• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / مقالات


علامة باركود

القسم القرآني بالذاريات

القسم القرآني بالذاريات
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 4/7/2021 ميلادي - 24/11/1442 هجري

الزيارات: 13590

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القسم القرآني بالذاريات

﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾


أولًا: القسم: يقول تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ [الذاريات: 1 - 4].

 

روى الحسن عن عليٍّ رضي الله عنه: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ قال: الرياح، ﴿ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾ قال: السحاب تَحمِلُ الماءَ كما تَحمِلُ ذواتُ الأربع الوِقْرَ، ﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾ قال: السفن الموقرة، ﴿ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ قال: الملائكة تأتي بأمرٍ مختلف.

 

والمشهور عن الجمهور ﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾ أنها السفن تجري ميسرة في الماء جريًا سهلًا، وقال بعضهم: هي النجوم تجري يسرًا في أفلاكها؛ ليكون ذلك ترقيًا من الأدنى إلى الأعلى؛ فالرياح فوقها السحاب، والنجوم فوق ذلك، والمقسِّمات أمرًا الملائكة فوق ذلك؛ لأنها تنزل بأوامر الله الشرعيَّة والكونية.

 

وقيل: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾: النساء الولودات؛ لأن في ذرايتهن ذَرْوَ الخلق؛ لأنهن يَذْرِينَ الأولاد فصِرْنَ ذاريات، وقيل: الحاملات من النساء إذا أُثقِلن بالحمل.

 

وهذه الأقسام الأربعة السابقة تمثِّل منظومة ذات صلة وثيقة بالرزق؛ فالرياح والسفن ظاهرةُ الصلة بالرزق ووسائله وأسبابه، أما الملائكة وتقسيمها للأمر، فإن الرزق أحدُ هذه الأقسام.

 

ثانيًا: جواب القسم: ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الذاريات: 5، 6]؛ أي: إن الذي تُوعَدونَه من البعث والحساب، أو من الثواب والعقاب - لَصادقٌ، فالوعد صادق حتمًا؛ إما هنا، وإما هناك.. ومما وعدهم الرزق وكفالته لهم مبسوطًا أو مقدَّرًا وَفق مشيئته، ووعدُه حقٌّ في هذا، كما هو حق في كلِّ شأن؛ فإنه لخبرُ صدقٍ، وقد وعَدَ اللهُ الناس: أنه مُجازيهم بالإحسان إحسانًا، ومُجازيهم بالسوء سوءًا.

 

﴿ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾: هو الحساب، كائنٌ لا محالة، فالجزاء نازلٌ بكم.

 

ثالثًا: القَسَم والعِلم الحديث: إن لله تعالى أن يُقسِمَ بما شاء من خلقِه، وليس لأحد أن يقسم إلا بالله، ولا يكون القَسَمُ إلا بشيءٍ عظيم، وقد أقسَمَ الله بنفسِه في القرآن في سبعة مواضع، والباقي من القسم في القرآن قَسَمٌ بمخلوقاته، كما في استهلال هذه السورة، ونحوه: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1]، و﴿ وَالصَّافَّاتِ ﴾ [الصافات: 1]، ﴿ وَالشَّمْسِ ﴾ [الشمس: 1]، و﴿ وَاللَّيْلِ ﴾ [الليل: 1]، و﴿ وَالضُّحَى ﴾ [الضحى: 1]، وغير ذلك.

 

وفيما يتعلق بالذاريات: يقال: ذَرَتِ الريحُ الترابَ، تَذْرُوهُ ذَرْوًا، وتَذريهِ ذَرًّا، وعملية التذرية (deflation) هي إزالة الرواسب الناعمة من الغرين والطين والرمال بواسطة الرياح (winds)، وتؤدي هذه العملية إلى تغيير سطح الأرض.

 

فعلى سبيل المثال: أدت عملية التذرية إلى تكوين منخفض القطارة في مصر، الذي يبلغ قطره 250 كيلو مترًا، وعمقه 250 مترًا تحت مستوى سطح البحر.

 

والذاريات؛ أي: الصاعدات للذُّرى، والتي تذرو في طريقها الجزيئات التي تبعثرها وتخلخلها، حيث يصعد الهواء الساخن لأعلى، فتنخفض درجة حرارته ويقل ضغطه، فتتكون سحب بخار الماء حتى تصل إلى درجة التشبُّع، فتصبح السحابة في طبقات الجو العليا مكونة من بلورات من الثلج في أعلاها، ونقط من الماء في أسفلها، فإذا أضفنا إلى السحابة نويات التكاثف من الجسيمات الدقيقة التي تذروها الرياح من غبار الأرض وأتربتها، ورذاذ البحر، والرماد البركاني الذي تذروه الرياح، فحينئذٍ تمطر السحابة، ﴿ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾ فالحاملات الحبلى بالماء إن شاء الله، وتأتي باليسر والخير.

 

ويشير لفظ الذاريات إلى رياح سطحية، أعلى من المعتاد، وتسبِّب عواصفَ ترابيَّةً تدوم فترة طويلة، ويمكنها رفع وإثارة الرمال لمسافات طويلة. ويمكن أن تَرفع الرياحُ موادَّ من الأتربة وبخار الماء بتأثير القوى الصاعدة، ثم تقوم الرياح بنقل هذه الموادِّ من خلال قوى أفقية، وهذه العملية يشير إليها قوله تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾.

 

ونستنتج من القسم القرآني العطاءات العلمية الآتية:

1- قانون حركة الرياح بين صعود الهواء الساخن وهبوط الهواء البارد المصاحب للمطر.

 

2- عملية التذرية أحد العوامل المهمة المشكلة لسطح الأرض، باعتبارها عاملًا رئيسًا من عوامل التجوية الميكانيكية للصخور عبر تاريخ الأرض المقدَّر بآلاف الملايين من السنين.

 

3- أهمية نواتج التذرية من المواد الناعمة الدقيقة وبخار الماء كأنوية تكاثف تعمل على التأليف بين قطرات المطر، حيث تمثِّل لقاحاتٍ للسحب، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22].

 

القسم القرآني بالذاريات ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾

شكل (36): الرياح لواقح للسحاب.


القسم القرآني بالذاريات ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾

شكل (37): السحاب المسخَّر بين السماء والأرض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة