• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع شعار موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / ردود وتعقيبات


علامة باركود

أشهد أن نبيـنا وسيدنا محمدا قد بلغ رسالة ربه وبـين كل شيء أتم البيان

أشهد أن نبيـنا وسيدنا محمدا قد بلغ رسالة ربه وبـين كل شيء أتم البيان
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع


تاريخ الإضافة: 29/9/2025 ميلادي - 7/4/1447 هجري

الزيارات: 339

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أشهد أنَّ نبيَّـنا وسيدنا محمدًا قد بلَّغ رسالة ربه، وبـيَّـن كل شيء أتَمَّ البيان

والرد على من افترى بأنه مات ولم يبين شيئًا من الأحكام

 

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على عبدالله ورسوله محمد؛ أما بعد:

فقد اطَّلعت على تسجيل مرئي منسوب إلى محمد الحسن بن الددو الشنقيطي، في سياق تعديده لما سماه "النكبات الكبرى" التي مرَّت بالأمة المحمدية، وتضمن كلامه ما يتعين ردُّه، وبيان ضلال هذا الكلام، لعظيم الخطأ فيه، واعتدائه على جناب النبوة المعظم.

 

وقد ظننت أول الأمر أن يكون في المقطع تزييف، أو نِسبة ما فيه إليه وهو غير صحيح، وذلك أن ما فيه لا يُتصور صدورُه عن عوام المسلمين، فكيف يُتصوَّر ممن ينتسب إلى العلم والفتوى، إلا أن المتحدث ظهر يُبرر قوله ويدافع عن فكرته، وتابعه على الدفاع عنه مَن لا خلاق لهم من أفراد أو حزب، ممن لم يُوقِّروا الله جلَّ شأنه، ولم يرفعوا رأسًا بالدفاع عن سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، وبئس ما صنعوا.

 

ونص ما جاء في كلام الددو: قوله: (إن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - والوحي أشد ما يكون تتابعًا، والنبي صلى الله عليه وسلم في قوته ونشاطه - ولم يَكتُب لنا دستورًا، ولم يبيِّن لنا طريقة اختيار الحاكم ومحاسبته وعزله)؛ انتهى.

 

فأقول: إن ادعاءه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يبيِّن ما يتعلق بالحكام ادعاءٌ ساقط، وسوء أدب مع النبي، وتشكيك في كمال الدين.

 

وإن مجرد القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم "لم يُبين" كذبٌ وضلال وافتراء؛ حاشاه سيدي حاشاه.

 

كما أن من المعلوم لدى أهل العلم أن مسائل الحكم والحكام قد أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم أتم البيان، مما فيه صلاح أحوال الناس واستقامة أمورهم.

 

والحق الذي لا مرية فيه: أن نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - قد بلَّغ البلاغ المبين.

 

وإن كل مسلم يَفهم العربية ليَتبيَّن له أن سياق كلام الددو قد تضمن معاني اللوم والتشنيع على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: (والوحي أشد ما يكون تتابعًا)، وقال: (والنبي صلى الله عليه وسلم في قوته ونشاطه)، فمَن لازم هذا السياق أنه يقول: ومع ذلك لم يبيِّن؛ حاشاه سيدي عليه الصلاة والسلام.

 

وأقول: لا والله، بل أخطأ الددو وضلَّ عن الحق، فالرسول عليه الصلاة والسلام منذ الوهلة الأولى للنبوة، وحتى آخر رَمقٍ في حياته، وهو حريصٌ غاية الحرص على البلاغ والبيان، وسيرته الشريفة دالةٌ على حرصه على البيان حال قوته، كما هو في حال مرضه، لا يفوِّت فرصة ولا مناسبة إلا وبلَّغ.

 

وكيف يقال عنه عليه الصلاة والسلام في شيء من الأمور: لم يبيِّن، والله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، والله جلَّ شأنه يقول: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]؛ قال العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي: (فلا شك أن القرآن فيه بيان كلِّ شيء، والسنة كلها تدخُل في آية واحدة منه، وهي قوله تعالى: ﴿ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكم عَنْهُ فانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]؛ انتهى.

 

وكيف يقال: إنه لم يبيِّن؟! والله يقول عن رسله عليهم السلام ومَن تابعهم: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39]، وسيد الناس في هذا المقام - وفي كل مقام كريم - محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه قام بأداء الرسالة وإبلاغها إلى أهل المشارق والمغارب، إلى جميع المكلفين من الإنس والجن، وأظهر الله كلمته ودينه وشرعَه على جميع الأديان والشرائع.

 

قال الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان عند تفسير قول الله تعالى في سورة المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [المائدة: 67]؛ قال رحمه الله: أمَرَ تَعالى في هَذِهِ الآيَةِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِتَبْلِيغِ ما أُنْزِلَ إلَيْهِ، وشَهِدَ لَهُ بِالِامْتِثالِ في آياتٍ مُتَعَدِّدَةٍ؛ كَقَوْلِهِ: ﴿ اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكم دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، وقَوْلِهِ: ﴿ وَما عَلى الرَّسُولِ إلّا البَلاغُ ﴾ [النور: ٥٤] وقَوْلِهِ: ﴿ فَتَوَلَّ عَنْهم فَما أنْتَ بِمَلُومٍ﴾ [الذاريات: ٥٤]، ولَوْ كانَ يُمْكِنُ أنْ يَكْتُمَ شَيْئًا، لَكَتَمَ قَوْلَهُ تَعالى: ﴿ وَتُخْفِي في نَفْسِكَ ما اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشى النّاسَ واللَّهُ أحَقُّ أنْ تَخْشاهُ ﴾ [الأحزاب: 37]، فَمَن زَعَمَ أنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَتَمَ حَرْفًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَقَدْ أعْظَمَ الِافْتِراءَ عَلى اللَّهِ، وعَلى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم؛ انتهى كلامه رحمه الله.

 

ومعلوم أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بلَغ منه الحرص على البلاغ كل مبلغٍ، فكان يأسى ويَحزَن لِما يكون من إعراض المعرضين، فواساه وسلَّاه ربُّه جل شأنه في مواضع متعددة من القرآن العظيم؛ كقوله تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6]، وقوله تَعَالَى: ﴿ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾ [فَاطِر: 8]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾ [النَّحْل: 127]، وقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الشُّعَرَاء: 3]، وغيرها من الآيات.

 

ثم إنه عليه الصلاة والسلام استنطق خيار الأمة وعدولَها في أعظم المحافل في تاريخ البشرية، في خطبته يوم حجة الوداع، وقد كان هناك من أصحابه نحو من أربعين ألفًا، أو يزيدون، كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ: (أيها الناس: إنكم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟)، قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت، وأدَّيت، ونصَحت، فجعَل يرفَع إصبعَه إلى السماء ويَنكسها إليهم، ويقول: (اللهم هل بلَّغت؟).

 

فشهِدت له الأُمةُ في ذلك المقام العظيم، وتتابع الناس على الشهادة له بذلك على تتابُع الأيام، وإلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها.

 

ونحن نَشهَدُ أن نبينا محمدًا - عليه الصلاة والسلام - قد بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهَد في الله حقَّ جهاده، واستغرق بذلك كلَّ حياته، ليله ونهاره، وصبَر وصابَر، واستقصى في ذلك حتى بلغ به الأمر ما بلَغ، وتركنا على البيضاء، لا يَزيغ عنها إلا هالك، فلم يترك شيئًا به صلاح الناس في معاشهم ومعادهم، إلا ورغَّب فيه وبيَّنه أتَمَّ البيان، ولا شيئًا فيه الضر على الناس في معاشهم ومعادهم، إلا وحذَّر منه وبيَّنه أتَمَّ البيان، فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا عن أمته، وآتاه الله الوسيلة والفضيلة، وجعلنا في حزبه وزُمرته، ورزقنا شفاعته وجواره.

 

وبما تقدم يتبيَّن أن اجتراء أحدٍ على نبينا عليه الصلاة والسلام بأن يَزعُم أنه عليه الصلاة والسلام مات ولم يُبيِّن، فهو زعمٌ باطلٌ مردودٌ، وحسبُنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بطاقات دعوية
  • كتب
  • صوتيات
  • ردود وتعقيبات
  • بلغات أخرى
  • أنشطة وندوات
  • خطب منبرية صوتية
  • خطب منبرية مفرغة
  • مقاطع مصورة قصيرة
  • مرئيات
  • تفسير القرآن الكريم
  • المصحف المرتل
  • مرافئ البِرّ ...
  • تلاوات مختارة
  • Mercy 4 all ...
  • أخبار متعلقة ...
  • الإعجاز في القرآن ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة