• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

لمن ترقص الفراشات؟

لمن ترقص الفراشات؟
أحمد بلقاسم


تاريخ الإضافة: 17/2/2024 ميلادي - 8/8/1445 هجري

الزيارات: 1054

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لِمَنْ تَرْقُصُ الْفَراشاتُ؟

 

بَيْنَما كانَ الْبُلْبُلُ يُوَدِّعُ فِراخَهُ وَهُوَ يَتَأَهَّبُ لِمُغادَرَةِ عُشِّهِ في الصَّباحِ بَحْثاً عَنْ قُوتِهِ وَقُوتِ صِغارِهِ، تَناهَى إِلَى سَمْعِهِ صَوْتٌ غَريبٌ، اِنْبَثَقَ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرَةِ إِلَى الْأَعْلَى:

• تَحِيَّةً أَيَّتُها الْغَيْمَةُ الدَّاكِنَةُ.

ذَهَلَ الْبُلْبُلُ عِنْدَما سَمِعَ الرَّدَّ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ إِلَى أَسْفَلِ الشَّجَرَةِ.

• تَحِيَّةً عَطِرَةً أَيَّتُها الْأَرْضُ الطَيِّبَةُ.

• لِمَ الْعَجَلَةُ يَا أُمَّ الْمُزْنِ؟

• لَيْسَ بِيَدِي حِيلَةٌ.

• كَيْفَ لَيْسَ بِيَدِكِ حِيلَةٌ وَأَنْتِ تَتَـَحَرَّكِينَ مِنْ مَكانٍ إِلَى آخَرَ كَما تَشَائِينَ؟

• هَذَا ما يَبدُو لَكِ، إِنَّما الرِّيحُ هِيَ الَّتِي تَدْفَعُنِي دَفْعاً لِأَذْهَبَ مَعَها حَيْثُ شَاءَتْ.

•عَلَى مَهْلِكِ أَيَّتُها الرِّيحُ الْقَوِيَّةُ، أَرْجوكِ أَنْ تَهْدئِي قَلِيلاً، وَأَنْ تَكُفِّي عَنْ دَفْعِ أُمَّ الْمُزْنِ؟

•لِماذا تَوَدِّينَ أَنْ أُمْسِكَ يَدِي عَنِ الْغَيْمَةِ أُمِّ الْمُزْنِ، أَيَّتُها الْأَرْضُ الطَيِّبَةُ؟ (أَجابَتِ الرّيحُ).

 

• أَرْجوكِ اهْدَ ئِي قَليلاً، رَيْثَما تُمْطِرُ أُمُّ الْمُزْنِ، فَأَنَا كَمَا تَرَيْنَ قَدِ اسْتَبَدَّ بِي الْعَطَشُ حَتَّى تَشَقَّقَتْ قِشْرَتِي، وَذَوَتْ أَزْهارِي فَمَا عُدْتُ أَسْتَمْتِعُ بِرَقَصاتِ الْفَراشاتِ، وَأَتَلَذَّذُ بِطَنِينِ النَّحْلِ، كَما جَفا خَريرُ الْمِيّاه ِجَداولِي.


رَقّ َقَلْبُ الرِّيحِ لِحالِ الْأَرْضِ فَتَوَقَّفَتْ عَنِ الْحَرَكَةِ بُرْهَةً مِنَ الزَّمَنِ، تَارِكَةً الْفُرْصَةَ لِلْغَيْمَةِ كَيْ تَجودَ بِمَاءٍ عَذْبٍ مُنْهَمِرٍ عَلى الْأَرْضِ الْعَطْشَى.

 

وَما هِيَ إِلَّا لَحَظاتٌ حَتَّى اسْتعادَتِ الْجَداوِلُ صَوْتَها الْعَذْبَ الْجَمِيلَ، وَأَسْرَعَتْ لا تَلْوي عَلى شَيْءِ لِتَسْقِيَ الْأَزْهارَ الذَّاوِيَةَ، وَتَبْعَثَ الرُّوحَ فيها مِنْ جَديدٍ. وَما إِنْ تَفَتَّحَتْ هَذِهِ الْأَخيرَةُ، حَتَّى تسَابَقَتِ الْفَراشاتُ في سُرورٍ نَحْوَها وَقَدْ أَلْبَسَتِ الْأَرْضَ حُلَّةً قَشيبَةً بِأَلْوانِها الزَّاهِيَّةِ، وَأَخَذَتْ تَرْقُصُ لَها رَقَصاتٍ جَميلَةً أَفْعَمَتْ قَلْبَ الْأَرْضِ طُمَأْنينَةً وَحُبُوراً.

 

وَلَمْ يَغِبِ النَّحْلُ عَنْ هَذا الْحَفْلِ الْبَهيجِ، إِذْ سارَعَ إِلَى تَشْنيفِ سَمْعِ الْأَرْضِ بِما تُحِبُّ أَنْ تَطْرَبَ لَهُ مِنْ طَنينِهِ الْحُلْوِ وَهُوَ مُنْهَمِكٌ في امْتِصاصِ رَحيقِ الْأَزْهارِ.


في الْمَساءِ عادَ الْبُلْبُلُ سَعيدًا، يَطيرُ فَرَحا ًمُمْتَلئَ الْبَطْنِ، يَحْمِلُ في مِنْقارِهِ لِصِغارِه ِدِيدَاناً، وَبَيْنَ ثَنايا جَناحَيْهِ حِكايَةً جَميلَةً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر
أحمد بلقاسم - المغرب 18-02-2024 07:11 PM

شكرا جزيلا أيها الشاعر الجميل
دمت طيبا سي ميلود
تحياتي

1- جميل
ميلود لقاح - المغرب 18-02-2024 02:33 PM

نص جميل وهادف. تحياتي السي أحمد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة