• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ حنافي جوادأ. حنافي جواد شعار موقع الأستاذ حنافي جواد
شبكة الألوكة / موقع أ. حنافي جواد / قصص ومسرحيات


علامة باركود

الضربة القاضية (قصة قصيرة جدًّا)

الضربة القاضية
أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 10/12/2011 ميلادي - 14/1/1433 هجري

الزيارات: 18086

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الضربة القاضية

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)


1. ونِعمَ الإرث!

انطلق بخطًى سريعة كالبرَق، عسى أن يُدركَ صلاةَ الظهر مع الجَمَاعة - في مسجدٍ قديمٍ جدًّا، تَتَداعَى جُدرانُه...

 

بمجرَّد وصولِه المسجدَ وجَد الجماعة قدِ انفضَّتْ، وقصعة الكُسْكُسِ قدْ لُعِقت.

 

وكان ندمُه عليها شديدًا وحزنه مريرًا، وخصوصًا لمَّا علِم أنها - كانتْ - قصعة ساخِنة مرفوعة الهامَّة، تتفطَّر منها اللذَّة تفطرًا.

 

ثم قصَد بيتَه فضرَب زوجتَه وضرَب أبناءَه وكسَر كلَّ صحن وجدَه، إلاَّ قصعة في الرُّكن وَرِثها عن أجداده.

 

• قال الراوي: ونعمَ الإرث!


2. سعيدٌ:

ولَمَّا أشرَفَ على سنِّ التقاعد، وأزِفَ موعدُ رحيله عن زُملائه، وجدران المؤسَّسة، وقاعة الأساتذة، غمَرَه فرحٌ عظيم، وسرورٌ جميل، ودِفءٌ طَلٌّ غزير.

 

فلم يبقَ مِن أيَّام عمله سوى بِضعةِ أيام، يعدُّها بسُبحةٍ يضعُها على مكتبِه القديم؛ ليتركَ مجال التربية والتعليم، الذي قضَى فيه أربعين سَنَةً، ويتخلَّص من الجذور المربَّعة والحساب المُثلثيِّ، ومبرهنة طاليس، ومُشاكِسي الفصل ومُشاغِبيهم.

 

وقُبَيل يومٍ واحد مِن تقاعدِه استفزَّه تلميذ استفزازًا خطيرًا، فوكَزه فمات فورًا!

 

وزُجَّ بالأستاذ في السجن محكومًا عليه بعشرين سَنةً نافدة.

 

• قال الراوي: ومِن القوَّة ما قتَل!


3. فيا سبحان الله:

طَرَق أبوابَ جُلِّ الحُكماء في المشرقِ والمغربِ وبلادِ العجَم، عسى أن يَجِدَ لمرضِه العصيِّ علاجًا.

 

فقدْ أنفق الملايين مِن الدولارات، وأتعبتْه كثرةُ الزيارات، والتنقُّلات والسؤالات - التي تُطرح عليه بعدَ كلِّ زيارة.

 

فشاءَ اللهُ أن يُرزقَ بمولود، كان وجودُه سببًا في شفائِه وسعادتِه.

 

فشُفِي وسَعِد.

 

وعرفتُ ابنه طبيبًا بارعًا في تخصُّصٍ دقيق جدًّا، مشهودًا له بالتفوُّق والحنكة والإخلاص، استفاد مِن خبرته أهلُ الغربِ ولم يَقْدُرْه مسؤولو الشرق، فتُوفِّي الابن الطبيبُ وعاشَ أبوه مِن بعده عشرين سَنَةً.

 

• قال الراوي: فيا سبحان الله!


4. أحلام سياسية:

بمُجرَّدِ تناولِه وُجَيبة أشبهَ ما تكون بعَشاء، انطلق على جَناحِ السُّرعة، قاصدًا ركنَ الكوخ الذي يَشترك فيه مع خالتِه وأبنائها.

 

خَلَد إلى فِراشِه عسى أن يحلُم حلمًا، يَحكيه لأخٍ له، في الدِّين؛ يحبُّ الأحلامَ وتفسيرَها..

 

ونَسِي غَسْلَ أسنانه القديمة المهترِئة، فغطَّى جسَدَه النحيل، برداءٍ ممزَّقةٍ أطرافُه، تفوح منه رائحةُ الفقر ممتزِجة برائحةِ العِطر!

 

قال الراوي: رحمه الله! لقدْ كان رجلاً كريمًا بارًّا بخالته، اغتيل لأنَّه يحلُم أحلامًا سياسيَّة.

 

5. القعقاع:

قصَد "القعقاع" السوقَ الأسبوعيَّة وهو كسلانُ ظمآن، في قبضةِ كفِّه لائحةٌ طويلٌ ذيلُها، أعدَّتها له زوجتُه "نُسَيمة" الملقَّبة بـ"قصيرة"؛ نِسبةً لقصرها.

 

أخَذ "القعقاع" اللائحةَ يجتهد في قِراءتها وفكِّ شفراتها، فهبَّتْ ريحٌ فأخذت معها اللائحةَ وورقةً نقدية، فرجَع إليها - مسرعًا - بغير ما طلبتْ.

 

فسمعْنا - نحن جيرانَه - صياحَه وبكاءَه، فتدخَّلنا لنُصلح، فقام إلينا يُرغي ويُزبِد، يَسبُّنا ويَشتُمنا، فضحِكتْ زوجتُه - حتى بدَتْ لنا أضراسُها السوداء!

 

وقالت: هذا هو حالُ الأغبياء.

ثم مَدَّتْ يدها مدًّا.

وقدَّمتْ له سلسلةً مِنَ الصَّفعات.

سَمِعها سكَّانُ العمارةِ كلُّهم.

 

قال الراوي: رأيتُ "القعقاع" يعانق لقلاقًا جريحًا في الحديقة البعيدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قصة ضربة القاضية
TAHA TAHA - الجزائر 05-01-2015 09:12 PM

قصة الضربة القاضية أعجبتني كثيرا أريد طبعها من الطابعة

سكرتير التحرير:

شكرا للتعليق ويمكنك طباعة المادة مباشرة عن طريق الضغط على أيقونة (نسخة ملائمة للطباعة) أعلاه.

 

1- ما أجمل الموقع
فاطمة الزهراء - المغرب 02-04-2013 10:33 PM

حكاية أو قصة جد جد جد رائعة أعجبتني كثير كثير وأتمنى لكم التقدم في عملكم وشكرا جزيل الشكر

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • ملف التربية
  • ملف ثقافة وفكر
  • ملف القيم
  • مقالات علمية
  • قصص ومسرحيات
  • نظرات وخواطر
  • دروس وملخصات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة