• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

غرباء! (قصة)

غرباء!
سيرة عكرة


تاريخ الإضافة: 22/9/2012 ميلادي - 7/11/1433 هجري

الزيارات: 8511

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غرباء!


كان جمال "رنا" الفتّان لافتاً للأنظار، قامتها الرشيقة وثيابها المتناسقة... عرفتُها بالحجاب ثم تخلّت عنه لما أحست نفسها غريبة عمن حولها، وأبقت على احتشامها في بادئ الأمر إلى أن جرّها التيار فقصّرت ثيابها أكثر فأكثر..

 

أول ما رأيتُها ابتلعتُ غصّتي وسألتها بلطف، فأجابت بأنها تشعر بالنفاق، فهي لا تصلي بعد وتريد أن تبدأ بالتدرج فتصلي ثم ترتديه مرة أخرى.

 

غريب! ما علاقة هذا بذاك؟! على الأقل كانت تحمي نفسَها ذنوب المعصية، وتدفع عن غيرها ذنوب النظر... لكنني كنت موقنة بأن السبب هو شعورها بالغربة بين أصدقائها... والغربة مُرة...

 

جالت في خاطري ذكرى "رنا" وما كان من أمرها وأنا أشُدّ على يد صديقتي المقرَّبة "تالة" وهي ترتجف من الحماسة والإثارة... أعزّ من أختين كنا، وبيتها كان بيتي..

 

فتحت هي باب شقتها ودخلت بهدوء إلى الصالة حيث يجتمع أهلها لتفاجئهم، وبقيتُ أنا في الخارج أنتظر بقلق، فقد عرفت أهلها منذ سنين بالتدين والالتزام... وتلاحقت أنفاسي وشنفتُ أذنَيّ...

 

لم أسمع شيئاً.. ولكنني أحسست بوجوم يخيِّم على المكان... تبعه صوت ساخر: كفى سخفاً، لستِ جادة! ثم علت النبرة: هل ستنفعين بهذا اللباس من يموتون بالثورات الآن؟!

 

رأيتُ "تالة" تنظر إليّ والصوت يرتفع أكثر: نعرفك جيداً، هذا ليس طبعك وستتراجعين قريباً! أهذا هو الدين بالنسبة إليك؟!


عادت إليّ تالة وحدقتاها تجولان في حَيْرة، ما الذنب الذي ارتكبتْه لما اختارتْ لباسها؟!

 

دخلتْ غرفتها ودخلتُ وراءها وقلتُ لها: أأخلصتِ النية لله؟!

• قالت: نعم، لله...

 

ثم سمعتُ الصوت يطاردها: أصلاً القلب أهم من القالب!

 

فوضعتْ رأسها على حضني وهي تُخفي وجهها عني...

 

تأملتُها وتساءلت: مع أنه يبدو أنيقاً! ألهذا الحد يبدو غريباً بالنسبة إليهم؟ على الأقل فليعتبروه حرية شخصية!

 

لأسبوعين متتاليَيْن طار الحديث عن هذا الأمر بين أهلها وصديقاتها وكل مَن تعرف ومن لا تعرف! وكلما اشتد النقاش بينها وبين أحد من أفراد عائلتها أسرعتُ أنا أغيِّر الموضوع قبل أن تنفجر القنبلة... ثم أراها تكاد تَدْمع، ثم تستخدم عذراً لتنسحب وأنسحب معها، وأقول لنفسي: حقاً عاد الإسلام غريباً كما كان!

 

خلعتْ "تالة" الجلباب، وارتديتُه أنا... ولم أُبالِ بأقوال الناس...

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (منبر الداعيات)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة