• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع شعار موقع الشيخ د. خالد بن عبد الرحمن بن حمد الشايع
شبكة الألوكة / موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع / خطب منبرية مفرغة


علامة باركود

العتق من النار في رمضان وقول الله تعالى: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز

الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع


تاريخ الإضافة: 19/5/2018 ميلادي - 4/9/1439 هجري

الزيارات: 27095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العتق من النار في رمضان

وقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾


إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضْلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فيا أيها الإخوة المؤمنون، إنَّ أعظم هدف ينشده المكلف في هذه الدنيا: أنه يغادرها يوم يغادرها وقد كتب الله له رضوانه، وأحلَّه جَنَّتَه، وأنجاه من النار، هذا هو الهدف الأكبر الذي ينبغي أن يسعى إليه المؤمن، والطريق إليه هو توحيد الله، والعمل بطاعته، والتجافي عن عصيانه، وربُّنا سبحانه ينبِّه عباده إلى أن هذا هو الفوز العظيم؛ أن تبعد عن النار، وأن تدخل الجنة، هذا هو الفوز العظيم، وهذا هو الذي يسعى إليه الأخيار مِن العباد الفطناء، الذين عرفوا حقيقة هذه الحياة، وقد قال رب العزة سبحانه: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]؛ ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾ يعني: أُبعد عنها، وأُنجي منها ﴿ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ﴾؛ لأنه في الآخرة إمَّا جنة، أو نار، لا ثالث لهما، ولذلك مَن زحزح عن النار كان جزاؤه أن يدخل الجنة، ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾، حصل المطلوب، ونال بُغْيته الكُبرَى التي هي كُبرى على حقيقتها، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في هذا الشأن: ((فمَن يحبّ أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة؛ فلتأتِه مَنِيَّتُه وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وليأتِ إلى الناس الذي يحبُّ أنْ يؤتى إليه))، وتأمَّلوا هذا الوصف؛ وصف الإبعاد عن النار: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ ﴾؛ فهو أمرٌ ليس باليسير؛ فدلالة هذه اللفظة تبيِّن أنَّ الأمر يحتاج إلى مُعالجة، وإلى صبر ومصابرة، فكأنما هذا الإنسان حين يُبعد عن النار ليس في لحظة واحدة، وإنما هي بالزحزحة التي تقتضي شيئًا فشيئًا... وهذا لِعِظَمِ الأمر وثِقَلِه، وأنه ليس بالشيء اليسير.

 

وفي شهر رمضان تتهيَّأ هذه الفرصة، وهي فرصة الإبعاد عن النار، والزحزحة عنها، والعتق منها، ولذلك جاءت أحاديث متواردات على تأكيد هذا الأمر، ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ثبت في ما رواه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، أقول قد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة أو أبي سعيد رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنَّ لله عُتقاء في كل يوم وليلة، لكل عبد منهم دعوة مُستجابة))، وجاء بلفظ آخر أيضًا: ((لله عُتقاء من النار، وذلك كل ليلة)). رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

 

وجاء أيضًا من حديث أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: ((إن لله عز وجل عند كل فطرٍ عُتقاءَ)) رواه أحمد والبيهقي في شعب الإيمان، وقال الإمام المنذري في كتابه الترغيب والترهيب: بإسناد لا بأس به.

 

وجاء أيضًا من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إنَّ لله عند كلِّ فطرٍ عُتقاءَ، وذلك في كل ليلة)). رواه ابن ماجه.

 

وجاء من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تبارك وتعالى عُتقاءَ في كل يوم وليلة))؛ يعني: في رمضان، ((وإنَّ لكلِّ مسلم في كل يوم دعوة مستجابة)). رواه البزار وغيره.

 

وجاء من حديث أبي مسعود رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لله تعالى عند كل فطرٍ مِن شهر رمضان كل ليلة عتقاءُ مِن النار ستُّون ألفًا، فإذا كان يوم الفِطْر أعتَق اللهُ مِثْلَ ما أعتقَ في جميع الشهر ثلاثين مرَّة ستِّين ألفًا)). رواه البيهقي في شعب الإيمان، وقال المنذري: حديث حسن لا بأس به في المتابعات.

 

فهذه الأحاديث تدل على هذه المنقبة العظيمة، والشرف الرفيع في هذا الشهر الكريم، وهو حصول العتق من النار كل ليلة، ونحن إذ مضى الثلثان مِن هذا الشهر الكريم، فإنه قد رُفعتْ قوائمُ مِن عباد الله ممَّن أُعتقوا في هذا الشهر العظيم، فيا للفرح، فيا سعدهم بما نالوا مِن هذا الفضل العظيم، وينبغي للمؤمن أن يتعرَّض لهذا الفضل، ينبغي أن يعرِّض نفسه لهذا الفضل، وذلك بأن يُكثِر مِن دعاء الله تعالى أن يبلِّغه هذه المنزلة، وهذا الفضل العظيم، أن يُعتقه الله من النار، وأن يُتبع ذلك بالعمل الصالح، والقُرب مِن الله، والتَّجافي عن السيئات.

 

ومما دلَّتْ عليه هذه الأحاديث: أن كل عتيق مِن عباد الله مِن النار له دعوة مستجابة، وهذا فضل عظيم وبِرٌّ كبير ينبغي أن يُعظم فيه الإنسان أمنياتِه على ربه؛ فيسأله كل ما يشاء، ولا يَستكثِر؛ فإنه يسأل غنيًّا عزيزًا كريمًا، لا يَنقص ما عنده إذا أعطى عباده كما قال سبحانه في الحديث القدسي: ((يا عبادي؛ لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ أحدٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخْيط إذا أُدخل البحر))؛ فليُكثر وليُعظم العبدُ رغبتَه في ما عند الله.

 

وقد جاء في الحديث ((ليسألْ أحدُكم ربَّه كلَّ شيء حتى شسْع نعْله إذا انقطع))، فالمؤمن هو الذي يُوفَّق لكثرة الدعاء، وتنويع ما يطلب مِن ربه، ولا يَستكثِر ما عند الله جل وعلا، ولذلك كان أميرُ المؤمنين عُمر رضي الله عنه يقول: ((إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل همَّ الدعاء))، فأعظَم ما تدعو به يا عبد الله: أن تسأل الله أن يُعتقك مِن النار، وأن يُبلغك جنته ورضوانه.

 

ألا وصلوا وسلموا على خير خلْق الله؛ نبيِّنا محمد؛ فقد أمَرنا ربُّنا بذلك فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وارضَ عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، وألِّف بين قلوبهم يا كريم، اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، إنَّ بأمَّة نبيِّك محمَّد عليه الصلاة والسلام مِن الفُرقة واللأواء، ومن الشدة وتسلط الأعداء، ما لا نشكوه إلا إليك، وما لا يقدر على كشفه إلا أنتَ، فنسألك اللهم فرجًا عاجلًا لكل مكروب من المسلمين يا رب العالمين، اللهم ابسط على بلادنا الأمن والاستقرار، اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّقهم لما فيه خير العباد والبلاد، اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمين لكل خير وبِرٍّ، اللهم اجمع به كلمة المسلمين، وأيِّد به الدِّين، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة، وأبعد عنه بطانة السوء يا رب العالمين، اللهم وَلِّ على المسلمين خيارهم، واكفِهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم فرِّج عن إخواننا المبتلَيْن في فلسطين وسوريا وفي العراق واليمن وفي ليبيا وبورما وفي غيرها من البلاد، اللهم فرِّج همومهم، ويسِّر أمورهم، وانتقِم لهم ممن ظلمَهم يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارا، اللهم أصلح لنا نياتنا وذرياتنا وأزواجنا يا رب العالمين، اللهم بمنِّك وفضلك لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرَّجته، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بطاقات دعوية
  • كتب
  • صوتيات
  • ردود وتعقيبات
  • بلغات أخرى
  • أنشطة وندوات
  • خطب منبرية صوتية
  • خطب منبرية مفرغة
  • مقاطع مصورة قصيرة
  • مرئيات
  • تفسير القرآن الكريم
  • المصحف المرتل
  • مرافئ البِرّ ...
  • تلاوات مختارة
  • Mercy 4 all ...
  • أخبار متعلقة ...
  • الإعجاز في القرآن ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة