• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الحادية والأربعون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 9120

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قدمنا في الحلقة الماضية قصَّة إسلام سلمان الفارسي، وفي هذه الحلقة نتحدَّث عن بعض أخباره.

فقد شهِد سلمان غزوةَ الخندق، وبقية المشاهِد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي أشار على الرسول بحفر الخندق، وكان في ذلك فائدةٌ جلَّى، مما كان أحدَ الأسباب في انتصار المسلمين، وهزيمة الأحزاب، على كثرة عددِهم، وممالأة اليهود لهم.

وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق بين المسلمين يَحْفِرونه، لكلِّ عشرة أربعون ذراعًا، وكان سلمان رجلاً قويًّا، فاختلف فيه المهاجرون والأنصار كلٌّ يريد أن يكون معه سلمان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سلمان منَّا أهلَ البيت)).

وبينما كان سلمان والنعمان بن مُقرِّن، وحذيفة بن اليمان وعمرو بن عوف، وستَّة من الأنصار يعملون، خرجتْ عليهم صخرة بيضاء كسرتْ حديدَهم، فأخبر سلمانُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أَرِني معولَك يا سلمان)) فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب الصخرة ضربةً صدعها، وبرق منها برقةٌ أضاءتْ ما بين لابتيها، فكبَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبيرَ فتْح، وكبَّر المسلمون، ثم ضرب الثانية فبرق منها برقةٌ أضاءتْ ما بين لابتيها، حتى كأنَّ مصباحًا في جوف بيت مظلِم، فكبَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتْح، وكبَّر المسلمون، ثم ضرب الثالثة فكسرها، وبرق منها برقةٌ أضاءتْ ما بين لابتيها، فكبَّر تكبير فتْح، وكبَّر المسلمون.

ثم قال سلمان: يا رسول الله، لقد رأيت شيئًا ما رأيتُ مثله قطّ، فالتفت إلى القوم، فقال: هل رأيتم؟ فقالوا: نعم، بأبينا أنت وأمِّنا يا رسول الله، رأيناك تضرب فخرج برقٌ كالموج فتُكبِّر ونُكبِّر، لا نرى ضياءً غير ذلك، قال: ((صدقتم، ضربتُ ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم، فأضاء لي منها قصورُ الحِيَرة ومدائن صالح، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيلُ أنَّ أمَّتي ظاهرة عليها، ثم ضربتُ ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم أضاء لي معها قصورُ الحمر من أرض الرُّوم كأنَّها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيلُ أنَّ أمَّتي ظاهرة عليها، ثم ضربتُ ضربتي الثالثة فبرق الذي رأيتم أضاء لي معها قصورُ صنعاء كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبرائيلُ أنَّ أمتي ظاهرة عليها، يبلغهم النصر، فأبْشِروا، يردِّدها ثلاثًا، فاستبشر المسلمون، وقالوا: موعد صادق بارّ، وعدنا النصر بعد الحصْر والفتوح، فتراؤوا الأحزاب، ونزل قوله – تعالى -: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 22]، وقال المنافقون: ألاَ تعجبون؟ يَعِدُكم الباطل، ويخبركم أنه ينظر مَن يثرب الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تُفتح لكم، وأنتم تحفِرون الخندق، ولا تستطيعون أن تبرزوا، فأنزل الله: ﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا ﴾ [الأحزاب: 12].

وشهِد سلمانُ فتوحَ العراق، وولي المدائن، وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان الدِّينُ عند الثريا لنالَه رجال من فارس))، وفي رواية ((لناله سلمان)).

وسُئِل عليٌّ عن سلمان، فقال: ذاك امرؤ منَّا وإلينا أهلَ البيت، مَن لكم بمثل لقمان الحكيم؟! وأوصى معاذ بن جبل أحدَ تلامذته أن يأخذ العلم عن أربعة، مِن بينهم سلمان.

 

تولَّى إمارة المدائن، فكان زاهدًا ورعًا متعففًا، دُخِل عليه يومًا وهو أمير على المدائن، فوجدوه يعمل الخُوص[1]، فقيل له: تعمل هذا وأنت أميرٌ يجري عليك رِزق؟ فقال: إني أحبُّ أن آكلَ من عمل يدي، وذكر أنه تعلَّم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عندَ بعض مواليه.

وقال الحسن كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدَّق به، ويأكل من سفيف[2] يديه، وكانت له عباءةٌ يفترش بعضها، ويلبس بعضها.

ومرِض سلمانُ مرض الموت، فجاءه أصحابُه يعودونه، فإذا هو يبكي، فسألوه ما يبكيك؟ وقد توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راضٍ، وتلقى أصحابك وترِدُ الحوض، فيخبرهم أنه لا يبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على الرجعة إلى الدنيا، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إليهم عهدًا، ويخشى ألاَّ يكون قد وفَّى به: ((ليكن بُلْغةُ أحدكم من الدنيا كزادِ الراكب)).

ويطلب منه أصحابه أن يوصيَهم، فيقول: مَن استطاع منكم أن يموت حاجًّا أو معتمرًا، أو غازيًا أو في نقل القراءة، فليمتْ، ولا يموتنَّ أحدُكم فاجرًا ولا خائنًا.

ويقول له سعد بن أبي وقاص: يا أبا عبدالله، اعْهدْ إلينا بعهد نأخذه بعدَك، ويردُّ عليه سلمان: يا سعد، اذكر الله عند همِّك إذا هممت، وعند حُكمك إذا حَكمت، وعند يدِك إذا قِسْتَ أو قَسمتَ.

قال أبو عمر بن عبدالبر في الاستيعاب: "والأكثر أنَّ أول مشاهده الخندق، ولم يَفُتْه بعد ذلك مشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان خيِّرًا فاضلاً، حبرًا عالمًا، زاهدًا متقِّشفًا".

 


 

[1] الخوص: ورق النخل.

[2] سفيف يديه: نسج يديه يعني ما ينسجه من الخوص.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة