• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سحر مرور الأيام

سحر مرور الأيام
نورة المحسن


تاريخ الإضافة: 6/8/2025 ميلادي - 12/2/1447 هجري

الزيارات: 256

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سحرُ مرور الأيام

 

يشدني دومًا في كل قصة فَرَجٍ ونجاةٍ تأمّلُ نضارة العافية بعد سفع الشدّة، وطرب الفرح بعد أنّة الحزن، وخَدَر الراحة بعد ضغطة الشدة، ومخايل الرخاء بعد كظم الشقاء.. أحب فكرة المآل في كل قصة، وإن كانت المآلات في دنيانا قصيرة؛ فلا مآل دائم ولا خلود إلا في الآخرة.. إلا أن معنى التدبير والحكمة الإلهية التي تمسك بأيدي الأقدار إلى مآلاتها دائمًا تخلبني، وانتصار النفوس على يأسها يفرحني، ورجاؤها الذي يربّت على صبرها يؤملني أيضًا ويصبّرني. ودنيانا عسرٌ وابتلاءات، إن لم تكن شقاءً ولوعة؛ فمكابدة ومجاهدة.. لا تنفك الصعوبة عنها بحال! وثمة مصاعب وشدائد لا تزول بدواءٍ شافٍ أو بموعد مضروب وأجل مسمى، بل انكشافها مرورُها وانفراجها مقاساتُها.. أتحدث يا كرام عما أسميها سنّة.

 

مرور الأيام وتعاقب الليالي، تلك الصعداء التي يتنفسها أحدنا حين يسرد صعوبات مرت به ثم يعقبها بقوله أخيرًا: "مرّت، الحمد لله".. ذلك السحر الخفي الذي يميت فيك الآلام وينشر أفراحًا من عدم، ويجدد ما بلي من نضارة وجهك ويدرُس ندوب جراحك، سحرٌ وما هي بسحر، تجري فيها رتابة الأيام وبطؤها، ومضاضة الواقع وثقله.. ولكنه بعد ذلك يذهب ويندثر، وتزهو إهابك أيامٌ جديدة كأنها أمام ماضيك قصة من الأحلام! فما أكرم الله وما أعظم رحمته..

 

وبالتصبر أولا وبالتعود وإلف الأشياء ثانيًا تمر.. وهل تؤلف المصاعب؟ نعم تؤلف! ولقد ركّب الله فينا غريزة التكيف التي لولاها لظل المرء منا طوال حياته ساخطًا متسخطًا لا يهنأ بلقمة ولا يرتاح على وطاء، يبكي لأدنى وخز ويلطم لأقل نقص.. ولتوقفت الحياة، ثم يمر كل ذلك ويُستذكر إنجازًا حلوًا في الذاكرة، وتغضر روحك كأنها لم تيبس، وتتسع حياتك كأنها لم تَضق:

كأنَّك لم تُوتَرْ من الدهرِ مرَّةً
إذا أنت أدركتَ الذي كنتَ تطلبُ

ولئن كانت النفس تصدّق الفأل وتستبشر بما هو مرهون بالغيب؛ فالتذكير بما غبر من بلاء واندثاره أولى وأجلى.. بل هو فرجٌ معجل ووعد مدّخر في أيام المرء العصيبة التي تراوحه في هذه الحياة بين زمن وآخر.. أجد هذا المعنى في كتاب الله في قوله:"وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"، والصبر والشكر هو خلاصة التجربة الإنسانية في مكابدة البلاء أو منادمة الرخاء.. ولئن شبّه الشاعر انقضاء أزمنة الفرح بانقضاء الأحلام في قوله:

ثم انقضت تلك السنون وأهلها

فكأنها وكأنهم أحلامُ

 

فقد يصح أن تشبّه رثاثة البؤس بعد أوج الفرج بانقضاء الأحلام، إلا أنها في الفرح أسرع منها في البؤس.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة