• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال


علامة باركود

حذائي الأسود (قصة للأطفال)

يمام خرتش


تاريخ الإضافة: 1/8/2016 ميلادي - 27/10/1437 هجري

الزيارات: 9363

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حذائي الأسود

 

وقَفنا في الطابور الصباحيِّ في أول يومٍ لنا في المدرسة، فوضع الفتى أمامي يديه في جيبَيه، وأخذ يحرِّك قدمه جيئةً وذهابًا، وأنا أتابع قدمَه بنظري.

 

أحببتُ بصراحةٍ هذا الحذاءَ الجديد الذي يرتديه بلونه الأزرق والفضيِّ اللامع، وقد رُسِم عليه من الخلف صورةُ الرَّجل العنكبوت، ثم زمَمْتُ شفتي امتعاضًا وأنا أرمُقُ حذائي الأسودَ، وقد اكتسى من جوانبه ببعض الغبار، ورُحتُ أتساءلُ:

• كيف لي بحذاءٍ مثل هذا؟!

أعلمُ أنَّ أبي لن يوافِق على شراء واحدٍ جديدٍ لي، فلم يمض سوى شهرين على شراء حذائي، سيقولُ لي حتمًا: إنَّه ليس قديمًا ولا باليًا.

حسنًا.. ربما جعْلُه يبدو باليًا بعضَ الشيء ليست بالفكرةِ السيئة.

 

ذهبتُ بعد انتهاء الدوامِ إلى التلَّة الصغيرة المجاورة لحيِّنا، ثمَّ جلستُ وأخرجتُ مقصًّا صغيرًا من حقيبتي، ورحتُ أمزِّقُ الخيوطَ المُحاكة على أطراف مُقدمة الحذاء، فسمعت عندها صوتًا يقولُ:

آه! لقد آلَمتَني.

 

التفَت يَمنةً ويسرةً فلم أجد أحدًا، أكملتُ القصَّ، فإذا بالصوت يَعلو:

• توقَّفْ يا هذا، ما تظن أنكَ فاعلٌ؟!

 

نظرتُ إلى الأسفل، فإذا بالحذاء يقولُ:

• نعم، أنا هو صاحبُ الصوت، ألا ترى أنَّك تؤلِمني؟!

• حذاءٌ يتكلَّم! هل أنا في حلمٍ؟!

• وما الغرابة! لم لا أتكلَّمُ بعد أن فتحتَ فمي؟! بالمناسبة، لِمَ تمزقُني؟

• ألا ترى أنَّكَ قبيحٌ جدًّا؟! لا أريدك.

• إذًا، وداعًا.

ومشى بضعَ خطوات.

• هيه، أنت! إلى أين؟ أوصِلني إلى المنزل ثم اذهب إلى حيث تشاء.

• أتظنني حذاء بلا كرامة؟! تمزِّقُ فمي، وتنعتُني بالقبيح، ثمَّ تطلبُ منِّي أن أوصلك! دعني أذهب يا هذا.

• إلى أين ستذهبُ؟ لن يَقبل أحدٌ أن يرتديَك بعد أن فُتح فمُك.

• بل كثيرٌ هم، هنالك مَن يتمنى جوربًا، فما بالُك بحذاءٍ!

 

بدأَتْ تتوارد إلى مخيلتي أفكارٌ سوداء، ماذا إن رآني (وائل) في هذا البرد القارس، سيجعلُ منِّي عندها أضحوكةً وطُرفةً يتندَّر بها في المدرسة؟ بل ماذا إن دُسْتُ على قطعة زُجاجٍ مكسور وسال الدَّمُ من قَدمي؟! استَسْلمتُ للحذاء وناديتُه متوسِّلًا:

• هيَّا أوصلني، أرجوك.

• لن أوصلك قبلَ أن تجيبني عن أسئلتي.

• أسئلة! حسنًا، لك ما تريد.

• هل آلمتُك يومًا؟ ألم أتحمَّل البردَ طيلة فترة الشتاء القارس لكي أُبقي قدميك دافئتين؟ بل تذكَّرْ معي: كم مرَّةً ركَلْتَ الكُرةَ برأسي؟ أتظن أنَّ ذلك لا يؤلم؟! أهكذا يكون جزاء مَن أحسنَ إليك؟!

 

شعرتُ وقتها بالأسى يَعتصر قلبي، فعلًا ما ذَنبُه إن كان أسودَ اللون؟! هو مُريحٌ فعلًا ودافئٌ، فأردفتُ قائلًا:

• هيا لنَعُدْ يا صديقي معًا، صدِّقني لا أريدُ سواك، سنصلحُك وستغدو جديدًا.

وبعدَ أن ابتسمَ لي موافقًا، قفَلْنا راجعَين إلى المنزل، وفمُه يفتحُ ويطبق طيلةَ الطريق، بينما تَبدو أصابعي كالأسنان بداخله.

 

كان أبي في انتظاري، وعندما رأى ما حلَّ بحذائي المسكين اقترح عليَّ شراءَ واحدٍ جديد، أجبتُه مبتسمًا وأنا أنظرُ إلى حذائي بطرف عيني:

• لا يا أبي، لطفًا، أصلِحْه لي فقط، فأنا أحبُّ هذا الحذاء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة