• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الرابعة والخمسون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10177

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هشام بن العاص

ابن وائل القرشي السهمي، كان ممن أسلم قديمًا، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة يريد اللحاق به، فحبسه أبوه وقومه بمكة، فلم يقدر على الهجرة إلا بعد الخندق، فقدم المدينة وشهد ما بعدها من المشاهد.

 

وهشام هو أخو عمرو بن العاص الداهية الحازم، وهو أصغر من أخيه عمرو سنًّا، وكان مجاهدًا فاضلاً، سُئل عمرو بن العاص: من أفضل: أنت أو أخوك هشام؟ فقال: أحدِّثكم عني وعنه: أمُّه بنت هشام بن المغيرة، وأمي سبيَّة، وكان أحبَّ إلى أبيه منِّي، وتعرفون فراسة الوالد في ولده، واستبقنا إلى الله فسبقني، أمسك عليَّ السترة حتى تطهرت وتحنطت، ثم أمسكت عليه حتى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركَني.

 

وتُرْوى هذه القصَّة على نَحْو آخر: بينما حلقة من قريش جلوس في المسجد الحرام خلف الكعبة، إذ مر عمرو بن العاص يطوف بالبيت، فقال القوم: هشام بن العاص أفضل في أنفسكم أم أخوه عمرو بن العاص؟ فلما قضى عمرو طوافه جاء إلى الحلقة، فقام عليهم وقال: ما قلتم حين رأيتموني، فقد علمت أنكم قلتم شيئًا؟ فقال القوم: ذكرناك وأخاك هشامًا، فقلنا: هشام أفضل أو عمر؟ فقال: على الخبير سقطتم، سأحدثكم عن ذلك، إني شهدت أنا وهشام اليرموك، فبات وبتُّ ندعو الله أن يرزقنا الشهادة، فلما أصبحنا رُزِقَها وحُرِمتُها، فهل في ذلك ما يبيِّن لكم فضله عليَّ؟ ثم قال: ما لي أراكم قد نحيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم؟ لا تفعلوا، أوسعوا لهم، وأدنُوهم، وحدِّثوهم، وأفهموهم الحديث، فإنهم اليوم صغار قوم، ويوشكون أن يكونوا كبار قوم، وإنا قد كَّنا صغار قوم، ثم أصبحنا اليوم كبار قوم.

 

وفي وقعة أجنادين أبدى هشام من البسالة ما جعله يُقدِم غير عابئ بالأعداء، ولا مكترث لما أعدُّوه من قوة وعتاد، فقد التقى المسلمون بقيادة عمرو بن العاص بالروم بقيادة شقيق هرقل في أجنادين بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين، وكان في جيش المسلمين أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة.

 

وكان المسلمون - كما وَصَفَهُم رجلٌ بَعَثَه قائد الروم ليأتيه بخبر المسلمين خفية -: "بالليل رهبان، وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوه، ولو زنَى رُجم لإقامة الحق فيهم"، ولا غرو بعد ذلك أن يعلق القائدُ الرومي على ما أنبأه به ذلك الرجل بقَوْله: إن كنت صدقتني لَبطْنُ الأرض خيرٌ من لقاء هؤلاء على ظهْرِها، ولوددتُ أن حظي من الله أن يخلِّي بيني وبينهم، فلا ينصرني عليهم، ولا ينصرهم عليَّ.

 

وجرت المعركة حامية الوَطِيس، واستبسل المسلمون، وكان هشام في طليعة الأبطال الشجعان، فصار يمضي للقاء الأعداء في عزْمٍ وتصميم، ويحض المسلمين على الصبر والإقدام، فيقول: يا معشر المسلمين، إن هؤلاء القلفان لا صبر لهم على السيف، فاصنعوا كما أصنع، ويقتحم صفوف الروم ويقتل فيهم.

 

قال المسْور بن مخرمة: كان هشام بن العاص بن وائل رجلاً صالحًا، لمَّا كان يوم أجنادين رأى من المسلمين بعضَ النكوص عن عدوهم، فألقى المِغفر عن وجهه، وجعل يَتَقَدَّم في نحر العدو وهو يصيح: يا معشر المسلمين، إليَّ أنا هشام بن العاص، أمِن الجنة تفرُّون؟! حتى قُتل وحتى استشهاده كان يُمَثِّل البطولة الرائعة.

 

قال خلف بن معدان: لما انهزمت الروم يوم أجنادين، انتهوا إلى موضع لا يَعبُره إلا إنسانٌ، جعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدَّموه وعبَروه، وتقدَّم هشام بن العاص بن وائل، فقاتل عليه حتى قُتل، ووقع على تلك الثلمة فسدَّها، فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فقال عمرو بن العاص: أيها الناس، إن الله قد استشهده ورفع رُوحه، وإنما هو جُثَّة فأوطِئوه الخيل، ثم أوطأه هو، وتبعه الناس حتى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى المعسكر، كرَّ إليه عمرو بن العاص، فجعل يجمع لحمه وأعضاءَه وعظامَه، ثم حمله في نطع فَوَارَاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة