• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

بسام (قصة حياة)

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 7/6/2012 ميلادي - 18/7/1433 هجري

الزيارات: 5117

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بسام

(قصة حياة)


حملتْ صغيرَها المكنَّى (ببسام)، وعزَمتْ على الجهاد المُستميت في الحصول على معاش الزوج المتوفَّى في الأربعينيات من عمره؛ بسب عِلة المصريين، ألا وهي الكبد.

 

ظلَّت أيامًا تتنقل من مصلحة لأخرى، ومصلحة تُبطِل ما قالت الأُولى، حتى انتهى بها الأمر إلى الموافقة النهائية على صرْف المعاش المُستحَق للأرملة واليتيم المكنَّى ببسام.

 

من فرحتها جلستْ في حديقة المصلحة الحكومية تَستظلُّ بشجرة، وهي تقبِض على الأوراق المستوفاة لشروط الحصول على معاش، إذ بعينها تَغفُل من فرْط التعب، فيَسحب الصغير الأوراق بيده الرقيقة من بين أصابع أمه ويلتقِمها بفِيه من الجوع؛ فقد نَسيتْ من التعب والنصَب وقتَ إطعامه، وما أن انتبَهت حتى أبصَرت الصغير وقد أوشَك على الانتهاء من أكْل جميع الأوراق، مُنتظِرًا الماء أو صدْرَ أمه الحاني.

 

صرختْ في وجهه صرخة قوية؛ فبكى من الصدمة.

 

تداخَلت المشاعر، ضمَّته إلى صدرها وهي تقول: حرام عليك يا بسام، وما زال الطفل يبكي حتى مرَّ بها رجلٌ عليه من الهَيبة والوقار، ميسور الحال، يبدو أنه ذو منصِب وشأن، فسألها: ما الأمر؟ فقصَّت عليه، ثم ابتسمتْ مواريةً الهمَّ الكبير.

 

فابتسَم الرجل، وأخذ منها ما يُثبِت أحقيتَها في صرف المعاش، وما هي إلا ساعة تنقَّل بسيارته الفارهة بين المصالح المَعنِية بالأمر حتى أنهاه ورجَع إليها يقول: قرِّي عينًا، ولا تَهِني؛ فإن بكاء الطفل شيَّبني، ثم ألقى في حجرها مظروفًا مُغلقًا، أغلب الظنِّ أن به نقودًا، فلما حاولت أن ترفُضَه؛ تَعفُّفًا، قال لها: لقد أعانني الله على تفريج كُربة لك، فهل تَبخلين عليَّ بنَيْل أجري كاملاً؟ ثم سألها عن اسم الصغير، فقالت: بسام.

 

فقال لها: يا رب دائمًا، ثم انصرَف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة