• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات


علامة باركود

الثورة البيولوجية بين حدود الشرع وجنوح العلم

الثورة البيولوجية بين حدود الشرع وجنوح العلم
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 24/6/2014 ميلادي - 25/8/1435 هجري

الزيارات: 14728

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الثورة البيولوجية

بين حدود الشرع وجنوح العلم


أبجدية الحياة تتكون من أربعة حروف: أدنين وجوانين وثايمين وسيتوزين، تتآلف في ملايين الصيغ. ويكون الجينوم البشري الخريطة الوراثية للبشر والمتمثلة في قراءة قرابة المائة ألف مورث (جين) التي تنتظم الثلاثة والعشرين زوجا من الصبغيات التي تقبع في نواة الخلية الجسدية للبشر. والجينوم سر أشار إليه القرآن قبل أن يكتشفه العلم في 26 يونيو سنة 2000م، نجد ذلك في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾ [عبس: 17 - 21]. وأحسب أن في الآية الأخيرة إشارة صريحة إلى الجينوم البشري. وفي سنة محمد صلى الله عليه وسلم إشارات بليغة لتأثير العامل الوراثي في الإنسان، نجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)، وفي حديثه للفزارى الذي عرض بنسب طفله الأسود إليه. والجينوم البشري يوضح بصورة جلية أحد وجوه الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ [النبأ: 8] حيث يرتبط الأدنين دائمًا وأبدا مع الثايمين، وكذا الجوانين مع السيتوزين.

 

فهل يفيد الإنسان قراءة كتابه الحياة - الجينوم الذي حمله الإنسان منذ أن جاء مباشرة من أبيه آدم وأمه حواء؟

 

إن الجينوم البشري سلاح ذو حدين؛ حد ينفع، وحد يقلق، ونفعه يتمثل في ثورة مأمولة في مجال الطب والجراحات الجينية، وإسهاماته في الطب الشرعي، واثبات البنوة، ومساعدة العدالة في كثير من الحالات، وتساعد الجينات في توفير الغذاء المحور وراثيًّا، وفي زراعة محاصيل تقاوم الآفات، وتُقلل من تلوث البيئة، ولكن يبقى السؤال: هل الأطعمة المحوَّرة وراثيًّا مأمونة، ويتوقع الأطباء أن يحدث الجينوم البشري تحولاً كبيرًا في الطب الوقائي والتشخيصي والعلاجي.

 

وعلى الجانب الآخر، يبدو الجينوم البشري مقلقًا، فهل من المفيد للإنسان أن يعرف المزيد مما سيتعرض له في المستقبل من أمراض تنبئ عنها المورثات، وهل سينتهك الجينوم البشري أسرار الإنسان التي قد تؤثر على معيشته وعمله في المستقبل، وربما سيكون من مساوئ الجينوم البشري ما يسمى بديمقراطية النسل؛ بمعنى أن ينجب الناس حسب المطلوب لا حسب المقسوم، وهل سيعطي الجينوم للشواذ المبرر المادي لتبرير سلوكهم الشاذ، بدعوى أن مورثاتهم تدعوهم إلى ذلك؟

 

وقد يستغل أصحاب النوايا السيئة المعلومات الوراثية في تأجيج الصراعات العرقية بزعم تميز بعض الأمم بصفات وراثية أحسن من غيرها.

 

وأخطر ما في الثورة البيولوجية هو الاستنساخ البشري التوالدي، وقد يفتح الاستنساخ العلاجي آفاقًا جديدة في معالجة الأمراض، ولكن يجب على الشارع أن يدرس أسئلة كثيرة؛ منها: هل يجوز تكوين أي شكل من أشكال الحياة البشرية لمجرد إتلافها في أبحاث الاستنساخ العلاجي؟ وهل يجوز إجهاض الأجنة المستنسخة بهدف العلاج الجيني؟ وما حكم الدين في المعالجة الجينية للخلايا الإنشائية؟

 

وأخطر ما تحمله الثورة البيولوجية هو الاستنساخ البشري التوالدي، وهو كما أرى حرام شرعًا لأسباب عديدة؛ أهمها:

1- فقدان هوية الطفل المستنسخ.

2- تعطيل لسنة الزواج بغية تكوين أسرة متحابة من أبوين يسود بينهما المودة والرحمة.

3- تعطيل لكثير من الآيات القرآنية.

4- تعطيل دور النطفة من ماء الرجل وماء المرأة.

5- تشويه وقتل الأجنة البشرية في أثناء إجراء الأبحاث أو العلاج.

6- انتشار مهازل اجتماعية تنافي الفطرة السليمة والشرائع السماوية.

7- في الاستنساخ البشري التوالدي قضاء على التمايز بين البشر.

8- لا خلود مع الاستنساخ فالكل ميت.

9- الاستنساخ البشري التوالدي ردة عن الخلق القويم.

10- الاستنساخ البشري التوالدي ليس خلقًا جديدًا، بل عبث ليس وراءه سوى الخسران المبين، إنه تغيير لخلق الله، وعمل شيطاني.

 

وهناك شر مستطير بدأ فعلاً، وهو الترويح للدارونية الجديدة؛ استنادًا على فرضية بدأت تتردد في الأوساط العلمية، وتنادي بأنه بوسع الباحثين إعادة بناء الماضي التطوري للأنواع الحية، من خلال تباعد تسلسل المورثات أو البروتينات التي تَم عزلها من تلك الكائنات الحية، ومِن ثَمَّ رسم أشجار جديدة للحياة تعيد للأذهان شجرة دارون التي ثبت فشلها، إنهم يعيدون الدارونية في رداء يتستر وراء إنجازات الثورة البيولوجية.

 

ومات دارون ولم تمت أفكاره، حتى بعد السقوط الذريع لنظريته، وأخذت الدارونية الجديدة تطل بوجه جديد خادع يرتدي زيًّا عصريًّا مفصلاًّ من علم جزئيات الأحياء والمورثات، وهذا المبدأ الجديد يرى أنه بوسع الباحثين إعادة بناء الماضي التطوري لأنواع الحياة، من خلال تقييم تباعد سلسلة الجينات أو البروتينات التي تَمَّ عزلها من تلك الكائنات، ومن قبل أغرق دارون الناس في مسألة التسلسل الشكلي الذي يحكمه الاصطفاء الطبيعي، واليوم يسحبون الجميع إلى معضلة التشابه الجيني، وأنا أُحذر العلماء والباحثين قبل العامة من الناس من الانخداع بوهم مبدأ التسلسل الجيني، لأن كل زوج - وبمعنًى آخر - كل نوع يحمل خريطته الوراثية المستودعة في أول زوج من كل نوع خلقه الله، وتلك الشفرة الوراثية تُميِّز النوع عن غيره من الأنواع.

 

وهنا أشير إلى بعض الحقائق وليس كل الحقائق المتعلقة بالخلق التي ذكرت في القرآن الكريم: الله هو الحق وما دونه الباطل، وهو الله الخالق كل شيء بقدر، وجعل من الماء كل شيء حي، وخلق سبحانه الكائنات على تنوُّعها كل نوع من زوجين، وهو سبحانه خلق ويخلق وخلاَّق عظيم، كل يوم هو في شأن، وتكفل برزق جميع الدواب، وهداها إلى المستقر والمستودع، وعنده سبحانه عِلم جميع الخلائق، وكلها تسجد له طائعة أو مكرهة، والله خلق الإنسان وعلمه اللغة والبيان، وميَّزه بالعقل ليختار بين البدائل، وربنا هو الذي يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، وضرب سبحانه لكل أمة أجلاً، وعنده الكتاب الكامل يحفظ فيه جميع أعمال خلقه، وتزول الخلائق كلها وتفنى، ويبقى الله وحده ذو الجلال والإكرام، وقد أحاط سبحانه بعلم كل شيء: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة