• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

محاورة ودية

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: عكاظ، العدد 1045 في 20/1/1388.

تاريخ الإضافة: 10/7/2010 ميلادي - 28/7/1431 هجري

الزيارات: 9522

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اطلعتُ على ما كتبه الأستاذ الكبير محمَّد حسن عوَّاد في جريدة عكاظ، العدد (1027)، الصادر 29 – 12 - 87 عن كتابي "صور من الجهاد".

  

 وأعجبني ما تحلَّى به الأستاذ العوَّاد في كتابته مِن إنصاف، وما تميَّز به من دراسة واعية، وإنَّ ما أشار إليه من نماذجَ ليدلُّ دلالة عميقة على مدى المقارنة والاستنتاج والتجرُّد.

لقد حلَّق الأستاذ الأديب في أسلوبه، فأعجب وأطرب، وحقَّق ودقق.

 

وإن كنتُ أشعر أنَّ حسن ظنه قد دعاه لأن يُثنيَ عليَّ ثناء لا أستحقه، إني أشكره على اجتهاده، ولكنِّي لم أصل إلى الدرجة التي رآني بلغتُها، ولو أني أطمح إلى مزيد من المعرفة وإلى كثير من العلم.

 

وقد نهج الأستاذ العوَّاد في دراسته منهجًا ممتازًا، فلم يجعلْها جامدة، تتسم بالجفاف والعبوس، فأرادها مرحةً لطيفة، وأبدى ملاحظةً قال: إنه يوردها للتسلية والمداعبة، وهو بمثل هذا الأسلوب المرِح المحبَّب يصل إلى غرضه في النَّقْد دون إحراج أو إزعاج، وأنعِمْ به من مَهْيَع لا تعوقه الصخور والحفر، ولا تشتت بسالكه السُّبل.

 

أما الملاحظة التي عناها، فهي:

أني قلت في مقدِّمة كتابي "مدار البحث": "وفي عزْمِنا أن نتابع إصدار هذه الحلقات في أجزاء متسلسلة"، ولم أقل: إنْ شاء الله، وكان الأجمل والأحسن أن أقولها، وعقَّب الأستاذ الباحث على هذه الإشارة بقوله: "وليس لمثلِي أن يُشير إلى ملاحظة هينة كهذه، لولا أنني أحببتُ أن أداعبَ الأخ الكريم؛ تحريكًا لوشائج صداقتنا، وحبًّا في إدخال المسرَّة إلى نفسه عن طريق فُكاهة تمرُّ على هامش القول، حين ينبِّه رجلٌ غير مختص رجلاً صاحب اختصاص إلى عادة من عوائد اختصاصه، تركها وهو في سَعة منها، غير غافل ولا متساهل"، إنَّه تواضُعٌ إلى أبعد الحدود، ولُطف في التعبير أخَّاذ.

 

ولنُعِد على مسامع الأستاذ، ونعرض أمامَ ناظريه ما يعلمه، مِن قبيل الحوار المقبول، والمداعبة الودية مِن أقوال مأثورة، وقصص معروفة وحكايات مكرورة.

 

الحِكمة ضالَّة المؤمن، يلتقطها أنَّى وجدها، وعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - الخليفة العادل يرومُ تحديدَ المهور، فتعارضه امرأة، وتقول: ليس لك ذلك يا عمر، ويُصغي إلى حجتها، وهي تستدل بقوله تعالى: ﴿ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ﴾ [النساء: 20]، فيقول: كلُّ الناس أفقه من عمر، حتى النساء، ويرجع عمَّا هَمَّ به.

 

وبينما كان واحد من طلبة العِلم النجباء يذكُر لشيخه ملاحظةً استاء منها شيخه، فسارَع طالب العلم قائلاً: لستَ أكبر مِن نبي الله سليمان - عليه السلام - ولستُ أنا أقلَّ شأنًا من الهدهد، وقد قال الهدهد لسليمان: أحطتُ بما لم تحط به، فلم يغضب، بل أمهله ليُقدِّم البرهان على ما أنبأ به.

 

إذًا؛ فلماذا لا يكون للأستاذ محمد حسن عواد الحقُّ في إبداء الرأي والتنبيه؟! إنَّما هو التواضع الجمّ.

 

وأحبُّ أن أوضِّح السبب الذي حملني على عدم ذِكْر الكلمة المستحسَنة عند عمل مستقبل يخبر عنه صاحبه - أنَّني قلت: وفي عزمنا، والعزم كان شيئًا متحقِّقًا إذ كنت عازمًا على مواصلة التأليف لهذا الكتاب، أمَّا التنفيذ فهو الذي لم يتحقَّق جميعه آنذاك، ومعلوم أنَّ كلمة "إن شاء الله" إنَّما تُقال لعمل مستقبل؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: 23 - 24]، وهي لا تُقال لعمل مضى، لا يقال: قرأت إن شاء الله، وكتبت إن شاء الله، وأكلت إن شاء الله، ولكن يقال: سأقرأُ إن شاء الله، وسأكتب إن شاء الله.

 

ودفعًا للسأم أُشير إلى حكاية تُروَى عن جُحا: يُحكَى أنَّ جحا حدَّث زوجته برغبته الشديدة في شراء بقرة، وأنَّه مصمم على شرائها مهما كلَّف الأمر، وأنَّه سيقوم بهذه المهمَّة غدًا، وقالت زوجته: قل: إن شاء الله، فأجابها ساخرًا: وما الدَّاعي لذلك، فالدراهم حاضرة، والبقرة في السوق؟! ولا لزومَ لقول: إن شاء الله، وسآتي بها حتمًا.

 

وجاء الصباح وغدَا جحا إلى السوق لشراءِ البقرة، بَيْد أنه حَدَث ما لم يكن في حسبانه، إذ سُرِقت الدراهم، وعاد إلى زوجته كئيبًا خاويَ الوفاض، فسألتْه عن البقرة، فقال: إنَّه لم يشترها، وأردفت: أين الدراهم؟ فأجاب على الفَوْر: سُرِقت إن شاء الله! فردت عليه: إن شاء الله موضعها أمس.

هذه حكاية جحا، أو ما يقرب منها.

 

وليس مِثلُ الأستاذ العواد من يَحتاج إلى أن يُوضَّح له الفرق بين الماضي والحاضر ومكان المشيئة، وإنَّما الاستطرادُ والتبيين لِمَن لا يميِّز بين موضعها من ماضٍ ومضارع، وتكميلاً للبحث الذي كان الفضلُ فيه للأستاذ العواد، فنقول: إنَّ مَن يريد أن يعمل عملاً في المستقبل يَجْدُر به أن يقول: سأعمله إن شاء الله، أما بالنسبة لعمل مضَى فلا محلَّ لقولها، وبِذِكْر سبب نزول الآية يظهر ذلك جليًّا.

 

قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: 23، 24]، فالآية الكريمة تدلُّ على النَّدْب والاستحباب، وسبب نزول الآية - كما ذكر المفسِّرون -: أنَّ أحبار يهود قالوا لقريش: اسألوا محمدًا عن ثلاثة أشياء، فإنْ أخبرَكم بها فهو نبي مرسَل، وإلا فرجل متقوِّل.

 

سلوه عن فِتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان مِن أمرهم، فإنه قد كان لهم حديثٌ عجيب، وسلوه عن رَجل طوَّاف، بلغ مشارقَ الأرض ومغاربها،ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الرُّوح ما هو؟

  

 فسألت قريشٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ذلك، فقال لهم: سأخبركم غدًا عمَّا سألتم عنه، ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله خمسَ عشرة ليلةً لا يُحْدِث الله إليه في ذلك وحيًا، ولا يأتيه جبرائيل - عليه السلام - حتى أرجف أهلُ مكة، وقالوا: وعَدَنا محمَّد غدًا، واليوم خمس عشرة، قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء عمَّا سألناه عنه!

 

وشقَّ ذلك على الرسول، وأحزنه كلامُ المشركين، ثم جاء جبريل - عليه السلام - من الله - عز وجل - بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبتُه إيَّاه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفِتية والرجل الطواف، وقوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء: 85] الآية، وقد عاتَب الله نبيًّا من أنبيائه ورسولاً من رسله هو سليمان بن داود - عليهما السلام - فقد ثَبَت في الصحيحَين عن أبي هريرة عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أنَّه قال: ((قال سليمان بن داود - عليهما السلام -: لأطوفنَّ الليلةَ على سبعين امرأة - وفي رواية: تِسعين امرأة، وفي رواية: مائة امرأة - تَلِد كلُّ امرأة منهنَّ غلامًا يُقاتِل في سبيل الله، فقيل له - وفي رواية: قال له الملَك بفتح اللام -: قل: إن شاء الله، فلم يقل، فطاف بهنَّ، فلم يلدْ منهنَّ إلاَّ امرأةٌ واحدة نصفَ إنسان، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: والذي نفسي بيدِه، لو قال: إن شاء الله لم يحنَثْ، وكان دركًا لحاجتِه، وفي رواية: ولقاتلوا في سبيل الله أجمعين)).

 

قال ابن عبَّاس في قوله - جل وعلا -: ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ [الكهف: 24]، أن تقول: إن شاء الله.

 

قال الفخر الرازي في تفسيره (20/108): "إنَّه لا نِزاع أنَّ الأولى أن يقول: إن شاء الله، إلاَّ أنه ربَّما اتفق له أنه نسي هذا الكلام لسبب من الأسباب، فكان ذلك من باب تَرْك الأولى والأفضل".

 

وقد أتاح لي الأستاذ العواد بإشارة عابرة منه فرصةَ الإعراب عن قصدي عندما قلت: سلكت فيها نهجًا قد يكون الأوَّل من نوعه، فالمراد أنَّ هذا الكتاب يحوي صورًا من الجِهاد، فليس هو مستوعبًا للتراجم، ولم يكن هذا مِن غايته حتى يُسلك في كتب التراجم، وهو بالتالي لا يُعدُّ سردًا لغزوات وفتوحات؛ ليُضمَّ إلى فئة كتب المغازي والسِّيَر، وإنما هو يعرِض صورًا من الجهاد منتقاة، تبرز فيها الشجاعة والإقدام، والاستهانة بالموت؛ طلبًا لرِضا الله ومثوبته.

 

ولا أعلم مؤلَّفًا نهج هذا النهج ليقدِّم مثلاً من الجهاد عَبْرَ العصور الإسلامية المختلفة إلى عصرنا هذا، كما نأمل ونرجو أن يحصل في هذا الكتاب، إن شاء الله.

 

وتحيَّة عاطرة إلى أستاذ جليل قدَّم بحثًا ودراسة بأسلوب أنيق، وعبارات مهذَّبة، وطريقة قمينة بالاحتذاء؛ ليكون النقد بناءً هادفًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة