• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثالثة والخمسون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عمرو بن العاص

ابن وائل السهْمي القرَشي، أبو عبدالله، أسلم قبل الفتْح، وقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة المدينةَ مسلمينَ، فلمَّا دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها))، وكان إسلامُهم قبل الفتح بستة أشهر.

 

كان مِن دهاة العرَب، وأكثرها حصافة، وأرجحهم عقلاً، قال عنه الشعبي: إنه للمعضلات، بعد أن عده في أربعة، هم دهاة العرب، وكان شاعرًا وشجاعًا.

 

وقد كان تأخُّر إسلامه يدْعو للعجب مع ما له من رأي وتفكير، وقد سئل عن ذلك كما روى الزبير بن بكار: أن رجلاً قال لعمرو: ما أبطأ بك عن الإسلام، وأنتَ أنتَ في عقلك؟ قال: إنا كنَّا مع قوم لهم علينا تقدُّم، وكانوا ممن توازي عقولُهم الجبال، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكروا عليه، فلُذْنا بهم، فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا، نظرنا وتدبَّرْنا، فإذا حق بَيِّن، فوقع في قلبي الإسلام، فعرفتْ قريش ذلك مني؛ من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه، فبعثوا إليَّ فتى منهم فناظرني في ذلك، فقلت: أنشدك الله ربَّك ورب من قبلك ومن بعدك، أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال: نحن أهدى، قلت: فنحن أوسع عيشًا؟ أم هم؟ قال: هم، قلت: فما ينفعنا فضلنا عليهم إنْ لَم يكن لنا فضل إلا في الدنيا، وهم أعظم منا فيها أمرًا في كل شيء، وقد وقع في نفسي أن الذي يقوله محمدٌ من أن البعث بعد الموت ليجزى المحسن بإحسانه، والمُسيء بإساءَتِه، حقٌّ، ولا خير في التمادي في الباطل.

 

ويظهر أن عمرو بن العاص كان قد وَقَرَ الإسلام في نفسه قبل أن يعلن ذلك بمدة، إلا أنه أراد أن يزداد اقتناعًا، فقد روي أن النجاشي قال له: يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك، فوالله إنه لرسول الله حقًّا؟! قال: أنت تقول هذا؟ قال: إي والله، فأطعني، ويُروى أن هذا القول قد كان أحد الأسباب في إسلامه.

 

قال ابن حجر في الإصابة: ولَمَّا أسلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرِّبه ويدنيه؛ لمعرفته وشجاعته، وولاَّه غزوة ذات السلاسل، وأمَدَّه بأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجرَّاح، ثم استعمله على عمان، فمات وهو أميرها، ثم كان من أمراء الأجناد في الجهاد بالشام في زمن عمر، وهو الذي افتتح قنسرين، وصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية، وولاَّه عمر فِلَسْطين.

 

أخرج ابن أبي خيثمة من طريق الليث، قال: نظر عمر إلى عمرو يمشي، فقال: ما ينبغي لأبي عبدالله أن يمشي على الأرض إلا أميرًا، وقال إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن قبيصة بن جابر: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلاً أبين قرآنًا، ولا أكرم خُلُقًا، ولا أشبه سريرةً بعلانية منه، وأخرج أحمد والنسائي بسندٍ حَسَن عن عمرو بن العاص، قال: بعث إليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((خذ عليك ثيابك وسلاحك ثم ائتني))، فأتيته فقال: ((إني أريد أن أبعثك على جيش فيُسلِّمك الله ويُغنِمك، وأرغب لك في المال رغبة صالحة))، فقلت: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال؛ بل أسلمت رغبة في الإسلام، قال: ((يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح)).

 

وأخرج أحمد والنسائي بسند حسن عن عمرو بن العاص، قال: فزع أهل المدينة فزعًا فتفرقوا، فنظرت إلى سالم مولى أبي حذيفة في المسجد عليه سيف مختفيًا، ففعلتُ مثله، فخطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ألا يكون فزعكم إلى الله ورسولِه؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟)).

 

وولي عمرو إمرة مصر في زمن عمر بن الخطاب، وهو الذي افتتحها، وأبقاه عثمان قليلاً، ثم عزله وولى عبدالله بن أبي سرح، وكانت ولايته مصر في زمن عثمان نحوًا من أربع سنين، وقد التحق بمعاوية، وأخيرًا سار في جيشٍ جهَّزه معاوية إلى مصر، فوليها لمعاوية، ولم يزل بها حتى مات.

 

وقد بعث الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن العاص إلى صنم هذيل المسمى (سواعًا) لهدمه، ففعل، ثم أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أميرَي عمان برسالة، فدعاهما إلى الإسلام، وقد وفِّق في مُهمته كثيرًا.

 

ولعمرو فضلٌ ومزايا، ولما حضرته الوفاة بكى، فقال له ابنه عبدالله: لِمَ تبكي؟ أجزعًا من الموت؟ قال: لا والله، ولكن لما بعده، فقال له: قد كنتَ على خير، فجعل يذكِّره صُحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتوحه الشام، فقال له عمرو: تركت أفضل من ذلك؛ شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاث أطباق، ليس منها طبق إلا عرفت نفسي فيه: كنت أول شيء كافرًا، فكنت أشد الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلو متُّ يومئذٍ وجبتْ لي النار، فلما بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت أشد الناس حياء منه، فما ملأتُ عيني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياءً منه، فلو مت يومئذٍ قال الناس: هنيئًا لعمرو، أسلم وكان على خير، ومات على خير أحواله؛ فتُرجى له الجنة.

 

ثم بُلِيتُ بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعليَّ أم لي، فإذا مت فلا يبكين عليَّ باكية، ولا يتبعني مادح ولا نار، وشدوا عليَّ إزاري فإني مخاصَم، وشنوا عليَّ التراب شنًّا؛ فإن جنْبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبْري خشبة ولا حجرًا، وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها بينكم؛ استأنس بكم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة