• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

نور على الدرب

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 21/8/2010 ميلادي - 11/9/1431 هجري

الزيارات: 12969

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغزل:

المتفائل يقول عن المرأة: إنَّها ريحانةٌ من الرياحين، ودُرَّة نادرة، ولؤلؤة غالية، وما الحياةُ لولا المرأة تزينها، وتُعين على الخلاص مِن مشاكلها، وتؤنِس الحزين، وتسلِّي المهموم، وهي الأمُّ والبنت، والأخت والزوج، فلولاها لانقَرض النسل، وفَنِي البَشَر.

 

أما المتشائم فيَرميها بأقذعِ النعوت، ويَصفُها بأسوأ الأوصاف، فهي عندَه عقرب، وشوكة وأفعى، وهي غادرةٌ لا وفاءَ لها، متقلِّبة لا ثباتَ عندها تُفْشي السِّرّ، ولا تحسن الاختيار، ولا يُركَن لها في أمر، ولا يُوثق بها على أيِّ حال، وفي هذا مِن التجنِّي الشيءُ الكثير، وليس النساءُ مستويات، ولسنَ مِن العيوب مبرآت.

 

قال الشاعر:

بَيْضَاءُ نَاصِعَةُ الْبَيَاضِ كَأَنَّهَا
قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحَ لَيْلٍ مُبْرِدِ
مَوْسُومَةٌ بِالْحُسْنِ ذَاتُ حَوَاسِدٍ
إِنَّ الْحِسَانَ مَظِنَّةٌ لِلْحُسَّدِ
وَتَرَى مَآقِيَهَا تُقَلِّبُ مُقْلَةً
حَوْرَاءَ تَرْغَبُ عَنْ سَوَادِ الْإِثْمِدِ
خَوْدٌ إِذَا كَثُرَ الْحَدِيثُ تَعَوَّذَتْ
بِحِمَى الْحَيَاءِ وَإِنْ تُكَلِّمْ تَقْصِدِ

 

♦ روى الحسن بن مخلد قال: أنشد إبراهيمُ بن العبَّاس قولَ العباس بن الأحنف:

إِنْ قَالَ لَمْ يَفْعَلْ وَإِنْ سِيلَ لَمْ
يَبْذُلْ وَإِنْ عُوتِبَ لَمْ يَعْتِبِ
صَبٌّ بِهُجْرَانِي وَلَوْ قَال لِي
لاَ تَشْرِبِ الْبَارِدَ لَمْ أَشْرَبِ

 

فقال: هذا والله الشِّعر الحسن المعنى، السهل اللفظ، العذب المستمتع، القليل النظير، ما سمعتُ كلامًا أجْزل منه في رقَّة، ولا أسهل في صعوبة، ولا أبلغ في إنصاف مِن هذا، فقال له الحسن: كلامُك - والله - أحسنُ مِن شعره.

 

♦ أنشد بشَّار قولَ المجنون:

أَلاَ إِنَّمَا لَيْلَى عَصَا خَيْزُرَانَةٍ
إِذَا غَمَزَتْهَا الْكَفُّ فَهْيَ تَلِينُ

 

فقال: والله لو جعلها عصا مخٍّ أو ثريد، لكان قد هجن، فكيف يذكر العصا؟ هلاَّ قال كما قلت:

وَحَوْرَاءُ الْمَدَامِعِ مِنْ مَعَدٍّ
كَأَنَّ حَدِيثَهَا قِطَعُ الْجُمَانِ
إِذَا قَامَتْ لِحَاجَتِهَا تَثَنَّتْ
كَأَنَّ عِظَامَهَا مِنْ خَيْزُرَانِ

 

♦ وقال جرير:

أَتَجْمَعُ قَلْبًا بِالْعِرَاقِ فَرِيقُهُ
وَمِنْهُ بِأَظْلاَلِ الْأَرَاكِ فَرِيقُ
أَوَانِسُ أَمَّا مَنْ أَرَدْنَ عَنَاءَهُ
فَعَانٍ وَمَنْ أَطْلَقْنَ فَهْوَ طَلِيقُ
دَعَوْنَ الْهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلُوبَنَا
بِأَسْهُمِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ

 

♦ قيل لأعرابي من العذريِّين؟ ما بالُ قلوبكم كأنَّها قلوب طير، تنماث كما ينماث المِلْح في الماء؟ أما تُجلَدون؟ فقال: إنَّنا ننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.

 

♦ قال أبو العميثل عبدالله بن خليد بن سعد:

وَإِنَّا لَنُجْرِي بَيْنَنَا حِينَ نَلْتَقِي
حَدِيثًا لَهُ وَشْيٌ كَوَشْيِ الْمَطَارِفِ
حَدِيثٌ كَطَعْمِ الْقَطْرِ فِي الْمَحْلِ يُشْتَفَى
بِهِ مِنْ جَوًى فِي دَاخِلِ الْقَلْبِ لاَطِفِ

 

 

مجنون ليلى:

♦ سُئِل مجنون ليلى - وهو توبة بن الصمَّة - مرَّة: هل كان بينك وبين ليلى رِيبة قط؟ فقال: برئتُ من شفاعة محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - إن كنتُ قط حللتُ سراويلي على محرم.

 

♦ ودخلتْ ليلى على عبدالملك بن مرْوان تشكو ظُلامةً، فقال لها: ماذا رأى منك توبة حتى عشقك هذا العشقَ كلَّه؟ فقالت: والله يا أمير المؤمنين، لم يكن بيني وبينه قطُّ رِيبةٌ، ولا خَنا، وإنَّما العرب تعشق وتعف، وتقول الأشعار فيمَن تهوى، وتحب مع العِفَّة، والصيانة لأنفسها عن الدناءات، فأزال ظُلامتها وأجازها.

 

♦ سمع الفرزدق عمر بن أبي ربيعة ينشد قوله:

جَرَى نَاصِحٌ بِالْوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
فَقَرَّبَنِي يَوْمَ الْحِصَابِ إِلَى قَتْلِي

 

ولَمَّا بلغ قوله:

فَقُمْنَ وَقَدْ أَفْهَمْنَ ذَا اللُّبِ إِنَّمَا
أَتَيْنَ الَّذِي يَأْتِينَ مِنْ ذَاكَ مِنْ أَجْلِي

 

صاح الفرزدق: هذا والله الذي أرادتْه الشعراء، فأخطأته وبكتْ على الديار.

  

♦ قال عبدالجبار بن سعيد المساحقي عن أبيه: دخلتُ مسجد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع نَوْفل بن مساحق، وإنَّه لمعتمد على يدي إذ مررْنا بسعيد بن المسيب في مجلسه، فسلَّمْنا عليه، فردَّ سلامنا، ثم قال لنوفل: يا أبا سعيد، مَن أشعر؛ أصاحبنا أم صاحبكم؟ يعني عبيدالله بن قيس الرقيات، أو عمر بن أبي ربيعة - فقال نوْفل: حين يقولان ماذا؟ فقال: حين يقول صاحبنا:

خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطِيِّ كَأَنَّمَا
نَرَاهَا عَلَى الْأَدْبَارِ باِلْقَوْمِ تَنْكِصُ
وَقَدْ أَبْعَدَ الْحَادِي سُرَاهُنَّ وَانْتَحَى
بِهِنَّ فَمَا يَأْلُو عَجُولٌ مُقَلِّصُ
وَقَدْ قُطِعَتْ أَعْنَاقُهُنَّ صَبَابَةً
فَأَنْفُسُنَا مِمَّا تَكَلَّفَ شُخَّصُ
يَزِدْنَ بِنَا قُرْبًا فَيَزْدَادُ شَوْقُنَا
إِذَا زَادَ طُولُ الْعَهْدِ وَالْبُعْدُ يَنْقُصُ

 

ويقول صاحبكم ما شئت، فقال له نوْفل: صاحبكم أشهر بالقول في الغَزَل - أمتع الله بك - وصاحبنا أكثر شعرًا، قال: صدقت، فلمَّا انقضى ما بينهما من ذِكْر الشعر جعل سعيد يستغفر الله، ويعقد بيده ويعده بالخمس كلها، حتى وفى مائة، قال الراوي: فلمَّا فارقْناه قلت لنوفل: أتراه استغفر الله مِن إنشاده الشِّعر في مسجد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟ قال: كلاَّ، هو كثير الإنشاد والاستنشاد للشعر فيه، ولكنِّي أحسبه للفخر بصاحبه.

 

♦ ومن الغزل قول القس:

أَلَمْ تَرَهَا لا يُبْعِدُ اللَّهُ دَارَهَا
إِذَا مَرِحَتْ فِي صَوْتِهَا كَيْفَ تَصْنَعُ
تَمُدُّ نِظَامَ الْقَوْلِ ثُمَّ تَرُدُّهُ
إِلَى صَلْصَلٍ فِي حَلْقِهَا فَتُرَجِّعُ

 

♦ ولما أنشد كُثَيِّر عبدالملك بن مرْوان قوله:

وَمَا رَوْضَةٌ بِالْحَزْنِ طَيِّبَةَ الثَّرَى
يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثُهَا وَعَرَارُهَا
بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عَزَّةَ مَوْهِنًا
إِذَا أُوقِدَتْ بِالْعَنْبَرِ اللُّدْنِ نَارُهَا

 

قيل له: امرؤ القيس أشعرُ منك حيث يقول:

أَلَمْ تَرَيَانِي كُلَّمَا جِئْتُ طَارِقًا
وَجَدْتُ بِهَا طِيبًا وَإِنْ لَمْ تَطَيَّبِ

 

♦ وقال عليُّ بن الجهم:

عُيُونُ الْمَهَا بَيْنَ الرَّصَافَةِ وَالْجِسْرِ
جَلَبْنَ الْهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي وَلاَ أَدْرِي
أَعَدْنَ لِيَ الشَّوْقَ الْقَدِيمَ وَلَمْ أَكُنْ
سَلَوْتُ وَلَكِنْ زِدْنَ جَمْرًا عَلَى جَمْرِ
سَلِمْنَ وَأَسْلَمْنَ الْقُلُوبَ كَأَنَّمَا
تَشُكُّ بِأَطْرَافِ الْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ
خَلِيلَيَّ مَا أَحْلَى الْهَوَى وَأَمَرَّهُ
وَأَعْرَفَنِي بِالْحُلْوِ مِنْهُ وَبِالْمُرِّ
كَفَى بِالْهَوَى شُغْلاً وَبِالشَّيْبِ زَاجِرًا
لَوَ انَّ الْهَوَى مِمَّا يُنَهْنَهُ بِالزَّجْرِ
فَمَا بَيْنَنَا مِنْ حُرْمَةٍ هَلْ عَلِمْتُمَا
أَرَقَّ مِنَ الشَّكْوَى وَأَقْسَى مِنَ الْهَجْرِ
وَأَفْضَحَ مِنْ عَيْنِ الْمُحِبِّ لِسِرِّهِ
وَلاَ سِيَّمَا إِنْ أُطْلِقَتْ عَبْرَةٌ تَجْرِي
وَإِنْ أَنْسَ لِلْأَشْيَاءِ لا أَنْسَ قَوْلَهَا
لِجَارَتِهَا مَا أَوْلَعَ الْحُبَّ بِالْحُرِّ

 

♦ وقال يزيد بن الطثرية:

بِنَفْسِيَ مَنْ لَوْ مَرَّ بَرْدُ بَنَانِهِ
عَلَى كَبِدِي كَانَتْ شِفَاءً أَنَامِلُهْ
وَمَنْ هَابَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهِبْتُهُ
فَلا هُوَ يُعْطِينِي وَلا أَنَا سَائِلُهْ

♦ وقال البحتري:

وَلَمَّا الْتَقَينا وَالنَّقَا مَوْعِدٌ لَنَا
تَعَجَّبَ رَائِي الدُّرِّ حُسْنًا وَلاقِطُهْ
فَمِنْ لُؤلُؤٍ تَجْلُوهُ عِنْدَ اِبتِسَامِهَا
وَمِنْ لُؤلُؤٍ عِنْدَ الحَدِيثِ تُسَاقِطُهْ

 

وقال البحتري أيضًا:

إِنِّي وَإِنْ جَانَبْتُ بَعْضَ بِطَانَتِي
وَتَوَهَّمَ الْوَاشُونَ أَنِّي مُقَصِّرُ
لَيَشُوقُنِي سِحْرُ الْعُيُونِ الْمُجْتَلَى
وَيَرُوقُنِي وَرْدُ الْخُدُودِ الْأَحْمَرُ

 

قال الشاعر:

لَقَدْ بَخِلَتْ حَتَّى لَوَ انِّي سَأَلْتُهَا
قَذَى الْعَيْنِ مِنْ سَافِي التُّرَابِ لَضَنَّتِ
كَأَنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِينَ أَعْرَضَتْ
مِنَ الصُّمِّ لَوْ تَمْشِي بِهَا الصُّمُّ زَلَّتِ
وَإِنِّي وَتَهْيَامِي بِعَزَّةَ بَعْدَمَا
تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنَا وَتَخَلَّتِ
لَكَالْمُبْتَغِي ظِلَّ الْغَمَامَةِ كُلَّمَا
تَبَوَّأَ مِنْهَا لِلْمَقِيلِ اضْمَحَلَّتِ

 

♦ وقال ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي الإسكندري الحداد (529هـ):

لَوْ كَانَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيلِ مَلاذُهُ
مَا سَحَّ وَابِلُ دَمْعِهِ وَرَذَاذُهُ
مَا زَالَ جَيْشُ الْحُبِّ يَغْزُو قَلْبَهُ
حَتَّى وَهَى وَتَقَطَّعَتْ أَفْلاذُهُ
لَمْ يَبْقَ فِيهِ مَعِ الْغَرَامِ بَقِيَّةٌ
إِلاَّ رَسِيسٌ يَحْتَوِيهِ جَذَاذُهُ
مَنْ كَانَ يَرْغَبُ فِي السَّلامَةِ فَلْيَكُنْ
أَبَدًا مِنَ الْحَدَقِ الْمِرَاضِ عِيَاذُهُ
لاَ تَخْدَعَنَّكَ بِالْفُتُورِ فَإِنَّهُ
نَظَرٌ يَضُرُّ بِقَلْبِكَ اسْتِلْذَاذُهُ
يَا أَيُّهَا الرَّشَأُ الَّذِي مِنْ طَرْفِهِ
سَهْمٌ إِلَى حَبِّ الْقُلُوبِ نَفَاذُهُ
دُرٌّ يَلُوحُ بِفِيكَ مَنْ نَظَّامُهُ
خَمْرٌ بِهِ قَدْ جَالَ مَنْ نَبَّاذُهُ
هَارُوتُ يَعْجِزُ عَنْ مَوَاقِعِ سِحْرِهِ
وَهُوَ الْإِمَامُ فَمَنْ تَرَى أُسْتَاذُهُ
تَاللَّهِ مَا عَلِقَتْ مَحَاسِنُكَ امْرَأً
إِلاَّ وَعَزَّ عَلَى الْوَرَى اسْتِنْقَاذُهُ
أَغْرَيْتَ حُبَّكَ بِالْقُلُوبِ فَأَذْعَنَتْ
طَوْعًا وَقَدْ أَوْدَى بِهَا اسْتِحْوَاذُهُ

 

♦ وقال أبو الحكم بن غلندو الإشبيلي:

مَاسَتْ فَأَزْرَتْ بِالْغُصُونِ الْمُيَّسِ
وَأَتَتْكَ تَخْطُرُ فِي غِلالَةِ سُنْدُسِ
وَتَبَرَّجَتْ جُنْحَ الظَّلاَمِ كَأَنَّهَا
شَمْسٌ تَجَلَّتْ فِي دَيَاجِي الْحَنْدَسِ
تَخْتَالُ بَيْنَ لِدَاتِهَا فَتَخَالُهَا
بَدْرًا بَدَا بَيْنَ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ
أَرِجَتْ بِرَيَّاهَا دُجًى فَتَضَوَّعَتْ
أَنْفَاسُهَا وَالصُّبْحُ لَمْ يَتَنَفَّسِ
وَسَرَتْ إِلَيْنَا فِي مُلاءَةِ سُنْدُسٍ
بِتَرَفُّلٍ وَتَدَلُّلٍ وَتَبَهْنُسِ
وَتَزَلَّفَتْ وَاللَّيْلُ مُسْبِلُ جُنْحِهِ
وَالْجَوُّ دَاجٍ مِنْ ظَلامِ الْحَنْدَسِ

 

استحسان:

قال أبو حيان التوحيدي في "مثالب الوزيرين":

وسمعتُه؛ يعني الصاحب ابن عباد، يقول:

كان أبو الفضل مطبوعًا على معرفة الشِّعر، وكان لا يخفى عليه جيِّده من رديه، وكان يعجب بقول الشاعر:

وَجَاءَتْ إِلَى بَابٍ مِنَ السَّجْفِ بَيْنَنَا
مُجَافٍ وَقَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْوَلاَئِدُ
لِتَسْمَعَ شِعْرِي وَهْوَ يَقْرَعُ قَلْبَهَا
بِوَحْيٍ تُؤَدِّيهِ إِلَيْهَا الْقَصَائِدُ
إِذَا سَمِعَتْ مَعْنًى لَطِيفًا تَنَفَّسَتْ
لَهُ نَفَسًا تَنْقَدُّ مِنْهُ الْقَلاَئِدُ

 

ثم قال: هذا والله القول، وأنا أعجب بقول الآخر حين يقول:

مَا زِلْتُ أَهْوَاكِ سُؤْلَ قَلْبِي
مَا دُمْتُ بَيْنَ الْأَنَامِ حَيَّا
وَكَيْفَ يَسْلُو هَوَاكَ قَلْبٌ
سَقَيْتِهُ مِنْ هَوَاكَ رِيَّا
أَوْلَى لَكَ اللَّهُ ثُمَّ أَوْلَى
أَمَا خَشِيتَ الْعِقَابَ فِيَّا
جِئْتَ إِلَيْنَا بِغَيْرِ وَعْدٍ
يَا حِبُّ مَنْ زَارَنَا بَدِيَّا
حَتَّى إِذَا مَا مَلَكْتَ قَلْبِي
وَازْدَدْتَ حُسْنًا نَعَمْ وَزِيَّا
نَفَرْتَ نَفْرَ الظِّبَاءِ عَنَّا
فَصَارَ مِنْ دُونِكَ الثُّرَيَّا

 

♦ وقال الحسين بن علي الزبيدي اليمني في المحبَّة:

تَشَكَّى الْمُحِبُّونَ الصَّبَابَةَ لَيْتَنِي
تَحَمَّلْتُ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَحْدِي
فَكَانَتْ لِنَفْسِي لَذَّةُ الْحُبِّ كُلُّهَا
فَلَمْ يَدْرِهَا قَبْلِي مُحِبٌّ وَلاَ بَعْدِي

 

السهل الممتنع:

قال إبراهيم بن العبـاس الصولي: ما سمعتُ كلامًا مُحدثًا أجزل في رقَّة، ولا أصعبَ في سهولة، ولا أبلغ في إيجاز من قول العباس بن الأحنف:

تَعَالَيْ نُجَدِّدْ دَارِسَ الْعَهْدِ بَيْنَنَا
كِلاَنَا عَلَى طُولِ الْجَفَاءِ مَلُومُ
أَنَاسِيَةٌ مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا
وَقَاطِعَةٌ حَبْلَ الصَّفَاءِ ظَلُومُ

عقله:

خرج رجلٌ ينظر الحسن بن علي - رضي الله عنه - فلقِي رجلاً، فقال له: ما اسمك؟ قال: عقال، قال: ابن مَن؟ قال: ابن عقيل، قال: مِن بني من؟ قال: من بني عقيل؟ قال: عقلته عقلك الله.

 

عذاب المحبين:

وقال بعض الشعراء:

وَمَا فِي الدَّهْرِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَلَوْ وَجَدَ الْهَوَى حُلْوَ الْمَذَاقِ
تَرَاهَ بَاكِيًا فِي كُلِّ حِينٍ
مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لِاشْتِيَاقِ
فَيَبْكِي إِنْ نَأَوْا شَوْقًا إِلَيْهِمْ
وَيَبْكِي إِنْ دَنَوْا خَوْفَ الْفِرَاقِ
فَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّنَائِي
وَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي

 

غباء:

كان بواسط رجلٌ إلى جانب داره إصطبل، فقال له أهله: إنَّا نغسل الثيابَ في السطح، فيطير بعضها إلى الإصطبل، فلا يردُّونه علينا، فقال: وأنتم إذا طار لهم إليكم شيء فلا تردُّوه، قالوا: وأي شيء يطير مِن أرض الإصطبل إلى سطحِنا؟ قال: أي شيء طار؛ مثل لجام ومقود، وفرس وغيره!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة