• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثالثة والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9475

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قدَّمْنا في الحلقة الماضية شيئًا عن الشهيد حمزة بن عبدالمطلب، والمناظرة التي جَرَتْ بين المسلمين وبين وفْد المشركين أمام النجاشي، وفي هذه الحلقة تكملة لذلك الحديث:

ثم إنَّ وفد المشركين أراد أن يُوغِر صدر الملِك على المسلمين، فقال: إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيمًا، وإنهم يزعمون أنَّه عبد.

 

واستدْعى النجاشيُّ المسلمين فسألهم رأيَهم في عيسى - عليه السلام - فقال جعفر: نقول فيه الذي جاء به نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: هو عبدُ الله ورسوله، ورُوحُه وكلمتُه ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فضرب النجاشيُّ إلى الأرض، فأخذ منها عودًا، ثم قال: والله ما عدَا عيسى ابن مريم ما قُلْتَ هذا العود، فتناخرتْ بَطارقتُه حولَه حين قال ما قال، فقال: وإن نَخِرْتم واللهِ، اذهبوا فأنتم سُيومٌ بأرضي - يعني: آمنين - مَن سبَّكم غُرِّم، مَن سبَّكم غُرِّم، مَن سبَّكم غُرِّم، ما أحبُّ أن لي دَبْرًا من ذهب (جبلاً من ذهب) وأني آذيتُ رجلاً منكم.

 

وتحقَّقتِ الغلبة للمسلمين في هذه المناظرة التي قام بها نيابةً عن المسلمين جعفرٌ، وانتصر فيها، ومثَّل المشركين فيها عمرُو بن العاص الداهية المحنَّك، ولكن نور الحق غَلَب أوهامَ الضلال.

 

وما فتئ حمزة مناصرًا للرسول - صلى الله عليه وسلم - مجاهدًا في سبيل الله، حتى قُتِل غدرًا بمؤامرة من المشركين، وحدَّثَ وحشيٌّ عن قتْله لحمزة، قال:

كنتُ غلامًا لجُبَير بن مطعم، وكان عمُّه طعيمة بن عدي قد أُصِيب يومَ بدر، فلما سارتْ قريش إلى أُحد، قال لي جُبَير: إن قتلتَ حمزة عمَّ محمد بعمِّي فأنت عتيق، قال: فخرجتُ مع الناس، وكنت رجلاً حبشيًّا، أقذِف بالحربة قذفَ الحبشة، قلَّما أُخطِئ بها شيئًا، فلما الْتقى الناس خرجتُ أنظر حمزة وأتبصَّره، حتى رأيتُه في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهدُّ الناس بسيفه هدًّا ما يقوم له شيء، فواللهِ إني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة أو حجر؛ ليدنوَ مني، إذ تقدمني إليه سباعُ بن عبدالعزى، فلمَّا رآه حمزة قال له: هلمَّ إليَّ يا ابن مقطعة البظور، قال: فضرَبَه ضربة كأن ما أخطأ رأسَه، قال: وهززتُ حرْبَتي حتى إذا رضيتُ منها، دفعتُها عليه، فوقعت في ثُنَّتِه حتى خرجتْ من بين رجليه، وذهب لينوءَ نحوي، فغُلِب، وتركته وإياها حتى مات، ثم أتيتُه فأخذت حرْبتي، ثم رجعتُ إلى العسكر فقعدتُ فيه، ولم يكن لي بغيره حاجة، وإنما قتلتُه لأعتق، فلمَّا قدمت مكة أعتقتْ، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الطائف، فمكثتُ بها، فلما خرج وفْدُ الطائف إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعيَّت عليَّ المذاهب، فقلت: ألْحق بالشام أو اليمن، أو ببعض البلاد، فواللهِ إني لفي ذلك من همِّي، إذ قال لي رجل: وَيْحَك، إنه واللهِ ما يقتل أحدًا من الناس دخل في دِينه، وتشهَّد شهادته، فلمَّا قال لي ذلك، خرجتُ حتى قدِمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فلم يَرُعْه إلا بي قائمًا على رأسه أتشهَّد بشهادة الحق، فلما رآني قال: أَوَحشيٌّ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: اقْعُد فحدِّثْني كيف قتلت حمزة، فحدثتُه، فلما فرغت مِن حديثي قال: ويحَك غيِّب عني وجهك فلا أرينك، قال: فكنتُ أتنكب رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كان؛ لئلاَّ يراني حتى قبضَه الله - عزَّ وجلَّ.

 

وجاءتْ حروب الرِّدَّة، وخرج وحشيٌّ لحرب مُسيلِمة الكذَّاب، واشترك وحشيٌّ في قتله بنفس الحَرْبة التي قتل بها حمزة، وقد كان حمزة يومَ أحد يقاتل بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - بسيفَين، فقال قائل: أيْ أسد! فبينا هو كذلك إذ عثر عثرةً وقع منها على ظهره، فانكشفت الدِّرْع عن بطنه فطعَنَه وحشي بحرْبة فأنفذه، وقد مثَّل به المشركون تمثيلاً شنيعًا، فقد بقروا بطنَه، وقطعوا أذنيه، وجدعوا أَنفَه، وأخرجت هندُ بنت عتبة كبدَه فلاكتها ثم لفظتها، ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما صنع المشرِكون بحمزة قال: لئن ظفرتُ بقريش لأمثلنَّ بثلاثين منهم، فأنزل الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ [النحل: 126 - 127].

وقد رثاه كعبُ بن مالك، وقيل عبدالله بن رَوَاحة:

بَكَتْ عَيْنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا
وَمَا يُغْنِي الْبُكَاءُ وَلاَ الْعَوِيلُ
عَلَى أَسَدِ الْإِلَهِ غَدَاةَ قَالُوا
لِحَمْزَةَ ذَاكُمُ الرَّجُلُ الْقَتِيلُ
أَُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِهِ جَمِيعًا
هُنَاكَ وَقَدْ أُصِيبَ بِهِ الرَّسُولُ
أَبَا يَعْلَى لَكَ الْأَرْكَانُ هُدَّتْ
وَأَنْتَ الْمَاجِدُ الْبَرُّ الْوَصُولُ
عَلَيْكَ سَلاَمُ رَبِّكَ فِي جِنَانٍ
يُخَالِطُهَا نَعِيمٌ لاَ يَزُولُ
أَلاَ يَا هَاشِمَ الْأَخْيَارِ صَبْرًا
فَكُلُّ فِعَالِكُمْ حَسَنٌ جَمِيلُ
رَسُولُ اللَّهِ مُصْطَبِرٌ كَرِيمٌ
بِأَمْرِ اللَّهِ يَنْطِقُ إِذْ يَقُولُ
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي لُؤَيًّا
فَبَعْدَ الْيَوْمِ دَائِلَةٌ تَدُولُ
وَقَبْلَ الْيَوْمِ مَا عَرَفُوا وَذَاقُوا
وَقَائِعُنَا بِهَا يُشْفَى الْغَلِيلُ
غَدَاةَ ثَوَى أَبُو جَهْلٍ صَرِيعًا
عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَائِمَةً تَجُولُ
وَعُتْبَةُ وَابْنُهُ خَرَّا جَمِيعًا
وَشَيْبَةُ عَضَّهُ السَّيْفُ الصَّقِيلُ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة