• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / في الإعجاز


علامة باركود

آية إسكان الماء

آية إسكان الماء
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 13/12/2020 ميلادي - 27/4/1442 هجري

الزيارات: 23467

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسرار الماء في القرآن الكريم وجائزة نوبل في آية

آية إسكان الماء


يقول تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]. ﴿ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18]. ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ ﴾ [الملك: 30]. ويتجلى في الآية الأولى وجهان من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، الأول يتعلق بقساوة الحجارة، والثاني يتعلق بأساسيات حفظ الماء في الأرض، وتشير الآية الثانية إلى دورة الماء في الطبيعة أما الآية الثالثة فتشير إلى ظاهرة غور الماء. ونتناول باختصار إلى بعض أساسيات حفظ الماء في الأرض.

 

أ- قساوة الحجارة: القسوة الصلابة والشدة واليبس.. ومن العجيب أن تجد العلم يستخدم نفس المفردات وهو يشرح قساوة الصخر. وتلك الكلمات تمثل عنوان أحد الملاحق في كتاب جيولوجيا الحقل لمؤلفه روبرت كمبتون (Robert Compton) وهو يصف قساوة الحجارة يستخدم تقريبا نفس مفردات القرآن من مثل قساوة وصلابة الحجارة: (Strength "Coherence" and hardness of rocks and sediments).


والآية السابق ذكرها من سورة البقرة تعني أن قلوب بني اسرائيل صارت قاسية بعيدة عن الموعظة بعدما شاهدوا من الآيات والمعجزات، وقيل: انما أراد الله أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر. وقيل أيها المخاطبون لو شاهدتم قسوة قلوب بني اسرائيل لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة في قسوته.

 

ويصف مقياس قساوة الحجارة (Rock Stiffness) حالات ثلاثة للحجارة: حالة المرونة (Elastic State) وفيها يستجيب الحجر سريعا للإجهاد المؤثر عليه ويعود إلى حالته عند زوال القوى المسببة، وحالة اللدونة (plastic Static) وفيه يتأثر الحجر بالإجهاد المؤثر عليه ويتغير عن وضعه الأصلي حتى بعد زوال القوى المسببة، والحالة الثالثة يكسر الحجر (Rupture State) من تأثير القوى الفاعلة وهنا يتجلى روعة النص القرآنى في المقارنة بين قسوة القلوب وقسوة الحجر؛ حيث تتباين استجابة القلوب حينما تعرض عليها دعوة الله كما تتباين استجابة الحجارة لما تتعرض عليه من إجهاد، فهناك قلب مرن يستجيب للدعوة سريعا، وقلب يلين للدعوة بعد فترة، وقلب معاند لا يستجيب للدعوة ولا رجاء فيه ولو كسر. وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في سنده والطبراني في الصغير عن أبي سعيد الخدري: (القلوب أربعة، قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح؛ فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق؛ فمثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء اليب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها اليح والدم، فأي المادتين غلبت على الأخرى غلبت علب\يه) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج /17 والطبراني في الصحيح عن أبى سعيد الخدري.

 

ب- صفات خزائن المياه: المسامية والنفاذية: من الحجارة ما يحتوي على فراغات تسمى المسام (Pores) ومنها ما لا يحتوي على فراغات أو مسام وتسمى غير مسامية أو صماء (non -Porous). وهنا يتجلى إعجاز علمي في قوله تعالى: " وإن منها " بمعنى ليس كل الحجارة ولكن بعضها – لأنه ليست كل الحجارة مسامية وليست كلها صماء ولكن بعضها هكذا وبعضها هكذا، والمسامية وهي خاصية وجود فراغات في الصخر هي العنصر الأول في تخزين الماء تحت الثرى، والنفاذية هي العنصر الثاني وتعبر عن وجود قنوات أو ممرات كالشقوق تمر خلالها المياه في خزائن المياه الجوفية شكل 1-48)..ولو لم توجد بالحجارة مسام أو شقوق وأي نوع آخر من أنواع الفتحات ما خُزِّنت مياه وما احتفظت الحجارة بأهم مصدر للطاقة يعتمد عليها الإنسان في حياته من نفط وغاز طبيعي، وما أمسكت التربة بالماء، وما نبت فيها كلأ. فالماء الذي يصب على الأرض لا يمكن تخزينه إلا في وجود شقوق. ويقول الحق تبارك وتعالى ممتنا على عباده: ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا ﴾ [عبس: 24-26]. وحينما يسقط المطر على الأرض، يتحرك جزء كبيرنسبيا. منه لأسفل ليسكن تحت الثرى فيمر بحزام التربة. فيتشرب بالماء، ثم يتركه مخترقا نطاقا تكثر به الشقوق والمسام يسمى نطاق التهوية أو النطاق غير المتشبع بالماء، ثم يتحرك الماء إلى أسفل ليسكن نطاق التشبع وهو الذي يكون خزان الماء الجوفي (شكل1-49).

 

شكل (1-49): خزان مياة جوفية


ويحفر الإنسان الآبار في الصحراء القاحلة ذات الأمطار النادرة جداً، فيخرج الماء ويسقي الأنعام وتروى الزروع، ولا يسأل الإنسان نفسه من الذي أوجد في الحجر الشقوق أولا، ومن الذي خزن الماء فيها.. إنه الله.

 

ت- غور الماء والمخروط الأعظم: يقول تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ ﴾ [الملك: 30] ويقول أيضا ﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 41].. الماء في البحار له مستوى يسمى مستوى سطح البحار. ومستوى سطح البحر هو الصفر نتخذه مرجعاً لقياس الارتفاع فوقه أو الانخفاض تحته. والماء الذي يجري في الأنهار والبحيرات له مستوى يختلف من مكان إلى مكان. والماء المخزن في باطن الأرض له أيضا مستوى مرجعي يسمى مستوى الماء الجوفي، ويختلف ذلك المستوى أيضا من مكان إلى مكان آخر. وينعم الإنسان باستخدام الماء العذب طالما أنه يحصل عليه بيسر وسهولة، فإذا ما غار الماء في النهر أو البحيرة أو خزان المياه الجوفية فإنه من الصعب على الإنسان وفي حالات كثيرة يستحيل الحصول عليه.

 

وغور الماء ظاهرة معروفة ومسجلة عبر الزمن سواء في البحار أو الأنهار أو الماء الجوفي وقد تكرر ارتفاع وانخفاض مستوى البحر عبر تاريخ كوكب الأرض، وتوالى طغيان البحر وانحساره عن اليابسة خلال العصور الجيولوجية المختلفة. وعلى سبيل المثال فإنه في خلال الأربعين ألف سنة الماضية إنخفض سطح البحر حتى وصل في انخفاض مستواه إلى 140 مترا عن مستواه الحالي. ولما ينخفض مستوى سطح البحر يغور مستوى سطح الماء في الأنهار التي تصب في البحار، ويغور معه أيضا مستوى الماء الجوفي نتيجة تسرب الماء الجوفي إلى الأنهار التي غار ماؤها. سلسلة مترابطة من المستويات المتعلقة بعضها ببعض. ومن رحمة الله بخلقه أنه يخزن المياه في جوف الأرض بكمية تبلغ أكثر من ثلاثين ضعف مياه أنهار وبحيرات العالم مجتمعة وتلك هي نسب توزيع الماء في الأرض:

توزيع الماء في الأرض

%

المحيط

97.2

الثلاجات والجَمَد

2.15

الماء الجوفى

0.61

البحيرات العذبة

0.009

البحيرلت المالحة

0.008

رطوبة التربة

0.005

الغلاف الجوى

0.001

الأنهار

0.0001

 

ومن المفارقات أن يخزن الله الماء في خزائن عديدة وأزمنة مديدة لأقوام يشربون منها ولا يشكرون! والماء الجوفي نعمة كبرى نظراً لوفرته وطول فترة تخزينها نظراً لبطء حركتها فيستفاد منها في فترات الجفاف، علاوة على أنها في بعض المناطق قد يأتي مصدرها من مناطق رطبة بعيدة لتسري إلى مناطق صحراوية قاحلة. ومن بديع صنع الله أن مستوى المياه الجوفية يتبع تضاريس سطح الأرض يعلو مع المرتفعات وينخفض مع المناطق المنخفضة فيستفيد منه ساكنو الجبال كما يستفيد منه ساكنو السهول والصحاري.

 

الغور الأكبر (The Big Hole): ويغور الماء بفعل الإنسان في حالة السحب الجائر للمياه بمعدل أكبر وأسرع من تغذية المياه الجوفية. بمعنى أن السحب يكون على المكشوف، فمن يعوض الرصيد من يأتي بالماء إن أصبح غورا؟ الجواب الذي لا جواب سواه … الله، يقول تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ ﴾ (الملك: 30 ). وتلك هي باختصار وصف ظاهرة في أمريكا يسمونها الغور الأكبر (Big Hole) ويطلقون عليها أيضا مخروط سحب الماء الأعظم (The great depression in Ground Water). فقد غار الماء غورا شديداً في شمال الليونيز (Illinois)، ففي منطقة مترو شيكاغوحيث انخفض مستوى الماء الجوفي من 250 متراً فوق مستوى سطح البحر إلى 30 متراً تحت مستوى سطح البحر، وتَكَون مخروط سحب (قمته لأسفل كالقمع) عملاق. وفي خلال السنوات العشر الأخيرة فقط، انخفض المستوى 30 مترا بمعنى آخر انخفض سطح الماء في جوف الأرض 280 متراً (شكل: 5).. أي أن أنبوب البئر القديم يلزم أن يزداد في عمقه قرابة 300 متراً، ويعد هذا الانخفاض في مستوى سطح الماء الجوفي أمراً مدهشاً لأنه يحدث في منطقة رطبة مطيرة تغذي الخزان سنويا وليس في منطقة جافة. ويعتقد العلماء الأمريكيون أن التوازن المائي المفقود حاليا ربما يتوقف حتى في حالة الامتناع عن سحب الماء من جوف الأرض في تلك المنطقة. فهل يستطيع القوم أن يسحبوا الماء باستخدام وسائل التكنولولجيا المتقدمة التي يمتلكونها؟ لا يستطيعون لأنهم إن فعلوها هبطت الأرض من تحت أقدامهم. فمن يأتيهم بماء معين؟ فاعتبروا يا أولي الأبصار.

 

وحبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يفسر قوله تعالى:" بِمَاء مَّعِينٍ " بأن المعنى فمن يأتيكم بماء عذب. وفي قوله هذا إشارة إلى أن غور الماء يقلل أو يذهب عذوبة الماء المعين (يقال ماء مُعْيَن)، وهذا علم سبق علماء اليوم، فالغور السريع للماء يقلل الزمن اللازم لتنقية الماء فلا يرشح جيداً. كما أن الغور الشديد للماء قد يغير اتجاه سريان الماء فيذهب إلى منطقة اخرى، ويؤدى أيضا غور الماء، خاصة في المناطق الساحلية، إلى تداخل الماء المالح مع الماء العذب فيصير الآخر أجاجاً.

 

ث- آية عمل الأنهار:

يقول تعالى: ﴿ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].

ويوضح النموذج التالي العطاءات العلمية المتعلقة بعمل الأنهار (شكل1-50).

 

شكل1-50: المل الجيولوجى للأنهار في ضوء الآية 17 من سورة الرعد.

 

ج- السبق بين الأنهار والجبال في القرآن لغز علمي:

يلاحظ في القرآن الكريم التلازم بين الأنهار والجبال، كما في قوله تعالى:

﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الرعد: 3].

 

﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15].

 

﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 31].

 

ويلاحظ في الآيات السابقة أن الرواسي قدمت على الأنهار، بينما في قوله تعالى: ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 61]. وقد يعده البعض نوعا من التقديم والتأخير للرواسي والأنهار. ولكنه من الناحية العلمية شيء محير. فقد لوحظ أنه من بديع صنع الله أن تشق الأنهار مجاريها ذات الجوانب الحادة في قمم السلاسل الجبلية في تحد عجيب وصار هذا لغزا: لماذا ينحت النهر مجراه في السلسلة الجبلية وليس فيما حولها من سفوح الجبال؟. وأخيرا قدم العلم إجابة شافية لحل ذلك اللغز. ومن المدهش حقا أن القرآن سبق العلم الحديث وأشار إلى توصيف تلك الظاهرة التى حيرت العلماء.. والقرآن كما أسلفنا وصف حالتين من حالات الأنهار الجبلية، وهذا الوصف كان مدخلا للعلم للإجابة عن التساؤل حول وجود الأنهار في سلاسل الجبال:

شكل (1-53): النهر السالف أو العنيد.


شكل (52): النهر الراكب أو المنطبع.


أ- الحالة الأولى: النهر الراكب أو المنطبع (Superimposed Stream)، وفيها يسرى النهر فوق صخور رسوبية حديثة تغطي تحتها سلاسل جبلية قديمة (شكل1-52). بمعنى أن الجبال سابقة في تكوينها على تكوين الأنهار. وحينما ينحت النهر مجراه، يقطع السلسلة الجبلية تحته ويشق مجراه في السلسلة ذاتها. إذن فالرواسي هنا مقدمة على الأنهار، وهذا ما نجده في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ﴾ [الرعد: 3]، وقوله تعالى:﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15]. ونجد أيضا ذكر الإشارة إلى وجود المياه بذكر الإنبات والسقيا بعد تكوين الرواسي في الآيات التاليات: ﴿ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ ﴾ [الحجر: 19] ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾ [ق: 7]. ﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا ﴾ [المرسلات: 27].

 

ب- الحالة الثانية: النهر السالف أو العنيد (Antecedent Stream)، وفيها يبدأ النهر شق مجراه في سهل مسطح، ثم يرفع السهل ويتكون درع بارز بواسطة قوى رافعة، ولكن النهر يعاند ذلك الرفع وينحت مجراه بسرعة تناسب ذلك الرفع. وبهذا يحفظ النهر مساره الأصلي ولكنه يقطع الجبال تحته (شكل: 1-53). إذن فالرواسي تتكون لاحقا بعد الأنهار. وهذا ما نجده أيضا في قوله تعالى: ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النمل: 61]. فتأمل الترتيب البديع من قرار الأرض، وخلق الأنهار، ونشأة الجبال الرواسي، وجعل الحاجز بين البحريين. وسبحان من قدم وأخر في كتابه لحكمة بالغة، سبحانه عز وجل يقول: ﴿ الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]. وتختفى الأنهار من على سطح الأرض عن طريق ما يعرف بالأسر النهرى (شكل1-54).

 

شكل (1-54): ظاهرة الأسر البهرى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة