• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الشعر الفلسطيني بين الماضي والحاضر

الشعر الفلسطيني بين الماضي والحاضر
د. نزار نبيل أبو منشار


تاريخ الإضافة: 28/7/2016 ميلادي - 23/10/1437 هجري

الزيارات: 9722

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعر الفلسطيني بين الماضي والحاضر


حين نأتي لعمل مقارنة بسيطة ما بين الماضي والحاضر، في أي مجال، سنلمس فارقاً تحدّده الضوابط والمقاييس التي اعتمدناها، وحين نخصص البحث بين الواقع الشعري في العصر الحديث وتراثه الخصب في الماضي؛ فإننا سنضع أنفسنا وسط جَلبة التعجب والدهشة، فالفارق عجيب، ونقاط حصره تطول.

 

بيد أن العقلانية والموضوعية والواقعية يفرضون علينا أن نضع الموازين القسط، وأن نستوعب في إصدارنا للحكم المعطيات المحلية والإقليمية والدولية حتى لا نجانب الصواب، ولا نهضم حق شعب له في الفضل والعطاء باع طويل.

 

على عكس ما سيظن البعض أني سأحاول طمس بعض الحقائق أو تغييب بعضها محاباة لشعبنا، فهذا الحديث عار عن الصحة، ولن أستند إليه ضمن التسلسل الموضوعي والحديث المنطقي الذي انتهجته.

 

فنحن لا نطلب من الشعب الفلسطيني أن يجاري شعر الأطلال، فظاهرة الأطلال من رحم التاريخ الذي مضى، وهي ظاهرة ترتبط بالواقع الذي يعيشه الشاعر في زمن قد درس.

لن نطلب من الشاعر أن يبدع في الغزل الشعري بينما تدوس مجنزرات العدو حديقة بيته.

 

لن نحاسب الشاعر بمقارنة شعره مع شعر الموشحات الأندلسية، فتلك لها طابع الترف وحياة السمر، الأمر الذي حرم منه شعب فلسطين ولم يتذوقه على مدار حياته.

 

فإن أردنا الإنصاف: فلن نُخضع الشاعر الفلسطيني المسلم للموازين النقدية التي حُكم بها على المقامات الشعرية التي ابتكرها بديع الزمان الهمذاني في القرن الرابع للهجرة، ولا للشعر الصوفي في عصر المماليك، فكل زمان له من الظواهر الأدبية والشعرية ما يحكمه، من حيث الواقع السياسي، أو الأمن الشخصي والاجتماعي، أو التفاعلات الاجتماعية والسياسية والتاريخية والدينية وعوامل الذوق الأدبي السائد.

 

وليس من العدل أبداً أن نحكم على قوة البناء اللفظي، أو جزالة الألفاظ وعراقتها كما كان الشعر في العصر القديم، فالشاعر الفلسطيني تسلّم تراث الضعف السابق، وهو يحاول استنقاذ الواقع، وانتشال اللغة إلى مرتبتها التي تليق بها، ثم إن الشاعر – وهو قادر في أغلب الأحيان – لو كتب بالمصطلحات العربية التي عرفها العرب القدماء – لم يفهمه أحد، فالبيئة بعمومها أصابتها آفات الوهن اللغوي، وشابتها شائبات الواقع الأدبي الذي انحط بجوهره قبل عصرنا هذا.

 

على كفة الميزان الأخرى، فإن للشاعر الفلسطيني دور وإسهام حقيقي في بث طعم ولون وذوق خاص للأبيات والقصائد الفلسطينية، فقد سبق الشاعر الفلسطيني – بكمّ الحوادث التي امتلكها تاريخه واحتشدت في ذاكرته – بالفعل الشعر الذي أُلف في ما يسمي بشعر " الثورة العربية الكبرى"؛ التي أدرك العالم بأسره ومن صفقوا لها بالأمس أهدافها ومراميها، والنزعة التي حكمتها وآزرتها، وأقرأ عن ملاحم وبطولات الشعب الفلسطيني ضد غزاته؛ تجد الصدق مع الرونق، والحرف الذي يسنده الدم، والكلمة الممزوجة بالمشاعر، وأين الثرى من الثريا.

 

ولو جئنا لشعر الفتوحات وما كتب في فتوحات الشام؛ لوجدنا أن الشعر الفلسطيني الحديث قد واصل الرواية بشعره للفتوحات، والشام لا زالت شاماً، والعقل لا زال يبدع، ولكنها مجريات جديدة، وصبغة جديدة، وفنٌ مستحدث، مع قضية محورية اتسمت بها الموضوعات ما بين فتوحات الشام وفتوحات الدم الفلسطيني.

 

أما الشعر الصوفي.. فقد قلّبه الشعب المجاهد إلى شعر حركي ديني نابض، يتناول الوعظ وتربية الروح جنباً إلى جنب مع ضرورة الفهم الحركي للمرحلة، وأبجديات العمل المقاوم، وسخّر الشعراء كل طاقاتهم في بيان رذائل الاحتلال، ورذائل الصمت العربي المدقع، ومجّدوا أهل المواقف التي لا تنسى، والرجال مواقف، ولا يجدي أن نعبئ الناس روحانياً والسيوف ممدودة على رقابنا!!

 

للوقوف على الحقائق، فقد أبدع الشاعر الفلسطيني في العصر الحاضر لوناً مميزاً في الشعر العربي، حيث دعّمه بمجالات جديدة في وصف الواقع، والمصطلحات الواقعية المستحدثة، والمشاريع الممزوجة بالكلمات النازفة، وبذلك باتت القصائد الفلسطينية، والاتجاه الذي اتجهه كل شاعر: تمثل أساساً لمدرسة شعرية مستحدثة، سيأتي زمانُ تفهمها وتقديرها التقدير المناسب.

 

بكل موضوعية، لا أتوقع أن يطالبنا عالم الشعر العصري، أو مختصو النقد الشعري من العرب والأعاجم أن ننحى منحى المدارس الأدبية الأولى، وإن كان لكل شاعر ميدان يتأثر فيه بالقدماء، فنحن لسنا في مدرسة الديوان، ولا في مدرسة أبوللو، ولا في مدرسة المهاجر.

 

نحن نعلّم أبناءنا أن يبحثوا عن ذاتهم في إطار مواهبهم ومقدرتهم، ومناهجنا الدراسية تقر صراحة بما ندعو إليه، ومن أبصر ما يُكتب عرف ما يُقصد، حيث جاء في مناهج الدراسة الفلسطينية: (( كان لا بد - وقد رفض الشعراء الشبان عقب الحرب العالمية الأولى - أحلام العربي الرومانسي، وخيالاته، واتجهوا إلى واقع جديد، يغيرون به عالمهم في مضمون جديد، أن يبحثوا عن إطار للقصيدة العربية يتلاءم مع المسؤولية الملقاة على عاتقهم [1].



[1] الأدب العربي الحديث للصف الثاني ثانوي العلمي والأدبي، وزارة التربية والتعليم – رام الله، طبعة عام 2000، ص 123 .





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة