• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضرد. أحمد إبراهيم خضر شعار موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر
شبكة الألوكة / موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات


علامة باركود

دعوة للنظر (2)

د. أحمد إبراهيم خضر


تاريخ الإضافة: 9/5/2013 ميلادي - 28/6/1434 هجري

الزيارات: 7385

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعوة للنظر (2)


حادي عشر: على الإنسان أن يحدد لنفسه طريقًا واضحًا لا لبْس فيه، ولا غموض:

(1) إما أن يتبع ألوهية واحدة تقابلها عبودية شاملة، ويتجمع في هذه الألوهية كل ألوان السلطة، وتتجه إليها كل الأفكار والمشاعر، والنوايا والأعمال والتنظيمات، والأوضاع ويتلقى منها القيم والموازين والشرائع والقوانين، والتصورات والتوجيهات.


(2) واما أن يتبع نظريات وفلسفات وتوجُّهات بشرية، تتمثل فيها عبودية البشر للبشر أو لغيرهم من خلق الله.


ثاني عشر: في معنى التوحيد:

التوحيد لا يعني فقط مجرد توحيد ذات الله، إنما يعني توحيد الفاعلية والتأثير في الكون، وتوحيد السلطان والهيمنة؛ ولهذا فإن إفراد الله - سبحانه - بالألوهية يلزم إفراده بالملك والهيمنة والسلطان والقهر، ويعني التوحيد أيضًا أنه لا مكان لعبودية إلا لله، ولا مكان للاستمداد والتلقي إلا من الله؛ سواء في شريعة أو نظامٍ، أو أدب أو خُلق، أو اقتصاد أو اجتماع، ولا معاملة أو سلوك، ويعني أنه لا مكان للتوجه لغير الله في شأن من شؤون الحياة وما بعد الحياة.


ثالث عشر: مشركو العرب كانوا يُقرون بوجود الله، وما كانوا يجحدون الله تمامًا، بل كانوا يقرون بوجوده - سبحانه - وبأنه الخالق الرزاق المالك، المحي المميت، لكن انحرافهم الذي وصَمهم بالشِّرك هو أنهم ما كانوا يعترفون بمقتضى اعترافهم ذاك بتحكيم الله - سبحانه - في أمرهم كله، ونفي الشركاء له في تدبير شؤون حياتهم، واتخاذ شريعته وحْده قانونًا، ورفض مبدأ تحكيم غير الله في أي شأن من شؤون الحياة، هذا الذي وصَمهم بالشرك والكفر، مع إقرارهم بوجود الله - سبحانه.


والعرب في جاهليتهم على كل ما في هذه الجاهلية من ضلال في التصور، نشأ عنه انحطاطٌ في الحياة - هم أرقى من الجاهلية العلمية الحديثة.


كان العرب يقرون بأن لله ما في السموات وما في الأرض، ولكنهم ما كانوا يرتبون على هذه الحقيقة نتائجها المنطقية بإفراد الله - سبحانه - بالسلطان على ما يملِك، وعدم التصرف فيه إلا بإذنه وحده وشرعه؛ ولهذا اعتبروا مشركين، وسُمِّيت حياتهم بالجاهلية، فكيف بمن يخرج الله تمامًا من هذا السلطان، ويزاوله بنفسه، إنه الكفر والظلم والفِسق مهما كانت دعواهم في الإسلام وشهادة ميلادهم الإسلامية.


رابع عشر: مَن يَعدِل عن شرع الله إلى شرْع نفسه، أو شرع الناس، هو من الذين لا يعلمون ولا يهتدون:

كل مَن يَركَن إلى شرع نفسه وشرع أبيه، وبين يديه شرْع الله وسُنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يدخل تحت قائمة الذين لا يعلمون والذين لا يهتدون، وليقل عن نفسه أو يقل عنه غيره ما يشاء، من أنه يعلم ويهتدي، فإن الذي لا جدال فيه أن شرع الله - سبحانه وتعالى - أصدق، وتبقى القاعدة الأساس وهي أن كل مَن يعدِل عن شرع الله إلى شرع الناس، إنما هو ضال، جهول، فوق أنه مغتر بنفسه كفور.


خامس عشر: استحسان الإنسان أو استقباحه لأمرٍ ما، قرَّرته الشريعة ليس هو الحكم في الأمر، وما يراه الإنسان علة لأمرٍ ما، قد لا يكون هو العلة، والأدب مع الله يقتضي أن نتلقى أحكامه بالقبول والتنفيذ؛ سواء عرَفنا حِكمتها، أو علتها، أو ظلَّت خافية علينا، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.


إن العمل بشريعة الله يجب أن يقوم ابتداءً على العبودية له - سبحانه وتعالى - وعلى الطاعة له - سبحانه وتعالى - إظهارًا للعبودية، فهذا هو الإسلام بمعنى الاستسلام، وبعد الطاعة يجوز للعقل البشري أن يتلمس حكمة الله بقدر ما يستطيع - فيما أمر الله به أو نهى عنه - سواء بين الله حكمته أم لم يبينها، وسواء أدركها العقل البشري أو لم يدركها، فالحكم في استحسان شريعة الله في أمر من الأمور، ليس هو الإنسان، وإنما الحكم هو الله، فإذا أمر الله أو نهى، فقد انتهى الجدل ولزِم الأمر والنهي.


أما إذا ترك الحكم للعقل البشري، فمعنى ذلك أن الناس هم المرجع الأخير في شرع الله، فأين مكان الألوهية إذًا؟ وأين مكان العبودية؟


سادس عشر: الترابط بين العقيدة الباطنة والعمل المعبر عنها هو الأصل في الحكم المبدئي على شخصٍ ما بالاستقامة، أما الظواهر والإشكال، فلا تكفي وحدها في هذا الحكم.


سابع عشر: لا يعترف الإسلام بهدف ولا عمل لا يقوم على أساس العقيدة مهما بدا في ذاته صالحًا؛ ولهذا فإن سعي المؤمن كله ينبغي أن يتجه إلى إقامة منهج الله في الحياة؛ كما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - بكل تفصيلاته وجوانبه.


ثامن عشر: لا يصح أن يتعاون المسلم في سعيه إقامة شريعة الله مع مَن لا يؤمن بالإسلام منهجًا ونظامًا وشريعة، أو مع من يتجه في سعيه إلى أهداف أخرى – إن لم تكن معادية للإسلام - فهي ليست على الأقل الأهداف التي يسعـى إليها.


إن الإسلام يكلف المسلم أن يخلص سعيه كله للإسلام، ولا يتصور إمكان انفصال أي جزئية في السعي اليومي في حياة المسلم عن الإسلام؛ لأنه ليست هناك جوانب من جوانب الحياة يمكن أن تخرج عن هذا المنهج.


تاسع عشر: الله تعالى هو مصدر القوة في الكون جميعًا، والإيمان صلة بهذه القوة الكبرى التي لا تضعُف ولا تفنى، أما عدم الإيمان، فهو انقطاع عن تلك القوة وانعزال عنها، ولن تَملِك قوة محدودة فانية مقطوعة منعزلة عن الصلة بالله أن تغلب قوة موصولة بمصدر القوة في الكون جميعًا.


عشرون: حين يفسُد المجتمع الذين يقوم أصلاً على غير شريعة الله، وعلى غير منهجه، لا يكون هناك جدوى من الإصلاحات الجزئية، وينبغي لهذا أن تبدأ المحاولة من الأساس.


يقول المفكرون الإسلاميون:

"ينبغي أن يتركز الجهد أصلاً على إقامة مجتمع صالح يقوم على منهج الله، بدلاً من التركيز على إصلاحات جزئية، فتبدأ المحاولة من الأساس، وتنبت من الجذور، فيكون التركيز منصبًّا على تقرير سلطان الله في الأرض، وحين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيئًا يرتكن على أساس؛ وذلك لأنه لا جدوى من ضياع الجهد في مقاومة المنكرات الجزئية، والمنكر الأصلي باقٍ، وهو منكر الجرأة على الله وادعاء خصائص الألوهية بالاحتكام إلى شريعة غير شريعته".


من هنا يكون من الغَيرة الغبية على الإسلام أن يفرغ البعض جهده، ويتحمس لاستنكار جزئيات هزيلة يرى أنها تخالف الإسلام، فهذا الجهد يعني إسباغ طابع الإسلام على الأوضاع التي تناهض الإسلام أصلاً، ولا تحكم بشريعته، ويعطي لها شهادة بأنها تقوم على أصل من الدين حقًّا، ولكنه تخالفه فقط في هذه الجزئيات الهزيلة، ومِن ثَمَّ تعمل على تثبيت هذه الأوضاع، وتفرغ الطاقة الفطرية الدينية، وتشغلها في أمور ثانوية ليست هي الهدف الأصلي للدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • اختبارات الأعوام ...
  • كتب
  • رأي وتعقيب
  • مجموع الرسائل
  • اعترافات علماء ...
  • مواد مترجمة
  • صناعة الرسالة ...
  • مناقشة رسائل
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة