• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الحادية والثلاثون

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 18348

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو سفيان بن الحارث

 

أبو سفيان بن الحارِث بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، ابن عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرَّضاعة، كان يُشبِه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ممن قاوم دعوة الإسلام في بادئ أمره، ثم أسلم عامَ الفتح قبل دخول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مكة، فحسن إسلامه، وأنشد الأشعارَ الجميلة في مدْح النبي - صلى الله عليه وسلم - وثبت يومَ حنين ثباتًا عظيمًا.

 

لَقِي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - هو وابنه جعفر بن أبي سفيان بالأبواء[1]، فأعْرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما، فقالت له أمُّ سلمة: لا يكن ابن عمِّك أشقى الناس بك، وقال عليُّ بن أبي طالب لأبي سفيان بن الحارث: ائتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِن قِبَل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف - عليه السلام -: ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف: 91]، فإنه لا يَرْضى أن يكون أحدٌ أحسنَ قولاً منه، ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله: ﴿ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾  [يوسف: 92]، وقَبِل منهما وأسلمَا، وأنشده أبو سفيان قولَه في إسلامه واعتذاره مما سَلَف منه:

لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً
لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللاَّتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ
لَكَالْمُظْلِمِ الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ
فَهَذا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ
وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ مِنْ مُحَمَّدِ
هَدَانِيَ هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَدَلَّنِي
عَلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ كُلَّ مُطَرَّدِ

 

ويقال: إنَّه حين أنشد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: "مَنْ طَرَدْتُهُ كُلَّ مَطْرَدِ"، ضَرَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صدره وقال: ((أنت طردتَني كلَّ مطرد؟!)).

 

وجاهد أبو سفيان، فكان ثباتُه وجلدُه مضرِبَ الأمثال، فقد شهد حُنينًا، وأبْلى فيها بلاءً حسنًا، وكان ممَّن ثبت ولم يفرَّ يومئذ، ولم تفارق يدُه لجام بغلةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انصرَف الناس إليه، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحبُّه ويقول: أرجو أن تكون خَلَفًا من حمزة، وشهِد له بالجنة، وقال: فيه: ((أبو سفيان بن الحارث مِن شباب أهل الجنة، أو سيِّد فِتيان أهْل الجَنَّة)).

 

ولَمَّا حضرتْ أبا سفيان بن الحارث الوفاةُ، قال: لا تبكوا عليّ؛ فإني لم أنتطفْ بخطيئة منذ أسلمت.

 

وقد خلَّف أبو سفيان بن الحارث من الذِّكْر الجميل ما يملأ النفسَ المؤمنةَ غِبطةً وابتهاجًا، وجاهد بلسانه وسِنانه، وأقدم غيرَ مكترث بالمخاطر، ولا مُبالٍ بأعداء الله ورسوله.

 

ومن هذه البطولة الرائعة نشهد بطولاتٍ تثير الإعجاب، وتبعث على التقدير لهذه البسالة الفائقة التي سجَّلها التاريخ في أنصع صفحاته:

 

أبي طلحة الأنصاري

زَيْد بن سهْل بن الأسود الخزرجيّ، كان أبو طلحةَ من الشُّجعان المعروفين، والرماة المشهورين، وهو الذي يقول:

أَنَا أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمِي زَيْدُ
وَكُلَّ يَوْمٍ فِي سِلاَحِي صَيْدُ

 

قال فيه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم -: ((لَصوتُ أبي طلحة في الجيش خيرٌ من مائة رجل))، كان مِقْدامًا له صولات وجولات، يُجنِدل الكافرين، ويفزعهم زئيرُه، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - يومَ حُنين: ((مَن قَتَل كافرًا فله سَلبُه))، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابهم، ويَروي أنس بن مالك: أنَّ أبا طلحة كان يجثو بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحَرْب، ويقول:

نَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ
وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ

 

ثم ينثر كِنانته بين يديه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لَصوتُ أبي طلحة في الجيش خيرٌ من مائة رجل)).

 

وهذه مشاهدُ أبي طلحة أكبرُ دليل على بطولاته، يقول أنس أيضًا: كان أبو طلحة بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وكان رسولُ الله يرفع رأسَه من خلف أبي طلحة؛ ليرى مواقعَ النبل، وكان أبو طلحة يتطاول بصدرِه يقي به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: "نَحْري دون نحرِك".

 

وهكذا تكون الشجاعة، وهكذا يكون الحبُّ والوفاء، مَثَل يضربها أبو طلحة لإعزاز الدِّين، ورفْع رايته، ولتعلوَ كلمة الحق رغمَ المعاندين والمكابرين، الذين يريدون أن يُطفئوا نورَ الله بأفواههم، وأن تبقى الضلالة تغشى أعينهم، وتطمس قلوبهم، فلا يروا سبيلَ الحق ولا يتَّبعوه، وانتصرتْ كلمة الله، وخُذِل المعاندون والمشركون، وصبر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وصَحْبُه الكرام، وجاهدوا في سبيل الله، حتى انتشر الدِّين في أنحاء الدنيا، وأضاء نورُ الله، ولم ينلِ الكافرون بغيتَهم، بل رجعوا خائبين، وفرِح المؤمنون بنصر الله، وصبروا على ما لقوه ويلقونه مِن أذًى وصدود، والله غالبٌ على أمره، وله العِزَّة البالغة، والحِكمة الباهرة.


[1] (الأبواء): قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة