• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط  الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياطالشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط شعار موقع الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط / المقالات


علامة باركود

صلة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله بعلماء المسجد الحرام

الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط

عدد الصفحات:17
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 1/2/2025 ميلادي - 2/8/1446 هجري

الزيارات: 444

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

 

فإنَّه لعَمَلٌ حسنٌ مشكور، ومَنْشَطٌ عظيمٌ مَبْرُور، هذا الذي أقامتْه (رئاسةُ الشُّؤون الدِّينيَّة بالمسجد الحرام والمسجد النَّبويِّ) ألا وهو: (ملتقى مآثر سماحة الشَّيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وجهوده في الشؤون الدينيَّة بالمسجد الحرام).  فإنَّ سِيَرَ أعلامِ العُلَماءِ أمثالِ سماحتِهِ رحمه الله، ليسَتْ مُجرَّدَ تاريخٍ يُروَى، بل هي دروسٌ ونماذجُ تُحتذَى، يجِدُ فيها النَّاظِرُ مِنَ العِبَر والعِظاتِ والفوائدِ والتَّجارِبِ الحَكِيمةِ والخِبْراتِ الفذَّةِ النَّادرةِ: مناهجَ سَيْرٍ، وسُبُلَ سعادةٍ، وطُرُقَ نجاحٍ، ينتهِجُها لِيقطعَ أشواطَ الحياة، ويبلُغَ بها ما يرجو، ويأمن ممَّا يخافُ، ويرشُدَ سَعْيُه، وتطيبَ حياتُه.

 

صِلة سماحة الشَّيخ عبد الله بن حميد رحمه الله بعلماء المسجد الحرام

بقلم:

د. أسامة بن عبد الله خياط

إمام وخطيب المسجد الحرام

المدرِّس في الحرم الشَّريف

 

مشاركة في الملتقى العلمي:

(مآثر سماحة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وجهوده في الشؤون الدينيَّة بالمسجد الحرام)

الجلسة الثانية: (حياة الشيخ عبد الله بن حميد الاجتماعية)

اليوم: الأربعاء 24/ 6/ 1446هـ

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على سيِّد الأوَّلين والآخِرين، محمَّدٍ النبيِّ الأمين، وعلى آله الطَّيِّبين الطَّاهرين، وصحابته الغُرِّ الميامين، والتَّابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

 

أمَّا بعدُ:

فإنَّه لعَمَلٌ حسنٌ مشكور، ومَنْشَطٌ عظيمٌ مَبْرُور، هذا الذي أقامتْه (رئاسةُ الشُّؤون الدِّينيَّة بالمسجد الحرام والمسجد النَّبويِّ) ألا وهو: (ملتقى مآثر سماحة الشَّيخ عبد الله بن حميد رحمه الله وجهوده في الشؤون الدينيَّة بالمسجد الحرام).


فإنَّ سِيَرَ أعلامِ العُلَماءِ أمثالِ سماحتِهِ رحمه الله، ليسَتْ مُجرَّدَ تاريخٍ يُروَى، بل هي دروسٌ ونماذجُ تُحتذَى، يجِدُ فيها النَّاظِرُ مِنَ العِبَر والعِظاتِ والفوائدِ والتَّجارِبِ الحَكِيمةِ والخِبْراتِ الفذَّةِ النَّادرةِ: مناهجَ سَيْرٍ، وسُبُلَ سعادةٍ، وطُرُقَ نجاحٍ، ينتهِجُها لِيقطعَ أشواطَ الحياة، ويبلُغَ بها ما يرجو، ويأمن ممَّا يخافُ، ويرشُدَ سَعْيُه، وتطيبَ حياتُه.

 

وهذه مشاركةٌ لي بعنوان: (صلةُ سماحةِ الشَّيخ عبد الله بن حميد رحمه الله بعلماء المسجد الحرام)، وقد تأمَّلتُ هذا الموضوعَ، فأطلتُ التَّأمُّل، وفكَّرتُ فيه فأطلتُ التَّفكُّر، فخلَصْتُ من ذلك إلى: أنَّه يُمكِنُ القول إنَّ صِلَةَ سماحتِهِ رحمه الله تعالى بعلماء المسجد الحرام (أئمةً وخطباءَ ومُدَرِّسينَ) كانتْ قائمةً على ثلاثةِ أُسُسٍ:

الأساسُ الأوَّل هو:

الاحترامُ الكبيرُ، والإِجلالُ والعِرفانُ بفضلِهِمْ؛ محفوفًا بعُمْق المحبَّة لهم، وعِظَمِ المودَّةِ وكمالِ السُّرورِ والاحتفاءِ بهم، وإكرامِهِمْ بجميعِ أنواعِ الإكرامِ الَّتي عُرِفَتْ عنْ سماحتِهِ رحمه الله: مِنْ سرورٍ بلقائهم، وبشاشةٍ وبِشْرٍفي استقبالهم، وطِيبِ القول معهم، وسلامةِ الصَّدر لهم؛ ممَّا يجعُلُ لقاءَهُم بسماحتِهِ مَغْنَمًا عظيمًا، وكَسْبًا رابِحًا، ومَقصَدًا محبوبًا، يَحرِصُ عليه الجميعُ، ولا يُفرِّطون فيه، أو يتقاعسُونَ عنْه.

الأساسُ الثَّاني (الذي قامَتْ عليه هذه الصِّلةُ) هو:

كمالُ الحِرْصِ على بَذْلِ كلِّ جُهْدٍ في سبيلِ تَنْظيمِ شؤونِهِمْ، وترتيبِ أعمالِهِمْ، وتَنْسيقِ مُهِمَّاتِهِمْ، بوَضعِ كلِّ شيءٍ في موضعه؛ مُعتمِدًا في ذلك: خِطَّةً فَرِيدةً، ومَنْهَجًا مُتميِّزًا، وسبيلًا حكيمًا، بلغ فيه رحمه الله أعظمَ مَبْلَغٍ من التَّوفيقِ، وذلك: بالإشرافِ والتَّوجيهِ العامِّ، مع تركِ (التَّنسيق) في (التَّفصيلات)؛ ليتوَلَّوا همُ القيامَ بها فيما بينَهُمْ بعدَ (تحديد المُهِمَّات)، و(توزيعِ المسؤوليَّات)، بصورةٍ واضِحةٍ بيِّنةٍ، لا تدَعُ المَجالَ لوقوعِ إشكالٍ أو خلافٍ، وهو وإنْ كان قليلًا أو نادرَ الحُدوث؛ فإنَّه إن وقع؛ يجِدُ مِنْ سماحتِهِ المُعالجةَ الحكيمةَ التي تضَعُ الأمر في نِصابه، وتُعيدُهُ إلى مَسارِهِ الصَّحيحِ، بما عُرِفَ عَنْ سماحتِه مِنْ صِفتَيْنِ بارِزَتَيْنِ من صفاته هما: الحِلْمُ، والأناةُ، وهما صِفتانِ يحبُّهما الله، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لأشجِّ عبدِ القَيْسِ -لمَّا وفد عليه مع قومه-: «إنَّ فيك خَصلتَيْنِ يحبُّهما اللهُ: الحلمَُُ والأناةَ» [أخرجه الإمام مسلم في صحيحه].

 

الأساسُ الثَّالثُ هو:

الدَّعمُ والمُساندةُ والتَّشجيعُ الَّذي كان يُقابِل به سماحتُه رحمه الله كلَّ نشاطٍ يصدُرُ عن هؤلاء العلماءِ (أئمَّةً وخُطباءَ ومُدرِّسينَ) في مُختلِف ألوانِ النَّشاط العِلْميِّ، وخاصَّةً: ما كان يصدُر عنهم من مؤلَّفاتٍ هادفةٍ هاديةٍ بإذن الله، كانوا يحرصون على إهدائها لسماحته رحمه الله؛ سَيْرًا على السُّنَّة المعروفة الشَّائعة بين أهل العلم، المُتمثِّلة في صِلَة بعضهم بعضًا بهذا اللَّون من الصِّلات، الَّتي يرَوْنَ وجوبَها ولزومَها وضرورتَها؛ لأنَّ «العِلْمَ رحِمٌ بين أهله«.

 

وقد كان والدي رحمه الله تعالى من العاملين بهذا النَّهج، المُسْتمسِكين بهذه الصِّلة على الدَّوام، بما كان يَحرِصُ على إهدائِه لسماحته مِنْ كُتُبٍ ورسائلَ ونحوها، وكان سماحة الشيخ رحمه الله تعالى حريصًا كلَّ الحِرْص على الرَّدِّ على كلِّ ما يَصِلُ إليه؛ بخطابِ شُكْرٍ غير تقليديٍّ وغير روتينيٍّ!


إذْ كان خطابُه مُتضمِّنًا بعد الشُّكرِ على إهداء ذلك المُصنَّف:

• الدُّعاءَ للمُهدِي بأنْ يصلَه اللهُ بحَبْل هداه.

• إظهارَ الاحتفاءِ بهذا الكتاب المُهدَى إليه، والسُّرور بصُدُورِه.

• الثَّناءَ علَيْه بما يرى سماحته أنَّه مُستَحِقٌّ له.

 

ولا رَيْبَ أنَّ لهذا الموقِفِ الرَّائِعِ والمَنْهَجِ العَظِيمِ أعظمَ الآثار في نَفْس المُهدِي، وأعمقَها وأبلغَها في تقويةِ العزائمِ، واستنهاضِ الهِمَمِ، وبَعْثِ النَّشاطِ لمزيدٍ من العَطاءِ؛ رغبةً في حُسْنِ الجزاءِ مِنْ ربِّ الأرضِ والسَّماءِ، وقيامًا بواجبِ أهلِ العِلْمِ في البيانِ وعدمِ الكِتْمانِ.

 

وفي ختام هذه الكلمة أقول:

إنَّه لا عجبَ أن تكونَ لهذا التَّعامُلِ الفَذِّ والمَسْلَكِ الرَّاشدِ، والنَّهْجِ القويمِ، والسَّبيلِ الحكيمِ، آثارُه العظيمةُ، في نفوس كلِّ مَنْ كان له شَرَفُ التَّعامُلِ معَ سماحتِهِ رحمه الله طِيلَةَ مُدَّةِ رِئاستِه، تِلْكَ الآثارُ التي تدلُّ لها، وتُبَرهِنُ عليها، جمْهَرَةٌ من الأدلَّة، وجُمْلَةٌ من البراهين، لا يتَّسِعُ الوقت لإيرادها، فرأيتُ أنْ أكتفِيَ منها بما كتبه والدي رحمه الله في رثاء سماحته رحمه الله ؛ لأنِّي أحسَبُ أنَّه يُصوِّرُ بوضوحٍ تامٍّ ما كان لسماحته رحمه الله في نَفْسِ كاتبِ هذا الرِّثاءِ، وفي نفوسِ كافَّةِ مَنْ كانَ لهُ أدْنَى اتِّصالٍ بهِ أو تعامُلٍ معَهُ، مِنْ علماءِ المَسْجدِ الحَرامِ (أئمةً وخطباءَ ومدرِّسين)، قال رحمه الله في هذا الرِّثاء:

«عندما تُجدِب الأرض ويَضرِبُها المَحْلُ؛ نتيجةً لانقطاع الوابل الصَّيِّب عنها؛ يُصَوِّح النَّبتُ، وتَذْوِي الزُّروع، ويكون وراءَ ذلك الكسادُ وتدَهْوُر الوضع في المجتمع!


هذا مَثَلٌ نضربُه للعلماء في المجتمع؛ إذ هُمْ في الواقع كالوابل الصَّيِّب في: تتابُع هُطوله، وكثرة انصبابه؛ فإذا خلا المجتمعُ منهم، وأقفَرَتْ الأرضُ-من عَدَم تعاهدها بسَقْيِهم، وامتداد رِوائِها بغيثهم- ساد الجهلُ وامتدَّ رِواقُه، ومشى الناس في ظلام دامس، وتخبُّطٍ دون الوصول إلى المَهْيَع، ودون الحصول على ركيزةٍ يتَّخذونها رصيدًا للسَّعادة، وعُدَّة لقطع أشواط الحياة على هدى وبصيرة.

 

هذه المقدِّمةُ نكتبها لموت العلماء، والحِرْمان بسبب ذلك من ميراث العلماء، ثم اتِّخاذِ خَلَفٍ لا يرتقي إلى مِثْل ما ارتقى إليه العلماء الموهوبون والهادون بهداية الله إلى سبيل الله السَّويِّ، ومن ثَمَّ كان في موت العلماء خسارةٌ، وفي بُعدِهم نَكبةٌ لا تعدِلها نَكبةٌ، مِصداقُ ذلك الحديثُ النَّبويُّ الشَّريف الذي رواه الشيخان والترمذي مرفوعًا عن ابن عمر رضي الله عنهما: «إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبضُ العلمَ بقبض العلماء، حتَّى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتَّخذ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالاً؛ فسُئِلوا؛ فأفتَوا بغير علمٍ؛ فضلُّوا وأضلُّوا».

 

وأيُّ خسارةٍ أعظمُ من الضَّلال؟! وأيُّ مصيبةٍ أبلغُ من الجهلِ تقع في حساب المجتمع لا يجدُ لها عَزاءً؟!

ولعلَّنا -في الكثير من الأحيان- نجد هذا الحديث الشريف يُصوِّر الواقع المؤلم المَرِيرَ، وذلك حين يمشي السائل باحثاً عن مسألة مِنْ مسائل العلم؛ فلا يجد مَنْ يُظفِرُه بطَلِبَتِه، أو يُسعِفُه بحاجَتِه، بل قد يجِدُ العكسَ، يجِدُ مَنْ يفتيه بغير علمٍ ولا دراية؛ فيعملُ بفتواه، وهي لا تُوصِلُه إلى الله، بل تُبعِدُه عن الحقِّ الذي يتوخَّاه.

 

وإنَّه من النُّذُر التي تُطالِع كلَّ من يتلو كتابَ اللهِ: الإشارةُ إلى موت العلماء، حيث يقول ربُّ العزة: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [الرعد: 41]

 

جاء في تفسير هذه الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما -في رواية-: (خرابُها بموتِ علمائها وفقهائها، وأهل الخير منها) وكذلك قال مجاهد: (هو موت العلماء).

 

قال أحد الشعراء في هذا المعنى:

الأرضُ تحيا إذا ما عاش عالِمُها
متى يَمُتْ عالِمٌ منها يَمُتْ طَرَفُ
كالأرض تحيا إذا ما الغيثُ حلَّ بها
وإن أبى عاد في أكنافها التَّلَفُ

 

أجل! كيف يهنأ بالاستقرار مَن انتُقِص من أرضه، وبقي في وَجَلٍ من هذا الانتقاص الذي لا يقف عنده؟! فكلَّما طال الزَّمن؛ هوى من كان نورًا وبهاءً لها!

 

ومهما ظنَّ النَّاسُ أنَّهم أمِنوا من خَطَر الانتقاص؛ عادوا فرأوا إعادة الكرَّةِ: المرَّةَ بعد المرَّة، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

بالأمس القريب:كان بيننا عالِمٌ مِنْ أبرز العلماء وأكثرهم اضطِلاعًا بمُهمَّة العالِم المُوجِّه الهادي بهداية الله، والدَّاعي إلى سبيل الله، إنَّه سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، بكَتْه القلوبُ قبل العيون، وشَّيعه العارفون بقَدْرِه، المُقدِّرون لعلمه، الواقفون على مواهبه، الذين قضَوْا أمدًا في ظلال توجيهاتِه، سواءٌ ما كان منها في حِلَق الدُّروس التي يتصدَّرها، أو عبر موجات الأثير، أو في المواعظ العامَّة، أو الكتب ووسائل الإعلام.

 

ولقد كانت الخسارةُ بفقده عظيمة، وكانتْ لطلاب العلم صدمةً عنيفةً، بل للمجتمع أجمع؛ ذلك لأنَّ الفراغ الذي تركه كبيرٌ.

 

وعَزاءُ الجميع بفقده: الصَّبرُ؛ فالصَّبرُ عُدَّةٌ للمسلم في كل شِدَّة، وأجرٌ عظيمٌ أعَدَّه الله للصابرين، من حسن الجزاء، يُصوِّرُه قولُ ربِّ العِزَّة: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]

 

لقد ضمَّتْني بسماحته رحمه الله اجتماعاتٌ -وإن كانت محدودةً- إلا أنَّه من خلالها سَبَرْتُ غورَ سماحتِه، وقدَّرْتُ سَعةَ علمِه، وأكبَرْتُ فيه سماحةَ نفسِه، وعظيمَ تواضعِه وكريمَ خُلُقِه، وانتصاراتِه للحقِّ، وانتفاضاتِه نحوَ رَدْعِ الباطل بكلِّ ما يملِكُ. وشخصيَّةٌ كهذه؛ من الواجبِ الاعترافُ بفضلها، والإشادةُ بالتوفيق الذي صادَفَتْهُ في كلِّ المحاولات الهادفة والمجالات الهادية.

 

وإذا كان في النَّاس من لا يَذكُر ذلك في حياتِه؛ فإنَّ علينا -وقد التحق بربِّه رحمه الله - ألا نترك مزيَّةً من مزاياه إلَّا أشعناها، فذلك حقٌّ واجبٌ في عُنُق كلِّ مَنْ عرَف سماحتَه وعاصره، وأفاد من عِلْمه، أو لَمَس كريمَ خُلُقِه، ونبيلَ مقاصِده.

 

رحم الله الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد وأكرمه بمنازل الصالحين وجبر مصاب الأمة جمعاء في مصابها بفقده: (إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون)». انتهى كلامه رحمه الله.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • صوتيات ومرئيات
  • الحديث الأسبوعي
  • الخطب المنبرية
  • الدروس والمحاضرات
  • المؤلفات والبحوث ...
  • المقالات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة