• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

رسائل إلى من يهمه الأمر (4): عودة

رسائل إلى من يهمه الأمر (4) عودة
فاطمة عبدالمقصود


تاريخ الإضافة: 30/10/2022 ميلادي - 5/4/1444 هجري

الزيارات: 2652

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رسائل إلى من يهمه الأمر

4- عودة

 

أُمْسِكُ بيدٍ صغاري، وبالأخرى أدفع حقائب الحزن المختزنة بداخلي... أنظر إلى النفق الممتد أمامي، وأتأمل الطريق الذي يدفعنا إليه... ها قد أتيت... أتيت لآخذ بنصيبي من قهر جديد لا أعرف ملامحه بعدُ، وإن كان في ذاكرتي منه خيوط متتابعة لا تنفك ترسل لي برسائل مختلطة معقدة الفكرة.

 

أمسك زمام نفسي، أحرضها على عفوٍ مشروط حينًا، وعلى التحصن بأقنعة وقفازات غير مرئية تسدد الضربات لمستحقيها أحيانًا أخرى.

 

يحمل إلى الهواء رائحة دخان مخلوط بهواجس قلقة...

 

هل يجب عليَّ أن أفقد شيئًا أو أشياء حملتني يومًا فوق الأرض، ورفعتني لسماء ذات هواء أنقى؟

 

أنظر لبراعم يدي، وتجول الفكرة في رأسي، هل عليَّ أن ألقيَ بهم في أتون المعركة كي تنمو لهم جلودًا شائكة صلبة، أو أُقيم بينهم وبين كلاليب الوحشة سدًّا؟

 

أقطع طريقًا مزدحمًا بالمارة، فأرى صورًا متعددة للأيام المتعاقبة، سعيٌ متناقض، ووجوه متنافرة، ومسارات متعرجة... تئن يداي مما أحمل وتشد عضلات الكتف إلى أسفل، تزوغ عيناي في دوامة الغبار المتكاثف، وتؤذن للأوجاع أن تتلاقى في بوتقة واحدة، فتغض العين طرفها، تاركة للقلب مساحة للحركة والعصيان... ستعلن الزفرات حدادها، وستمد الصدر بمادة الألم المتراكم الذي لا يخبو أوراه.

 

أشمُّ الآن رائحة الاحتراق، سأصل قريبًا للمأوى، ذاك الذي لم أختره ولم أسجل به اسمي، لكنني لُصقت به رغمًا عني... سأضطر للقبول به لكنَّ أمامي طريقًا يتطاول، تتوثب فيه ذئاب الحيرة والخوف...

 

كل ما رفضت مسبقًا، كل ما صبغته لونًا أسودَ، أو أجريت على صورته مسحًا وتفريغًا... الآن سيظهر لي كل ذلك ليقول لي، لم تفعلي شيئًا، كنتِ تمثلين، كنتِ تحمين عضلاتكِ الرقيقة وجسدكِ الهشَّ بسياج ورقي... لكنكِ الآن ستمارسين البقاء... البقاء بجسد أقوى وبعضلات أشد تحملًا... ستعودين إلى المفازة وتجتازين لأنكِ تأخرتِ قليلًا... كان تأخرًا مقصودًا لتدركي وتتعلمي وترسمي بذهنكِ خارطة الطريق التي بدت لكِ بعض أسرارها... كان عليكِ أن تعودي لتسلكي الطريق وتحرزي بعضًا من امتيازاتكِ.

 

أشعر بالأنفاس تستقر الآن، لقد عرفت موضعها وفهمت بعضًا مما أريد لها... لا أزعم أن القلب المثقل قد ارتاض وسهلت عليه المهمة، لكنه سيحاول وسيقف كثيرًا، ويسأل كيلا يضل، وكيلا تدنو منه ظلال النار المحترقة بدخانها وسواد أظافرها...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة