• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ حنافي جوادأ. حنافي جواد شعار موقع الأستاذ حنافي جواد
شبكة الألوكة / موقع أ. حنافي جواد / قصص ومسرحيات


علامة باركود

البوعار

أ. حنافي جواد


تاريخ الإضافة: 21/6/2017 ميلادي - 26/9/1438 هجري

الزيارات: 8640

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة

(البوعار)[1]

 

صاحتْ في وجهه زوجتُه "القصيرةُ"، فسمِعها كلُّ سكان العمارة، قائلةً:

يا "وجه القمقوم"، أَخْرِجْ هذه القمامة!

لم يَنبِسْ ببنتِ شفةٍ، ولم يُتمتمْ؛ لأنه يَعلَم أن كلمة واحدةً قد توقِع به في ضَنْكٍ وشقاءٍ أيامًا ولياليَ ذواتِ عددٍ، وهو الشَّهْم الذي يُحسَب له ألفُ حسابٍ في الإداراتِ واللقاءاتِ والتجمعاتِ، مُتخصصٌ في الإهاناتِ وخُنُوز اللسان!

 

أخذَ رُكامَ القماماتِ يُوزِّع أكياسَها على أصابعه؛ من معلبات أكلٍ وشربٍ، وحَلْوى وكُمَّثْرى، ولحمٍ فاسد، وسمكٍ يُزكِمُ الأنوفَ، رأيته يَلبَس (شورتا)[2] و(صاندالة)[3]، وفي يده مفاتيحُ باب العمارةِ والإدارة، وأسرار الخزائن.

انطلقَ متمايلًا كالسكران؛ لكثرةِ الرُّكام، وغَلبةِ النوم والأيام!

 

قصدَ حاويةَ القمامةِ الكبيرةِ في الدَّرب الموالي، قُبالةَ صيدليةِ الحراسةِ، فألقى كلَّ شيءٍ حتى مفاتيحه، فصُدِم وتيقَّظَ وشَمَّر، ووقعَ شيءٌ في نفسه...

حلَّ عُمَّالُ النظافةِ صباحًا، فحسِبوه (بُوعارًا)، فوبَّخوه؛ لأنَّه يُبعثر الأزبال هكذا وهكذا، وكان يبحث عن مفاتيح الخزائن...

 

فلما عرَفوه اعتَذروا منه واستَوقَفوه، وتكفَّل بعضُ المتملِّقين بعملية التنقيبِ، فناداهم منادٍ من الشاحنة: أيها العُمال، إنا قد تأخَّرنا، هيَّا بنا، فالتقطُوا الإشارةَ وهبُّوا هَبَّةَ رجلٍ واحدٍ، وتَسلَّقوا وانطلَقوا...

فعاد صاحبُنا يَجُرُّ ذيولَ الإهانة والمذلَّة والخِزي عالقًا أمامَ باب العمارة...

قال الراوي الغرَّاق: بِعْتُه طنًّا لحمًا - بين مفروم وذي عَظْمٍ - مُدةَ إقامتِه بالمدينة، ولَمْ يُؤدِّ من دَيْنِه سنتيمًا.



[1] بالدارجة المغربية: الباحث في الأزبال، يَجمَع الزجاج والبلاستيك والمخلفات التي يَستفيد منها...

[2] بِنطال قصير يمتدُّ إلى الرُّكبة أو فوقها: شُورت سباحة.

[3] حذاء بلاستيكي يُستعمل في البيت يتميزُ بالخفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • ملف التربية
  • ملف ثقافة وفكر
  • ملف القيم
  • مقالات علمية
  • قصص ومسرحيات
  • نظرات وخواطر
  • دروس وملخصات
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة