• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سيأتي قريبا (قصة قصيرة)

سيأتي قريبًا (قصة قصيرة)
فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 9/2/2012 ميلادي - 17/3/1433 هجري

الزيارات: 13599

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيأتي قريبًا

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية )

 

بدا له كلُّ شيءٍ مُتآمرًا ضدَّه؛ الطَّقس الحارُّ، طِفْله المشاكس، إصبَعُه المُلتهب، وتلك الأوراق النَّقدية القابعة في حافِظَته، والتي لا تصل إلى عدد أصابع يديه، حتَّى هي، لا تزال بين آونةٍ وأُخرى تَطْلب منه السَّماح لها بالعمل كـأنَّها تريد أن تقول له: لست قادرًا على كفايتنا، وإن كانت تقولها له بِلُغة أرقى: دعني أساعِدْك.

 

أخرج أوراقه النقديَّة المتبقِّية، عدَّها أكثر من مرَّة، وذِهنُه شارد بعيدًا، جلسَتْ إلى جانبه، وطلبت منه أن يذهب إلى الطبيب؛ لعلاج إصبعه قبل أن تسوء حالتُه أكثر؛ فالالتِهاب الذي أصابه مضى عليه عدَّة أيام، وقد يفسد إذا لَم يعالج سريعًا، لكنَّه نظر إلى صغيره الَّذي لا يكفُّ عن المشاكسة نظرةً فهمت منها مرادَه، إنَّه يفضِّل شراء حذاء جديدٍ له بعد أن اشتكَتْ قدَمُه من تعدُّد فتحات حذائه، وبعد أن أحرجَه بالأمس زوجُ أخته قائلاً للصغير: لك عندي حذاء جديدٌ يا أنس.

 

وصل إلى مكتبه صباح اليوم التالي مبكِّرًا كعادته، ولكنه فوجئ باستدعاء مديره له، والذي قال له في برود:

 

لقد تسبَّب خطَؤُك في مشروع الشَّركة السابق إلى خَسارتنا خسارةً مادية كبيرة، نحن مُضْطرُّون إلى إبلاغك أنَّ الشركة قد استغنَتْ عن خدماتك.

 

شعر بالإهانة، وشَعر معها بأنَّه غير قادرٍ على الردِّ أو الحديث، انسحبَ مِن أمامه وهو يُحَوقل؛ فقد كان يَعْلم في قرارة نفسه أنَّ خطأه لَم يكن كبيرًا إلى هذا الحدِّ، وإنَّما جعَله كبيرًا رغبةُ المدير المبيَّتة في إنهاء خدمته؛ ليتسلَّم وظيفته قريبُه حديث التخرُّج.

 

في طريقه إلى بيته، حاول أن يبتلعَ مرارة الصَّدمة، وأن يبدو متماسِكًا؛ كي لا تسأله زوجتُه؛ فقد قرَّر ألا يخبرها الآن؛ لأنَّه لن يتحمَّل أن يسمع شيئًا منها، أو من غيرها في هذا الوقت العصيب.

 

حينما جلسَتْ إليه وقد أعدَّت له كوب الشاي، نظرَتْ في عينيه، فابتعد كثيرًا عنها، سألَتْه: أوَقد حدث شيء؟

 

لَم يُجِبها، شعرت بأنَّ قلبه يبكي، أخذَتْ كفَّيه بين يديها، وقبَّلتْهما وهي تقول:

أوتذكر يا زوجي الحبيب، كيف كان حالنا في بداية زواجنا، ثم كيف صار الحال بعدها؟ كادت أن تُغرِقَنا الدُّيون، وكنت في بداية حملي بصغيرنا أعاني كثيرًا، وأحتاج متابعة مستمرَّة، ثم جاء فرَجُ الله حين فُزت بالمسابقة التي أقامَتْها الشركة لموظَّفيها، وأخذت الجائزة المادية المقررة، أيها الحبيب، إذا اشتدَّت المصائب فأبشِرْ بفرَج الله.

 

ظلَّ مبتعِدًا عنها بوجهِه، لكنَّه فوجئ بصغيره يرتمي على صدره وهو يقول: أبي، أمي تردِّد وتقول: سيأتي قريبًا، فمَن سيأتي يا أبي؟

 

نظر إليها مبتسِمًا، واحتضن صغيره في حب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- الفرج قريباً
زكريا عبد العزيز زكريا - السودان 11-11-2015 06:41 PM

أجمل ما قرأت من القصص ... واجملها المرأة التي حفظت الجميل ويا ليت لو كل حواء تكون بمثل هذه.
وهكذا الحياة بين الزوجين...
ولكم الشكر

3- ما اجملها من قصة
هبة عبد المقصود - مصر 15-02-2012 03:34 PM

قصة جميلة جدا كلنا في حاجة إلى أن يعي ما بداخلها ...............نعم سيأتي قريبا ولكن إذا أيقن بذلك ودعونا الله تعالى أن يرزقنا رضاه

2- تحفة
شيماء موسى - مصر 10-02-2012 01:17 AM

السلام عليكم
كلام راقى جدا وأحاسيس أرقى
أرجو من الله أن أكون مثل هذه السيدة التي لم تكن مثل باقي النساء..
فما أكثرهن اللاتى يكفرن العشير !!

نعم سيأتى قريبا....قريبا جداااااا

"وإنى لأرجو الله حتى كأننى بجميل الظن أرى ما الله صانع "

1- GOOD
sally sherif - egypt 09-02-2012 02:43 PM

BEST WORDS OF POLITE LADY

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة