• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

الأقنعة (قصة قصيرة)

الأقنعة (قصة قصيرة)
نجوى إسماعيل سيد أحمد


تاريخ الإضافة: 5/2/2012 ميلادي - 13/3/1433 هجري

الزيارات: 12889

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأقـنعة

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

كانت ضحكاتُه عاليةً مزعِجة، وكأنَّها لشيطانٍ، وصوتُه وهو يتكلَّم إلى زوجته وأبنائه، وكأنَّه خُوَار، وتلك الخطَّة التي سمعتُها عرَضًا وأنا في شُرفة مَنْزلي المُجاور لهم، وهو يَعْرضها على زوجته؛ للاستيلاء على كلِّ أموال ابن أخيه المتوفَّى، كانت جهنميَّة.

 

واندهشت كيف لهذا الأمر يُناقَش جهرًا هكذا، ويكون عُرضةً لسماع أيِّ شخص!!

 

ودخلتُ حجرتي، وفِكْري مشغول بالبحث عن طريقةٍ لتنبيه الفتَى المسكين، وعندما وجدتُ طريقةً للانفراد به والتحدُّث معه، كان عنيفًا، ونظراته قاسية، ولا يَكْره أحدًا كما يكره عمَّه، ويَعْلم أنَّه يُخطِّط للاستيلاء عليه وعلى أمواله، وإن لَزِم الأمر وضع السُّم له في الطعام؛ لذلك فهو أحرص وأسبَقُ منه على ذلك، ولن يتأخَّر في وضع السمِّ له أولاً.

 

ومادَت الأرضُ تحت قدَمي، وأنا أسمعُه، وكدتُ أن أسقط مغشيًّا عليَّ لولا أدركَتْني عناية السَّماء، وتحاملتُ على نفسي، وذهبت إلى مَنْزلي، وحاولتُ عدم التفكير في هذا الموضوع، وعدمَ شَغْل نفسي به، إلاَّ أنِّي وجدتُ نفسي منساقًا لإصلاح الأمر بينهما، وتصوَّرتُ أن نهاية العالَم قد تتأخَّر عنا لو انصلح هذا الأمر.

 

وفكَّرت في الابن الأكبر لهذا الرجل الَّذي تخرج حديثًا منذ عامَيْن، ولَم أعرف كيف أبدأ الأمر معه، وكيف أنبِّهه لخطورة الأمر الذي سوف يُقْدِم عليه أبوه, وأمُّه التي لَم تحاول إبعاد هذه الفكرة عن زوجها، ولو حتَّى بِمُحاولة الظُّهور بصورة العادلة التي لا تَقْبل أموال اليتامى، وإن كان ما بداخلها شيءٌ آخَر.

 

لَم أحتمل، وحزمتُ أمري، وقرَّرتُ الكلام معه دون مقدِّمات.

 

ولَم تكن المفاجأة رفْضَه تدخُّلي فيما لا يَعْنيني، إنَّما إنَّني بهذا الأمر وبكلامي فيه، قد أُعطِّل كلَّ الأمور، وأجعلها لا تسير كما أراد لها أبوه وأمُّه، أو كما يَقولون: (فقَّرت فيها)، وساعتَها لَم أستَطِع منْعَ نفسي من إفراغ كلِّ ما في معدتي، وظللتُ أسبوعًا لا أشتهي طعامًا، فوجدت لحيتي قد طالت، ووجهي قد شَحب، وعينِي قد ذَبلت وصارت كَحُفرتين، وأصبحتُ كشبحٍ هائم لا يَقْوى على الحِرَاك، وتحاملتُ على نفسي، وارتديت ملابسي، وذهبت لمحلِّ لعب أطفال، واشتريت منه أربعة أقنعة؛ واحدًا لامرأة حكيمة راضية، وآخَر لرجل طيِّب ودود، واثنين لشابَّين يملأ عيونَهما أملٌ وعرفان، وعلى شفاههما بسمةُ ودٍّ واحترام، وأخذتُهم من صاحب المحلِّ شاكرًا مسرعًا إلى مَنْزل جاري، وطلبتُ منهم راجيًا متوسِّلاً ارتداءَ الأقنعة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة