• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / مقالات


علامة باركود

اليخضور والنار

اليخضور والنار
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 24/1/2021 ميلادي - 10/6/1442 هجري

الزيارات: 6615

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اليخضور والنار


الشجر في القرآن:

بالبحث عن كلمة الشجر، وُجِد أنها ذُكِرت في مواضعَ تشير إلى شجر الرعي، وبيت النحل، وسجود الشجر لله، واخضرار الشجر الذي هو مصدر النار، وأخيرًا وصف شجرة الزقوم التي يأكُل منها الضالُّونَ في النار.

 

وقد ذُكرت كلمة "الشجرة" في القرآن ثمانيَ عشرةَ مرة، وذُكرت الكلمة في مَعرِض أمر الله لآدمَ وزوجه ألا يأكُلا من شجرة بعينها، وجاءت أيضًا في مقام المَثَل بالكلمة الطيِّبة والكلمة الخبيثة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 24 - 26].

 

وجاءت الشجرة وصفًا لشجرة الزيتون المباركة التي تنبُتُ في جبل الطور بسيناء، كما ذُكرت في القرآن شجرةٌ ذات نفع، وهي شجرة اليقطين (القرع).

 

وورَدَ ذِكر الكلمة في وصف شجرة الزقوم الخبيثة.

 

وأشار القرآن إلى شجرة الطاقة في قوله تعالى:﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 72].


وأَعظِمْ بشجرة تمت تحتها بيعةُ الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والأعظم منها الشجرة التي ذُكرت في قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35].


ومن وجوه الإعجاز العلمي في الأشجار في القرآن علاقة اليخضور والنار، وأهمية شجرتَي الزيتون واليقطين، وسيقتصر حديثنا عن النفطة الأولى.


أولًا: اليخضور والنار:

كما أن في الدم خلايا حمراءَ تلعب دورًا أساسيًّا في عملية التنفُّس في الإنسان، فإن في النبات مادةً شبيهة، إنها اليخضور أو "الكلوروفيل" التي تتكوَّن من البلاستيدات؛ أي: خلايا المادة الخضراء.


إن الله سبحانه وتعالى قد أَودَع في ذلك اليخضور سرًّا، جعله يقتنص طاقة الشمس ومكونات الهواء؛ ليحوِّله إلى مادة يدخرها النبات لينتج منها مصادر الطاقة اللازمة للحياة، فسبحان من خلق طاقة الحياة من شعاع الشمس ومن اليخضور في النبات!

 

حقًّا إن النبات الأخضر أعظمُ مصنعٍ للطاقة بتسخير الله؛ لأسباب عدة ليس للإنسان دخل فيها، ومن ثم لا جواب سوى القول: بل أنت يا رب في قوله تعالى: ﴿ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ﴾ [الواقعة: 72].

 

هو سبحانه وتعالى الذي أنزل من السماء ماء، فأحيا به الأرض الهامدة، فاهتزَّتْ ورَبَتْ وأنبتت الشجرَ الأخضر.

 

سبحان من جعل الأرض كِفاتًا للشجر حيًّا وميتًا!

سبحان من أَودع في الأرض سُننًا تحوِّل الشجر إلى مادة عضوية!

سبحان من بسننه تحوَّلت المادة العضوية إلى مصدر للطاقة!

انظر لتلك الشجرة، ذات الغصون النضرة

كم أنبَتتْ من حبة، وكيف صارت شجرة

من أنبتها؟ ذلك هو الله الذي أَنْعُمُه منهمرة.

 

إن عملية التمثيل الضوئي عملية باهرة حقًّا، فقد زوَّد الله سبحانه وتعالى النباتَ بصِبغ اليخضور في بنيات تسمى البلاستيدات، والبلاستيدات إما خضراء أو بيضاء أو ذات ألوان أخرى مبهجة، ويقوم اليخضور باصطياد أشعة الشمس، وكما هو معلوم فإن الماء يتكوَّن من غاز الأكسجين وغاز الأيدروجين ومكونات أخرى، وهنا تقوم طاقة الشمس بتحويل ذرات الأكسجين إلى أيونات الأكسجين ذات الشحنة السالبة، فينطلق الأكسجين عبر ثغور النباتات الخضراء في الهواء، وبذلك يتم الحفاظ على نسبة الأكسجين في الهواء، التي تفقد باستمرار في عمليات النشاط الحيوي كالتنفس.

 

أما الهيدروجين وهو الناتج الثاني من تأيُّنِ الماء، فيتحد مع ثاني أكسيد الكربون؛ ليمدَّ النبات بالسكريات والنشويات والكربوهيدرات وبعض البروتينات النباتية.

 

شكل (1): دورة ثاني أكسيد الكربون في الأرض


إن الكربون عنصر مهمٌّ للنبات، له دورة مخصوصة، فحينما يتحوَّل النبات عند جفافه إلى حَطَبٍ وقش وتِبن وخشب وفحم نباتيٍّ وفحم حجري، وتمد تلك المكونات الإنسانَ والأحياء بالطاقة اللازمة للحياة، وينتج من احتراقها ثاني أكسيد الكربون، الذي ينطلق في الغلاف الجوي ليعيد دورته العجيبة التي فيها يخرج الله النبات الحي من النبات الميت، وذلك من مكونات الهواء والماء.

 

كم تبلغ كمية الكربون التي يكونها النباتفي العام الواحد؟

خلال دورة الكربون لحفظ ثاني أكسيد الكربون، الذي يسبب تركيزه في الهواء بكثرة احتباسًا حراريًّا في هواء الأرض، تُرى بكم يشتري الناسُ تلك الأربعمائة مليار طن سنويًّا من الكربون التي تمثِّل المصدر الرئيسي للطاقة في العالم؟

 

ومن قدرة الله أن تجد تشابُهًا كبيرًا في تركيب الجزيء في كل من اليخضور في النبات والدم في الإنسان، مع فارق يكمن في استبدال عنصر الماغنسيوم في جزيء الهيموجلوبين بعنصر الحديد في جزيء اليخضور.

 

والبلاستيدات في النبات إما خضراء أو بيضاء أو ملونة، وتقوم تلك البلاستيدات باصطياد طاقة الشمس؛ لتحوِّل الماء إلى أيونات الأيدروجين والأكسجين، وينطلق الأكسجين في الهواء، ويتفاعل الأيدروجين مع ثاني أكسيد الكربون، الذي يتنفَّسُه النبات ليكون السكريات والنشويات والكربوهيدرات.

 

ومن بديع صنع الله أن يتكون الغلاف الصخري أولًا؛ لأنه الوسط الذي تنمو عليه النباتات، ثم يعقبه في الخلق تكوُّنُ الغلاف المائي، الذي تعتمد عليه جميعُ الأحياء، ومنها النبات، الذي بدوره يُطلِق في الجو الأكسجين أثناء عملية التمثيل الضوئي.

 

والشجر يبهج العينَ بخُضْرتِه، ويسُرُّ النفس ببهجته، ويثير العقل بأسراره، والشجر مصنع الطاقة الكبير، وفي ذلك المصنع تتم واحدة من أهم العمليات، إنها عملية التمثيل الضوئي، ويتم ذلك في دورة عجيبة، هي دورة الكربون في الطبيعة، فيها ينتج الكربون -14 من النيتروجين في الغلاف الجوي بواسطة الأشعة الكونية، ويتحد الكربون بدوره مع أكسجين الهواء مكوِّنًا ثاني أكسيد الكربون ومركبات الكربون، التي تكون مخزون الكربون في الغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الحيوي، ويؤدي تحلُّلُ وحرق النباتات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الجو.

 

إنها عملية يدخل فيها الماء الذي يمتصه النبات من التربة مع ثاني أكسيد الكربون الذي يأخذه الشجر من الجو، ويتفاعلان في وجود ضوء الشمس ليكوِّنا الأكسجين ومادة النشا (الكربوهيدرات)، وفقًا للمعادلة التالية:

6CO2 + 6 H2O à C6H2O6 +6 O2

 

أي: كربون وماء يعطيانِ أكسجين وموادَّ كربوهيدراتية.

 

وهكذا ينقى الهواء من ثاني أكسيد الكربون، الذي يؤدي تركيزه في الجو إلى ارتفاع درجة الحرارة، في عملية تسمَّى بالاحتباس الحراري، وينطلق الأكسجين اللازم لتنفس الكائنات، وتنتج مصادر الطاقة المختزنة في النبات على هيئة فحم حجري، وبترول سائل، وغاز طبيعي، وفي تلك العملية يتم تركيز الكربون داخل خلايا الشجر الأخضر باستمرار، ويستخلص النبات - كما قلت من قبل - ما مقداره 400 مليار طن من الكربون الموجود في غاز ثاني أكسيد الكربون، ويخزنها في أنسجة النباتات كل عام.

 

فهل للإنسان دخلٌ في إرسال أشعة الكون، وهل له دور في اندماج الذرات حتى أعطت ذرةالكربون؟! من المؤكَّد أن قصارى جهد الإنسان قد انحصر في معرفة تكوين ثاني أكسيد الكربون من ذرات العنصرين الكربون والأكسجين.


وهل تدبَّر الإنسان في بديع خلق الله في مادة اليخضور، التي عن طريقها تم اختزان الكربون في أنسجة الشجر الأخضر، الذي هو مصدر الطاقة الأساسي في العالم؟

 

يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 21، 22].

 

وهنا نتدبَّر الترتيب المعجز في الإشارة إلى أغلفة الأرض في ضوء ما توصَّلَ إليه العلم الحديث.

 

الماء سابقٌ في وجوده على الأرض لخلق جميع أحيائها، والنبات سابق في وجوده لخلق الحيوان، وكلاهما سابق في وجوده لخلق الإنسان، والحكمةُ من ذلك جلية واضحة؛ وذلك لأن النبات لعب - ولا يزال يلعب - الدور الرئيسي في إمداد الغلاف الغازي للأرض بالأكسجين؛ لأنه المصنع الذي تتخلق فيه الجزيئات العضوية اللازمة لبناء أجساد كلٍّ من النبات والحيوان والإنسان؛ ومن هنا كان اعتماد كلٍّ من الإنسان والحيوان في غذائه أساسًا على النبات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة