• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الثانية والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9030

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم

 

أبو عمارة، عمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرَّضاعة، أسدُ الله وأسدُ رسوله، لقَّبه بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المتقدِّمين إسلامًا، لازم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهاجر إلى المدينة.

 

بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أوَّل سرية بعثها إلى سِيف البحر من أرض جهينة في السَّنة الثانية من الهجرة، وشهد بدرًا، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، وقَتَل عُتبةَ بن ربيعة بعد أن بارزَه، وشهد أحدًا، وكان له فيها صولات وجولات، أبْدَى فيها من ضروب البسالة الشيءَ الكثير، وأرهب المشركين، وقتل ثلاثين شخصًا من المشركين قبل أن يقتلَه وَحْشيُّ بن حرب الحبشيُّ على غِرَّة.

 

عندما أسلم حمزةُ قَوِي به جانبُ المسلمين، وكان لهم قوَّة ذات خطر، ووقع إسلامه على الكفَّار وقْعَ الصاعقة؛ وذلك لِمَا عُرِف به من الشجاعة والإقدام، ولِمَا له من المنزلة في قومه، وكان سببُ إسلامه لا يخلو من غرابة.

 

كان أبو جهل من أشدِّ الناس إيذاءً للرسول - صلى الله عليه وسلم - فمرَّ ذات يوم بالرسول عند الصَّفَا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعضَ ما يكره من العَيْب لدِينه، والتضعيف لأمره، فلم يُكلِّمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مولاةٌ لعبدالله بن جدعان تسمع ذلك، وكان حمزةُ في القَنَص[1] على عادته، ولَمَّا قدِم طاف بالبيت كما هي طريقته، وكان قبلُ يمرُّ بأندية قريش، فيسلِّم عليهم ويتحدَّث معهم، وهو أعزُّ فتًى من قريش، وأشده شكيمة، وفي هذه المرَّة اختلفت طريقته بعد أن أعلمتْه مولاة ابن جدعان بما عمله أبو جهل مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقام مِن تَوِّه غاضبًا؛ ثأرًا للرسول، يريد أن يُوقِع بأبي جهل، وقصده في أحد أندية قريش في المسجد الحرام، حتى إذا قام على رأسه رَفَع القوسَ فضربه بها فشجَّه شجةً منكرة، ثم قال: أتشتمه وأنا على دِينه، أقول ما يقول؟! فرُدَّ ذلك عليَّ إن استطعت، فقام رجالٌ من بني مخزوم إلى حمزة؛ لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله قد سببتُ ابن أخيه سبًّا قبيحًا، وتمَّ حمزة على إسلامه، وعلى ما تابع عليه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله، فلما أسلم عرفتْ قريش أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفُّوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.

 

وقال حمزة يذكُر إسلامه:

حَمَدْتُ اللَّهَ حِينَ هَدَى فُؤَادِي
إِلَى الْإِسْلاَمِ وَالدِّينِ الْحَنِيفِ
لِدِينٍ جَاءَ مِنْ رَبٍّ عَزِيزٍ
خَبِيرٍ بِالْعِبَادِ بِهِمْ لَطِيفِ
إِذَا تُلِيَتْ رَسَائِلُهُ عَلَيْنَا
تَحَدَّرَ دَمْعُ ذِي اللُّبِّ الْحَصِيفِ
رَسَائِلُ جاءَ أَحْمَدُ مِنْ هُدَاهَا
بِآيَاتٍ مُبَيَّنَةِ الْحُرُوفِ

 

أسلم حمزة، فكان قويًّا في إيمانه، ثابتًا في يقينه، صادقًا في جهاده، وكان مشركو قريش يرَوْن أنَّ أمر الإسلام قد استفحل، وأنَّ أوثانهم كلَّ يوم في إدبار وهوان، فهالهم ذلك، وصمَّموا على القضاء على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وآذَوْهم أشدَّ الإيذاء.

 

ورأى الرسولُ أن يكون أصحابه في مأمن مِن عدوان المشركين ومؤامراتهم، فأمرهم بالهِجرة إلى الحبشة، وبقِيَ بعضُ الصحابة إلى جانب الرسول، ومنهم حمزة، إلاَّ أن المشركين لم يَرُقْ لهم ذَهاب أولئك النفر الفارِّين بدِينهم عن الشِّرك، فبعثوا وفدًا معه هدايا يفاوض النجاشيَّ لإرجاع المسلمين المهاجرين، وتسليم الفارين، واجتمع الوفدان أمامَ النجاشي للمناظرة، ولكي تُعرِب كلُّ فئة عن رأيها، وتذكُر حُجَّتها، وما تؤاخذ به الفئة الثانية، وتجري مناظرةٌ بين المسلمين، ويمثِّلهم جعفر بن أبي طالب، وبين وفْد المشركين، يمثِّلهم الداهيةُ عمرو بن العاص، ويحاول المشرِكون أن يرجعوا بالمسلمين مرغمين؛ ليَصِلوا إلى مآربهم، إلاَّ أنَّ محاولتهم قد باءتْ بالفشل، وأفصح جعفرٌ عن الحق، وأبان الحُجَّة الواضحة، ووقف ملِكُ الحبشة في النهاية إلى جانب المسلمين، وردَّ هدايا المشركين، فرجعوا بخُفَّيْ حُنين.

 

وإليك ما دار بين مَلِك الحبشة، وبين جعفر في هذه المناظرة المثيرة:

قال النجاشي: ما هذا الدِّين الذي قد فارقتم فيه قومَكم، ولم تدخلوا به في دِيني، ولا في دين أحدٍ من هذه المِلل؟ فكلَّمه جعفرٌ قائلاً: أيها الملِك، كنَّا قَومًا أهلَ جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل المَيْتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسيء الجِوار، ويأكل القويُّ منَّا الضعيف، فكنَّا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منَّا، نعرف نَسَبه وصِدْقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله؛ لنوحِّدَه ونعبده، ونخلعَ ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرَنا بصِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وصِلة الرحم، وحُسْن الجوار، والكفِّ عن المحارم والدِّماء، ونهانا عن الفواحش، وقوْل الزور، وأكْل مال اليتيم، وقذْف المحصنات، وأمرنا أن نعبدَ الله لا نشرك به شيئًا، وأمَرَنا بالصلاة والزكاة والصيام - فعدَّد عليه أمورَ الإسلام - فصدقْناه، وآمنا به، واتبعْناه على ما جاء به مِن الله، فعبدْنا الله وحدَه، فلم نشرك به شيئًا، وحرَّمْنا ما حرَّم علينا، وأحلَلْنا ما أحلَّ لنا، فعدَا علينا قومُنا، فعذَّبونا وفتنونا عن دِيننا؛ ليردُّونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحلَّ ما كنا نستحلُّ من الخبائث، فلمَّا قهرونا وظلمونا، وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين دِيننا، خرجْنَا إلى بلادك، واخترناك عمَّن سواك، ورغِبْنا في جوارك؛ ورجوْنا ألاَّ نُظلمَ عندك أيها الملِك.

فقال له النجاشي: هل معك ممَّا جاء به عن الله مِن شيء، فاقرأه عليَّ؟ فقرأ عليه صدرًا من ﴿ كهيعص ﴾، فبكى النجاشيُّ حتى اخضلَّتْ لحيته، وبكتْ أساقفتُه حتى اخضلُّوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلاَ عليهم، ثم قال لهم النجاشيُّ: إنَّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرجُ مِن مشكاة واحدة، انطلقوا، فلا واللهِ لا أُسْلِمهم إليكم ولا يكادون.


[1] القنص: الصيد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة