• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

بين الموت والحلم (قصة)

عبير غالب ظاظا


تاريخ الإضافة: 25/4/2016 ميلادي - 18/7/1437 هجري

الزيارات: 3855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين الموت والحلم


التقينا كزهورٍ غريبةٍ في أصيص الحلم، فخَّارُ الأصيصِ كان نديًّا، واسعَ الأفق؛ على أطرافهِ تعربشتْ دمعاتنا؛ كانت تتسلَّقُ لتُراقبَ ما خلفَ هذا اللقاء.

 

هنالك عند شظايا المدى، كانت الشوارع مسكونةً بثيابٍ مهترئة، والشجيرات محمولةً على مقاعد بعجلاتٍ مثقوبة، والمزاريبُ شاردةً قد نسيَتْ وجه المطر.

 

لم أكن أهتم بما وراء اللحظة، فقط نظرتُ في عينَيه، لم تُسعفني الحروف لأغرس في تلك الصُّدفةِ كلمةَ حُبٍّ واحدة.

 

مددتُ له يدَ عيني على جسرِ آمالنا المهدَّم، احتضنَها بعينِه.. أصبحتُ كمَن أمتلك هذا العالم، وانتابتني قوة عجيبة، وقدرةٌ على سحق كل الطغاة، وشنقِ البنادقِ، وتقطيع سلاسل الدبابات، ودهس الخيول البربرية، ودكِّ القلاع، وتحرير الجنود من عبوديةِ الأحذية العسكرية، أخيرًا ارتفع صوتي مجلجلًا في أعماق صمتي، ولوَّحتُ لأمي العالقة على حدود المرض؛ أومأتُ لها أني على بُعدِ خطواتٍ منها، وأشرتُ لأبي ألا يحزن، فقد لامَسَ حفيفُ الأشجارِ صوتَ البلبلِ.

 

فجأة ملأ رذاذُ الدم جدرانَ هيكلي، وتناثرَ الفخارُ في أنحاء القلبِ؛ تاركًا فيه رائحة الحزن الملطخ بالدمار، وتداعت في حقولِ الحلم سنابلُ فرحتي، واختفت عيناه في لجَّة الضباب.

 

تذكرتُ أنه قبل أن يموتَ في غرفةٍ بلا نافذة كان قد علَّمني كيف ألعب الشطرنج جيدًا، أخذتُ نفَسًا عميقًا، ثم ارتميتُ وحيدةً على نفسي - مثله تمامًا - بلا قبرٍ يلملمُ شعثَ آلامي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة