• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع شعار موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / مقالات


علامة باركود

من آداب إرشاد وإفتاء الحجاج والمعتمرين وأثر ذلك في التيسير

من آداب إرشاد وإفتاء الحجاج والمعتمرين وأثر ذلك في التيسير
الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع


تاريخ الإضافة: 20/8/2018 ميلادي - 8/12/1439 هجري

الزيارات: 9136

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من آداب إرشاد وإفتاء الحجاج والمعتمرين

وأثر ذلك في التيسير

 

الحمد لله وحدَه، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وبعد:

فلا ريب أن مقام توجيه الناس وتعليمِهم ودعوتِهم وإرشادِهم وإفتائهم في المسائل الشرعية مقام عظيم الخَطْر، جليل الشأن، لأن هذا المقام فيه وراثة الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - وقيام بفرض الكفاية؛ ولذا فقد بين الله المنهج الذي ينبغي أن يسلكه من تصدى لتلك المقامات العظيمة فقال سبحانه: ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف:108].


وفي جانب الإفتاء يقول العلامة ابن القيم: وإذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا يُنكر فضله، ولا يُجهل قدرُه، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن ربِّ الأرض والسماوات؟.


فحقيق بمن أقيم في هذا المنصب أن يُعدَّ له عُدَّته، وأن يتأهب له أُهبَتَه، وأن يعلم قدر المقام الذي أقيم فيه، ولا يكون في صدره حرج من قول الحق والصدع به؛ فإن الله ناصره وهاديه، وكيف وهو المنصب الذي تولاه بنفسه ربُّ الأرباب، فقال تعالى: ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ ﴾ [النساء: 127] وكفى بما تولاه الله تعالى بنفسه شرفًا وجلالة. انتهى.


ولهذا قالوا: المفتي مُوقِّع عن الله تعالى.

وروي عن ابن المُنكدر قال: "العالم بين الله تعالى وخلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم".

وروي عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياءُ كثيرة معروفة.

قال الإمام أبو حنيفة: لولا الفَرَقُ من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيتُ، يكون لهم المهنأ وعليَّ الوِزر.

كما نبه أئمة العلماء إلى ما ينبغي أن يتحلَّى به من يفتي الناس ويوجههم من الصفات والآداب.


وأكدوا أن من يفتي الناس ينبغي أن يتصف بكونه مكلفاً مسلماً ثقةً مأموناً متنزِّهاً عن أسباب الفسق وخوارم المروءة، فقيهَ النفس، سليمَ الذهن، رصينَ الفِكر، صحيح التصرف والاستنباط، متيقظاً.


أما الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها، فمنها:

أولاً: الرفق بالناس: وبخاصةٍ إذا كان المستفتي بعيد الفهم، فالرفق مما حثَّ عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام وبين عظيم بركاته. ففي صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زَانَه، ولا يُنْزع من شيء إلا شَانَه".


ثانياً: الصبر: بأن يصبر على تفهم أسئلة المستفتين، وإفهامهم أجوبته، فإن ثوابه جزيل. ففي المسند وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم إذا كان مخالطاً الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم".


ثالثاً: التمهيد والتوطئة لبيان الحكم: فإذا كان الحكم مستغربًا لم تألفه النفوس، فيقدم له بما يوضحه ويدل عليه، ويقدم بين يديه مقدمات تؤنس به.


ويتبع هذا أنه إذا وعظ وأرشد وذكَّر فيحاذر الغرائب والمستنكرات، ولذا سيدنا عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يُكذَّب الله ورسولُه. رواه البخاري معلقاً. والمعنى حدِّثوهم بما يفهمون، ودَعُوا ما ينكرونه مما يشتبه عليهم فهمُه، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ما أنتَ مُحدِّثاً قوماً حديثاً لا تبلُغُه عقولُهم إلا كان لبعضهم فتنة " رواه مسلم في مقدمة صحيحه.


رابعاً: ومن الآداب: أن ييسر على الناس فيما سبيله التيسير؛ فإن هذا مما يحبه الله ويرضاه، قال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة:185] وقال جل وعلا: ﴿ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ﴾ [النساء:28].


وعندما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن داعيين ومعلِّمَين وموجِّهَين حثهما على التيسير، ففي الصحيحين عن أبي بُردة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال: "يَسِّرا ولا تُعسِّرا، وبَشِّرا ولا تُنَفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا".


خامساً: ذكر الدليل والتعليل كلما سنحت المناسبة، فإن جمال الفتوى وروحها هو الدليل، وقول المفتي إذا ذكر معه الدليل حجة له فيما أفتى به أو أرشد إليه، وهو كذلك مما يبرئ المفتي من عهدة الإفتاء بلا علم، ومن تأمل كثيراً من أحكام القرآن يلحظ أن الله يرشد إلى مداركها وعللها، كقوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾ [البقرة: 222].


وهكذا فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قوله حجة بنفسه، يراها المتأمل لا تكاد تخلو من التنبيه على حِكْمَة الحكم ونظيره ووجه مشروعيته. ومن ذلك: نهيه عن الخذف (هو رمي الحصاة ونحوها بطرفي الإبهام والسبابة) وتعليل ذلك بأنه: "يفقأ العين ويكسر السِّنَّ " رواه الشيخان.


سادساً: الإرشاد إلى البديل المناسب لو وجد إليه سبيلاً، فإن من فقه المفتي ونصحه إذا منع المستفتي مما يحتاجه للنهي الشرعي عنه؛ أن يدله على ما هو عوض له منه، فإذا سد عليه باب المحظور فتح له باب المباح، فمتى وجد المفتي أو المرشد للسائل مخرجًا مشروعًا أرشده إليه ونبهه عليه، ومما يدل لهذا ما جاء القرآن الكريم من قول الله تعالى لأيوب عليه الصلاة والسلام لما حلف أن يضرب زوجته مائة: ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ ﴾ [سورة ص: 44].


وهذا الصفات والآداب ينبغي أن يتحلى بها من يدعو ويفتي في كل أحيانه، ولا ريب أن تحليه بها في مجامع الناس وتعدد ثقافاتهم كمكة والمدينة ومواسم الحج مما يتأكد ويتعين، ويحتاج معه لتدريب نفسه واقتفائه لآثار من سلف ممن انتصبوا لهذه المسئوليات الجليلة ووفوا مقامها حق الوفاء.


وحيث إن الحجاج والمعتمرين والزائرين يقدمون وهم على أحوال متفاوتة في مذاهبهم الفقهية وخلفياتهم الثقافية وطريقة تعاملاتهم الاجتماعية فحريٌّ بمن يتعامل معهم عبر منبر الدعوة والإرشاد والإفتاء أن مراعاة أمور منها:

1- أن يراعي الاختلاف الفقهي في المذاهب بحسب البلاد التي قدم منها السائل أو المستفتي، فقد يكون مقلداً لأحد أئمة المذاهب سائراً على مذهبه فلا ينازعه بمذهبٍ فقهيٍّ آخر، وإنما يتأمل إن كان الخلاف مما تسعه الشريعة وليس فيه مخالفة لنصٍّ صريح فالخطب في ذلك يسير، أما إن كان الأمر بخلاف هذا فليجعل الدليل من الكتاب والسنة هو الفيصل مع التلطف في النقض والعرض.


2- إذا كانت المسألة من المسائل الخلافية التي اجتهد فيها علماء العصر وكان لهم مسوغ شرعي وتتفق مع المصالح المرسلة وفيها التوسعة على الناس فلا يليق أن تخالف، بل ينبغي أن تحترم ولا تزيَّف، وبخاصة إن كانت صادرة من مرجعيات الفتوى كإدارات الإفتاء والمجامع الفقهية، وبخاصة أيضاً إذا كان المستفتي قد استفتى من قبل وأخذ بها.   فالخليق به حينئذ ألا يفتي في مسألة قد كفاه غيره إياها، وقد كان السلف رضي الله عنهم يتدافعون الفتوى، ويتورعون عن الإفتاء، ويود أحدهم أن يكفيه الجوابَ غيرُه.


3- تعاهد النفس بإلزامها اللطف وسعة الصدر وبشاشة الوجه، فإنَّ كثرة المستفتين وصعوبة الفهم منهم بسبب اختلاف اللهجات واللغات قد تُضْجِرُ النفس وتثير في جنباتها الضيق، فليتذكر ما كان عليه سيد الدعاة وإمام المفتين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبر والحلم والرفق واللين مع الواردين عليه، وفوداً وجماعات وأفراداً، حيث شملهم جميعاً بلطفه وصبره وبرِّه وإحسانه، برغم ما كان يجده جراء كثرتهم وتتابعهم من العبء والتعب والمشقة، صلوات ربي وسلامه عليه، كما يوضحه ما روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لعائشة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم ؛ بعد ما حَطَمَه الناس.


بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يصبر على من يضيق عطنُهم وتقبح تعاملاتهم، كما وقع غير مرة، ولذلك امتنَّ الله عليه فقال سبحانه: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران:159].


4- وإذا كان طالب العلم يأخذ نفسه بالحزم والاحتياط والزيادة في التعبد فلا يليق أن يأخذ الناس بذلك، ويدل لهذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا صلَّى أحدُكم للناس فليخفف؛ فإنَّ منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدُكم لنفسه فليطول ما شاء".ط


5- وليحذر الداعية والمفتي من أن يحمله التشديد أو اقتحام المسائل التي لا يدركها من التسبب في مضارة الناس والتضييق عليهم ومنعهم من الرخص التي رخَّص الله لعباده، فقد اشتد نكير رسول الله عليه الصلاة والسلام على من ضيق في فتياه على الناس ومنعهم من إتيان الرخص التي شرعها الله، كما يوضحه ما رواه أبو داود عن جابر قال: خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منَّا حَجرٌ فشجَّه في رأسه، ثم احتلم، فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل، فمات، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبر بذلك، فقال: " قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؛ فإنما شفاء العِيِّ السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر - أو يعصب - على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده" ورواه أحمد عن ابن عباس.


6- إنَّ تكرر وكثرة ما يشاهده من كُلِّف بالإرشاد والإفتاء في موسم الحج من المخالفات الشرعية لا ينبغي أن تجعله يتساهل أو يتغاضى عن إنكارها وبيان الحق في شأنها، بل ذلك هو الواجب عليه، وأن يسلك في البيان مسلك الرفق والحكمة والتدرج.


7- كم هو جميل أن يرجع الحجاج والمعتمرون بالذكريات الجميلة عن الدعاة والمفتين، ولن يتأتَّى ذلك إلا من خلال الأخلاق العالية والتعاملات النبيلة التي ستبقى في قلوبهم عنوان بهجة ومدح واغتباط لكل من شاهدوهم أمامهم موجهين ومرشدين ومفتين.


والله المسؤول أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير، وأن يهب لنا من أمرنا رشداً، وأن يوفق حكومة المملكة العربية السعودية للمزيد في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن يؤيد إمامنا خادم الحرمين الشريفين ويعينه على كل خير وبر وولي عهد ووزراءه وأركان حكومته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بطاقات دعوية
  • كتب
  • صوتيات
  • ردود وتعقيبات
  • بلغات أخرى
  • أنشطة وندوات
  • خطب منبرية صوتية
  • خطب منبرية مفرغة
  • مقاطع مصورة قصيرة
  • مرئيات
  • تفسير القرآن الكريم
  • المصحف المرتل
  • مرافئ البِرّ ...
  • تلاوات مختارة
  • Mercy 4 all ...
  • أخبار متعلقة ...
  • الإعجاز في القرآن ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة