكنت في كتفه الأيمن، سقط سلاحه، هرول ليختبئ، لكن الموت عاجله برصاصة أخرى، سقط متأثرًا بجِراحه.

 

لا أحد في الحي ينقذه، غرق في دمائه ثم مات.

 

اقترب منه، ابتسم ابتسامة المنتصر، ركله على وجهه، سحبه إلى منتصف الطريق حتى إذا طلع الصباح كان عبرة لغيره، فلا خبز في البيت يؤكل، والموت حارسه.

 

والزوجة المكلومة في الدار لا زالت تحضن طفلها، وهي تسبِّح الله، وتسأله أن ينجِّي زوجها.

 

استيقظ الفجر من سباته، وأذّن للفجر ديك.

 

توارى الموت عن الأنظار، واتخذ له من السراديب دارًا، خرج الأهالي من ديارهم خائفين مترقِّبين، تشجّع أحدهم، فجرَّ جثة جاره، ثم حمله على كتفه، وجيرانه من خلفه ينعونه إلى أهله، دفنوه في فناء داره؛ إذ المقابر غيرُ آمنة.

 

رجعت الزوجة الحزينة إلى ركن الدار، حضنت طفلها وهو يسألها الطعام، فعادت تعلله بالحكايات وهي تذرف الدموع، وأن أباه خرج للطعام.

 

حينها سألها: أين أبي؟ قالت: سيعود، سيعود، سيعود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة