• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

سراب

سارة محمد علي الخطيب


تاريخ الإضافة: 31/3/2011 ميلادي - 26/4/1432 هجري

الزيارات: 6929

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ابتسمتْ له الدنيا أخيرًا، وفتحتْ له أوسعَ أبوابها، أو هكذا خُيِّل إليه، كاد أن يطير مِن شدَّة الفرَح، قرأ عقْد العمل مِرَارًا وتَكرارًا حتى كاد أن يحفظه عن ظهْر قلْب، اعترتْه نشوةٌ كأثر السكر، وغمرتْه السعادة، غرِق في بحر أحلامه التي لم يكن يطمع أن يحلُم بها من قبل، ازدحمتْ على مخيلته صور شتَّى؛ تخيَّل نفسه وهو يركَب صهوةَ سيارته المرسيدس، يسابق بها الرِّيح، وتراءتْ له عن كثب صورةُ بيت فسيح الأرْجاء، يزيِّنه رياش فاخِر وأثاث فخْم، ويسرح في ردهاته أبناؤه الستَّة، ويمْرَحون، وينعم فيه مع زوجته (سكينة) التي ذاقتِ المرَّ والعلقم في بيوت الأُجرة ومشاكِل الجيران التي لا تَنتهي، وآن لها أن تستريح!

 

أقلعتِ الطائرة مخلِّفةً وراءها قلوبًا تحترِق لوعةً، وأنفسًا تضطرب كالمِرْجل، وعيونًا جفَّتْ دموعها وتقرَّحت أجفانها، امتزجتِ العواطف والمشاعِر، واختلطتْ على أصحابها، لوعة الفِراق كانت تبردها آمالٌ عريضة، وأماني بتغيُّر الأحوال وتوديع حياة القِلَّة والذلَّة.

 

رجعتْ زوجته إلى بيتِها أو حجرتِها الوحيدة، يعتصر الألَم والأسى فؤادَها المكلوم.

 

فجأةً تبدلت الآمال والأماني التي كانتْ تُسرِّي عنها إلى كوابيس راعبة، شعرتْ للحظات كأنها شيَّعتْ زوجها، كأنَّها رجعتْ مِن جنازته، لا أنَّها تودِّعه على أمَل لِقاء قريب، وحقائبَ مكدَّسة بالهدايا والألعاب وما لا عينٌ رأت!

 

كانتْ مُثقلَة بالهموم، خلَّف وراءَه سِتَّةَ أولاد، ليس لهم عائلٌ غيرها، حِمْلُها ثقيل، وهم أمانة في رَقبتها وحْدَها!

 

كان يُسلِّيها، ويقول لها: لا بأس، تعِب سَنَة أو سنتين، ونستريح.

 

ومرَّتِ السَّنة تلوَ السَّنة، وتجمَّعتِ السِّنون؛ لتؤلف عقدين من الزمن، والعيال كبرتْ، وأمهنَّ هرمت، والبنات تزوجْن وأنجبن، وحنَا ظهره وتقوس، واشتعل رأسه شيبًا، ولمَّا تنتهِ بعدُ رحلة البحْث عن السعادة الموهومة في دُنيا الأحلام الطائِرة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
7- عذركم مقبول
احمد معبد - مصر 06-04-2011 12:06 PM

السلام عليكم / مرحبا بأصدقائنا " الحاج مصطفي " و " بكرو الشماع " جزاكم الله خير
نحن نلتمس لكم كل الأعذار .

حينما أعطي درس في إحدي حلقاتي ويتغيب أحد التلاميذ , أسارع بالسؤال عنه فربما يكون عذره انشغاله بالعمل ليلبي حاجاته وحاجة من يعول , فلا أقدر الا ان التمس له العذر , ناصحا إياه محاولة التوفيق بين هذا وذاك .

فيا إبائي عذركم معكم .
ولعل كلام أختنا سارة يكون تنبيها للذي ما زال عنده هذه القناعة بأن السفر من أجل العمل هو الحل الوحيد من أجل العيش السعيد , ولكن هذه النظرة لابد أن تتغير , وكل واحد منا يحقق أهدافه وطموحاته في بلاده , فينفع نفسه وبلده وأهله .

6- حسبنا الله
مصطفى الشبراوي 05-04-2011 07:37 PM

يقول المثل : ما ألجأك للمرّ إلا الأمرَّ منه
وهل الخروج من الوطن والغربة أمر سهل ؟.
الغربة تعني خروج الإنسان من بلده وأهله وناسه وذكرياته وتاريخه !. إنا لله وإنا إليه راجعون

5- ورطة
بكرو الشماع 05-04-2011 10:06 AM

ارحمينا يا ابنتي ، تورطنا ، وليس في اليد حيلة ، ونشكوهم لله الذين أخرجونا من ديارنا وأهلنا!.

4- غربة وكربة
الحاج مصطفى 05-04-2011 10:01 AM

مكرهاً أخاك لا بطل !.

3- وكم من لاهث خلف السراب
أبو الفرج - مصر 04-04-2011 05:05 PM

سراب لهث خلفه الكثيرون .. ولم يتعلم أحد من قسوة تجارب من سبقه ..

بارك الله في قلمك .

2- ستعود قواربُ الهجرة
محمد علي 04-04-2011 12:01 PM

عسى يورِق بستاني ، ويضج بالأزاهير والعصافير !. ويتطهر من أجنة الطغيان رحمُ بلادي وتأتيك بالبشرى الشاشةُ الحرة ، لتعودَ قواربُ الهجرة ، ويبردَ القلبُ الكسير ، وتصيرَ الغربةُ مجرد ذكرى وتصيرَ المحنةُ عبرة ، ويذوب الحنين

1- السعادة الحقيقية
أحمد معبد - مصر 31-03-2011 12:25 PM

جزاكِ الله خيرا

ما كتبتيه واقعي وحقيقي, ويحدث في جميع البلدان أو غالبها ونراه بصورة يومية, محاولة للبحث عن السعادة, ولكنها سعادة وهمية, سعادة زائفة.

لم يفكر أحد أن السعادة الحقيقية في رضا الله عز وجل, وفي الالتزام بطاعة رب العباد, لم يفكر أحدأن السعادة الحقيقية ليست في كثرة المال, ولكنها في القناعة بما يرزقنا الله عز وجل به, ووفي البركة التي يطرحها الله عز وجل في أموالنا وأبنائنا وزوجاتنا وحياتنا كلها

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة