• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله آل جار اللهالشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله شعار موقع الشيخ عبد الله آل جار الله
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله / مقالات


علامة باركود

وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب

وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


تاريخ الإضافة: 3/7/2025 ميلادي - 8/1/1447 هجري

الزيارات: 234

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وُجُوب إعفاء اللحية وتحريم حلْقها ووجوب قص الشارب

 

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما، عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين، وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب))، ولهما عنه أيضًا: ((أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى))، وفي رواية: ((أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى))، واللحية اسم للشعر النابت على الخدين والذقن، قال ابن حجر: وفروا - بتشديد الفاء - من التوفير، وهو الإبقاء؛ أي: اتركوها وافرة، وإعفاء اللحية ترْكها على حالها.

 

ومُخالفة المُشركين يُفَسِّره حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أن أهل الشرك يعفون شواربهم، ويحفون لحاهم، فخالفوهم؛ فأعفوا اللحى، وأحفوا الشوارب»؛ رواه البزار بسند صحيح، ولمسلم عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خالفوا المجوس؛ لأنهم كانوا يقصرون لحاهم، ويطولون الشوارب».


قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: يَحرُم حلق اللحية، وقال القرطبي: لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها، وحكى ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض، واستدل بحديث ابن عمر: «خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى»، وبحديث زيد بن أرقم المرفوع: «من لم يأخذ شاربه فليس منا»؛ صحَّحه التِّرْمِذي.


والله - تبارك وتعالى - جَمَّل الرجال باللحى، ويروى مِن تسبيح الملائكة: «سبحان مَن زين الرجال باللحى، وقال في التمهيد: ويحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال»[1] .


فاللحية زينة الرجال، ومِن تمام الخلْق، وبها ميز الله الرجال من النساء، ومن علامات الكمال، ونتفها في أول نباتها تشبُّه بالمرأة، ومن المنكرات الكبار، وكذلك حلقها أو قصها أو إزالتها بالنورة من أشد المنكرات، ومعصية ظاهرة ومخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقوع فيما نهى عنه؛ قال الإمام أبو شامة: وقد حدث قوم يحلقون لحالهم، وهو أشد مما نقل عن المجوس من أنهم كانوا يقصونها، وهذا في زمانه - رحمه الله - فكيف لو رأى كثرة منَ يفعله اليوم؟ وما لهم هداهم الله أنَّى يُؤفكون؟ أمرهم الله بالتأسي برسوله صلى الله عليه وسلم فخالفوه وعصوه، وتأسَّوا بالمجوس والكَفَرة، وأمرهم الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «أعفوا اللحى، أوفوا اللحى، أرخوا اللحى، أرجوا اللحى، وفروا اللحى»، فعصوه وعمدوا إلى لحاهم فحلقوها، وأمرهم بحلْق الشوارب فأطالوها، فعكسوا القضيَّة، وعصوا الله جهارًا بتشْويه ما جمل الله به أشرف شيء من ابن آدم وأجمله.

 

﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 8].

اللهم إنَّا نعوذ بك مِن عمى القلوب، ورين الذنوب، وخزْي الدُّنيا، وعذاب الآخرة.

 

وإعفاء اللحية مِنْ مِلَّة إبراهيم الخليل التي لا يرغب عنها إلا مَن سَفِه نفسه، ومِنْ سُنة محمد صلى الله عليه وسلم التي تبرأ ممن رغب عنها بقوله: «ومَن رغب عن سُنَّتي فليس منِّي»؛ متفق عليه.

 

فالواجب على كل مسلم أن يسمعَ ويطيع لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتبعَ ولا يبتدع، وأن لا يكون من الذين قالوا: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا.

 

إنَّ جمال الرُّجولة وكمالها في إعفاء اللحية، والهيبة والوقار هما وشاح الملتحي، والمحلوق ليس له منهما نصيب.

 

أيها المسلم:

إن اللحية جمال الرجال، وشعار المسلمين، وحلقها شعار الكفَّار والمشركين، وتوفيرها مِنْ سُنن الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين، وقد ميَّز الله بها بين الذُّكور والإناث، وأكرم بها الرجال، وقد نصَّ العلماء على أن من جنى على لحية أخيه فأزالها على وجه لا يعود فعليه الدية كاملة، ثم هو بعد ذلك يجني على نفسه، ويذهب جمال وجهه، وقد يكون إعفاء اللحية في هذا الوقت شاقًّا على كثيرٍ منَ الناس؛ لِمُخالفته عادات المجتمع، وعلى الأخص الزملاء والنظراء، ولكن الأمر يسهل إذا قارن بين مصلحة إعفائها، ومضرة حلقها، ومجاملة المخلوقين في معصية الخالق؛ استسلامًا للهوى والنفس الأمَّارة بالسُّوء، وضعف في الإيمان والعزيمة، وسوف يموت الإنسانُ فينفرد في قبره بعمله ولا ينفعه أحد، فكن - أخي المسلم - قدوة حسنة لأبنائك وغيرهم، وكن عبدًا لله لا عبدًا للهوى، وقد يظن بعض الناس أن إعفاء اللحية وحلقها من الأمور العادية التي يتبع فيها عادات المجتمع والبيئة التي يعيش الإنسان فيها، وليس الأمر كذلك، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم للوجوب، ونَهْيه للتَّحْريم.

 

وصفوة القول:

إنَّ الوُقُوف عند حدِّ الأمر والنَّهي هو وصْف المسلم المؤمن الراضي بأحكام الله، الراجي رحمته، الخائف من عذابه، أما يخشى حالقُ اللحية إذا سُئل في قبره: مَن ربُّك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ألا يعرف الجواب؟ أما يخاف أن يطرد في القيامة عن حوض نبيه؟ أما يخشى أن يحرم من شفاعته؛ لأنه خالَف سُنته؟

 

أيها المسلم:

إن توفير اللحية وحُرمة حلقها مِن دين الله وشرعه الذي لم يشرع لخلْقه سواه، والعمل على غير ذلك سفه وضلالة، وفسق وجهالة، وغفلة عن هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، على أن هناك فوائد صحية في إعفاء اللحية؛ فإن هذا الشعر تجري فيه مفرزات دهنيَّة من الجسد يلين بها الجلد، ويبقى مشرقًا نضرًا تلوح عليه حيوية الحياة وطراوتها، وإشراقها ونضرتها، كالأرض الخضراء، وحلق اللحية يفوت هذه الوظائف الإفرازية على الوجه، فيبدو قاحلاً يابسًا، وفيها فائدة صحية أخرى: وهي حماية لثة الأسنان من العوارض الطبيعية، فهي لها وقاء منها كشعر الرأس للرأس، والإسلام يريد أن يجعل لأتباعه كيانًا خاصًّا، وعلامة فارقة تُميزهم عن سائر الناس، فلا يذوبون في غيرهم اضمحلالاً وتقليدًا وتبعية، فيكونوا (إمعة)، فكيف يسوغ لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخالفَ سُنة نبيه وهو يتلو ويسمع الأوامر والنواهي القرآنيَّة والنبويَّة؟

 

وكيف يجترئ المسلم على ارتكاب ما نهي عنه، وهو يقرأ ويسمع قول الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 36]؟ فليس المؤمن مخيرًا بين الفِعْل والتَّرْك؛ ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]، وفي إعفاء اللحية طاعة لله، واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومخالفة لهدْي الكفَّار والمشركين والمجوس، وفي حلْقها معصية لله، ومخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشبه بالنِّساء الملعون فاعله، وتشبه بأعداء الله من الكفَرة والمشركين، وقد نهينا عن مشابهتهم، وأُمِرنا بمُخالفتهم.

 

هذا، وقد اتَّفق العلماء منَ الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم على وُجُوب توفير اللحية، وحُرمة حلْقها؛ عملاً بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله، فكيف تطمئن نفسُ مسلم بمخالفة أمر الله ورسوله، وهو يزعم أنه يؤمن بالله، وأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه، ويؤمن بالبعث بعد الموت، والجزاء والحساب والجنة والنار؟ فالعجب كل العجب ممن ينتسب إلى العلم والدين كيف يخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بحلق لحيته بلا مبالاة بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تقليدًا وتبعيًّة لأهل الأهواء؟! أين الإسلام؟ وأين الإيمان؟ وأين الحياء؟ وأين العقول؟ وأين الخوف والرجاء؟ وأين المحبة لله ورسوله المقتضية للطاعة والاستسلام؟ وأين تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله بالمحبة وامتثال الأوامر واجتناب النواهي؟

 

أيها المسلم، إن التأسِّي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصراط المستقيم الذي سار عليه سلفنا الصالح وتمسك به المؤمنون، وإن خالفهم الأكثرون؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد[2].



[1] المخنثون: المتشبهون بالنساء.

[2] (شمس الضحى في إعفاء اللحى)؛ الشيخ عبدالستار الدهلوي، (تحريم حلق اللحى)؛ للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، (دلائل الأثر على تحريم التمثيل بالشعر)؛ للشيخ حمود بن عبدالله التويجري، (حكم اللِّحية في الإسلام)؛ للشيخ محمد الحامد، (وُجُوب إعفاء اللِّحية)؛ للشيخ محمد زكريا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة