• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حلم ضائع

محمد بعيطيش


تاريخ الإضافة: 2/4/2012 ميلادي - 11/5/1433 هجري

الزيارات: 4944

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

انتابتْه خَلْجَة في تفكيرِه تُشْبِه الدوخة، كان يَمْشِي، ومن ثقل الخطوات اعتقد أن هذه الطريق لن تَنْتَهِي، وأن المَقْهَى في آخر النهج يَهْرُب منه، استدار إلى الخلف بصعوبة بالغة، وأحسَّ بعَرَقٍ باردٍ يتسرَّب من أعلى جسده إلى أسفله، اكتَسَحه الشعورُ بالعجز؛ حتى خيِّل إليه أنه يَمْشِي إلى الخلف.

 

أخذ مِلَفَّه الذي كان يتأبَّطه، وقرَّبه من وَجْهِه، فَتَحه وأخرج ورقةً عليها إطار مزخرفٌ، وكتابات متقنةُ الرسم، وخَتْم دائريٌّ يُعْطِيها بريقًا خاصًّا.

 

تَمْتَمَ قليلاً، ثم أحسَّ بحمض كبرِيتي يَجْتَاح صدرَه، يكفي لإحراق من حولِه بنفخة واحدة.

 

كوَّر الورقة جيدًا، ثم طَرَحها وأَخَذ يَرْكُلها، إلى أن ضاعت بين أرجل المارَّة المتقاطعة.

 

ضاعت فرصتي في الوظيفة، وضاعت كلُّ آمالي وأحلامي، لقد غابت في هُوَّة المستحيل.

 

إنها تَشِيع بين أرجلِكم أيها الحَمْقَى.

 

ضَحك بشكل هِسْتِيري، وواصل سيرَه:

أنا قادمٌ يا مَرْقَد الأحلام الضائعة، أنا قادمٌ يا مَجْمَع الكُسَالى والمَحْرُومين والمَقْهُورين، والمَسْكُونين بالمستحيل.

 

وصل إلى المَقْهَى، وأَخَذ يَشُقُّ الطريق إلى طاوِلته، إلى حيث أَلِف الجلوس، ولما بَلَغها أَلْقَى بجسده على الكُرْسِيِّ.

 

راودته رغبةٌ في أن يتمدَّد على البلاط، ويتخلَّص من هذا العمودِ الذي يَنْخَر ظهرَه، لكنه أفاق على صوت ارتطام فنجان القهوة بالطاولة.

 

شدَّه نداء أحد باعة الجرائد المتجوِّلين، أمسكه من ذراعه وناوله عشرة دنانيرَ، وأخذ له كومة من الأوراق، وراح يتفحَّصها إلى أن وَقَعت عيناه على إعلانِ توظيفٍ مكتوبٍ بخطِّ سميكٍ أسفل الصفحة.

 

نظر إليه وغاب عن المكان، وتقلَّص الزمن إلى أن استحضر مشهدَ ورقِتِه المزخرفة، التي كوَّرها وسلَّمها لأرجل المارَّة.

 

ابتسم وركل آخر ارتباط بها، ثم أراد الانصراف إلى بيته، لكنه أحسَّ بزيادة مفاجئة في وزن قدميه.

 

حرَّك قميصَه الذي الْتصق بجسدِه، وكأنه محنَّط من الزمن الغابر.

 

جمع أنفاسه وردَّد: أستغفر الله العظيم، أستغفر الله العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة