• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السادسة والأربعون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 8873

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسامة بن زيد بن حارثة

 

أبو محمد، أمه أم أيمن حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حِبُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن حِبه، كان أسود اللون، أفطس الأنف؛ مما حدا ببعض أهل النفاق أن يتكلموا في نسبه، متذرعين بتغاير لونه عن لون أبيه، متجاهلين لونَ والدته.

 

وذات يوم دخل مجزز المدلجي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبنو مدلج قافة مشهورون، لهم معفرة حاذقة بالأشباه والآثار، فرأى أسامة وزيدًا نائمين عليهما قطيفة قد غطتْ رؤوسهما وبدتْ أقدامهما، فقال على الفور ودون أن يعلم بالنائمين: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة مسرورًا تبرق أساريرُ وجهه، فقال: ((ألَم تري أن مجززًا أبصر آنفًا إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، فقال: إن بعض هذه الأقدام لَمن بعض؟!)).

 

كان أسامة ملازمًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحين حج النبي كان رديفه ودخل معه الكعبة، وقد تربى في بيت النبوة، وبدتْ عليه النجابة صغيرًا.

وَمَا الحَدَاثَةُ مِنْ حِلْمٍ بِمَانِعَةٍ

قَدْ يُوجَدُ الحِلْمُ فِي الشُّبَّانِ وَالشِّيَبِ

 

أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - أسامة، وأمَره أن يُغِير على أبنى من ساحل البحر في طريقه مع الجيش الغازي إلى الشام، فقد أمَّره على الجيش الكبير الذاهب إلى الشام، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلْقاء والداروم من أرض فِلَسْطين، وندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس لذلك، فأوْعب معه المهاجرون الأوَّلون، واجتمع جيشٌ عظيم، فيهم أبو بكر وعمر وغيرهما.

 

وكان عُمْر أسامةَ آنذاك يقارب العشرين عامًا، فقال بعض الناس: لو أمَّر الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هو أسنُّ من أسامة، وغضب الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - من هذه المقالة حين بلغتْه، وقام في الناس خطيبًا، وقال: ((إن ناسًا طعنوا في تأميري أسامةَ، كما طعنوا في تأميري أباه، وإنه لخليق للإمارة، وإن كان لأحب الناس إليَّ مِنْ بعد أبيه، وإني لأرجو أن يكونَ من صالحكم، فاستوصوا به خيرًا)).

 

ومرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول في مرضه: ((أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة))، فسار حتى بلغ الجوف على بعد ثلاثة أميال من المدينة، فعلم باشتداد المرض على رسول الله، فلم يبرحْ حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع إلى أبي بكر فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني، وأنا على غير حالكم هذه، وأنا أتخوف أن تكفر العرب، فإن كفرتْ كانوا أول مَن يُقاتَل، وإن لم تكفر مضيت، فإن معي سروات الناس وخيارهم.

 

وقد كان ما قاله أسامة رأي كثيرين؛ فقد ارْتَدَّ كثيرٌ من العرب، وظهر النفاق، واشرأبتْ يهود والنصرانية، وبقي المسلمون كالغنم في الليلة المطيرة؛ لفَقْد نبيهم، وقلتهم، وكثرة عدوهم، وقال الناس لأبي بكر: إن هؤلاء جيش المسلمين، والعربُ على ما ترى، فقد انتقضتْ بك، فلا ينبغي أن تفرق جماعة المسلمين عنك، وأبدَوْا مخاوفهم على الخليفة ونساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكروا أنهم يخشون أن يقع هجوم على المدينة من قِبَل أعداء الإسلام، ولكن أبا بكر مُصمم على إنفاذ جيش أسامة مهما كانت الأحوال والمسببات، فقال: والذي نفسي بيده، لو ظننت أنَّ السباع تخطفني لأنفذتُ جيش أسامة كما أمَر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم.

 

فخاطب الناس وأمَرهم بالتجهُّز للغزو، وأن يخرجَ كل من هو من جيش أسامة إلى معسكره بالجوف، فخرجوا كما أَمَرَهُم، وقال: لو خطفتني الذئابُ والكلابُ لأنفذته كما ما أمَر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أردُّ قضاءً قضى به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ولو لَم يبقَ في القرى غيري لأنفذته، وأبلغه عمر رغبة الأنصار في أن يولي مَن هو أقدم سنًّا من أسامة، فوثب أبو بكر وكان جالسًا، وأخذ بلحية عمر، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، استعمله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وتأمرني أن أعزله؟!

 

ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم وأشخصهم، وشيعهم وهو ماشٍ وأسامة راكب، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لتركبنَّ أو لأنزلن، فقال: والله لا نزلتَ ولا أركب، وما عليَّ أن أغبر قدمي ساعةً في سبيل الله، فإنَّ للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له، وسبعمائة درجة تُرفع له، وسبعمائة سيئة تُمحى عنه، فلمَّا أراد أن يرجع قال لأسامة: إن رأيتَ أن تعينني بعُمر فافعل، فأذن له، ثم وصاهم الوصايا الرشيدة، وأمره أن يفعل ما أمَر به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فسار وأوقع بقبائل من قضاعة وغنم.

 

وكان إنفاذ جيش أسامة من أعظم الأُمُور نفعًا للمسلمين؛ فإنَّ العرَب قالوا: لو لَم يكنْ بهم قوة لَما أرسلوا هذا الجيش، فكَفُّوا عن كثيرٍ مما كانوا يريدون أن يفعلوه، وقد كان لأسامة من الحظوة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جعله يستحق لقب الحِب، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يأخذه هو والحسن بن علي ويقول: ((اللهم إني أحبهما فأحبهما، وارحمهما فإني أرحمهما)).

 

وكان أسامة مقبول الشفاعة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويجترئ على كثير مما لا يجترئ عليه غيرُه؛ وذلك لِمَا له من منزلة مكينة، ولما سرقَتِ المرأة المخزومية وهَمَّ قريشًا أمرُها، قالوا: مَن يكلِّم فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ومَن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ فكلَّمه أسامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتشفع في حد من حدود الله؟))، ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فاختطب، فقال: ((إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف ترَكوه، وإذا سرق فيهم الضعيفُ أقاموا عليه الحد، وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقتْ لقطعْتُ يدها)).

 

وكان الصحابة يعرفون لأسامة فضله ويقدمونه لتقديم الرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

فضَّل عمر بن الخطاب أسامةَ في العطاء على ابنه عبدالله، فقال رجلٌ لعبدالله: فضَّل عليك أميرُ المؤمنين من ليس بأقدم منك سنًّا، ولا أفضل منك هجرة، ولا شهد من المشاهد ما لم تشهده، قال عبدالله: فكلمتُه فقلت: يا أمير المؤمنين، فضلتَ عليَّ مَن ليس هو بأقدم مني سنًّا، ولا أفضل مني هجرة، ولا شهد منَ المشاهد ما لم أشهد، قال: ومَن هو؟ قلت: أسامة، قال: صدقتَ لعمر الله؛ فعلتُ ذلك لأن زيد بن حارثة كان أحبَّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عُمَر، وأسامة بن زيد كان أحب إلى رسول الله من عبدالله بن عمر؛ فلذلك فعلتُ.

 

وكان أسامة يصوم يومي الاثنين والخميس في السفر، فقيل له: أتصومهما وقد كبِرت ورفعت؟ فقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الأعمال تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس)).

 

 

تكْملة

كان دُخُول أسامة الكعبة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، فهو اليوم الذي دخَل فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الكعبة كما دلَّتْ على ذلك الأحاديث؛ لأنه لم يدخله في حج ولا عمرة، والصحيح أنه صلى فيه ركعتين كما أخبر بذلك بلال وأسامة، وهما أعلم به؛ حيث دخلا معه، فقُدمتْ روايتهما على رواية من نفى صلاته في الكعبة.

 

وتتمة لذلك؛ نورد بعض ما ورَد:

عن ابن عمر - رضِي الله عنهما - قال: دخَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقوا عليهم الباب، فلما فتحوا كنتُ أول من ولَج، فلقيت بلالاً فسألته: هل صلَّى فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، بين العمودين اليمانيين؛ متفق عليه.

 

وعن أسامة بن زيد قال: دخلْتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت، فجلس فحمد الله وأثنى عليه، وكبَّر وهلَّل، ثم قام إلى ما بين يديه من البيت، فوضع صدره عليه وخده ويديه، ثم هلَّل وكبَّر ودعا، ثم فعل بالأركان كلها، ثم خرج فأقبل على القبلة وهو على الباب، فقال: ((هذه القبلة، هذه القبلة)) مرَّتين أو ثلاثًا؛ رواه أحمد والنسائي.

 

وفي الصحيحين عن ابن عمر، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح مكة على ناقة لأسامة حتى أناخ بفناء الكعْبة، فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فجاء به ففتح فدخل... الحديث.

 

وفي صحيح البخاري ومسلم عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قلت لعبدالله بن أبي أوفى: أدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمرته البيت؟ قال: لا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة