• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة السابعة عشرة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 10890

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان بلال بن رباح مولى لبعض بني جمح، مولدًا من مولديهم، وأمه حمامة، كان بلال صادقَ الإسلام طاهر القلب، وكان المشركون يفتنون من أسلم عن دينه، ويعذِّبون المستضعفين أشد التعذيب، ويطلبون منهم أن يتبرؤوا من الدين، وأن يسبُّوا الرسول - صلى الله عليه وسلم.

 

وكان أمية بن خلف يُخرِج بلالاً إذا حميت الظهيرةُ فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى! فيقول بلال: أحدٌ أحد.

 

ولم يفتأ أمية يعمل به ذلك، حتى مر أبو بكر الصديق يومًا وهم يصنعون ذلك به، فقال لأمية بن خلف: ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟ قال: أنت الذي أفسدتَه، فأنقذه مما ترى! فقال أبو بكر: أفعلُ، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك، أعطيكه به، قال: قبلته، فقال: هو لك، فأعطاه أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - غلامه ذلك، وأخذ منه بلالاً فأعتقه، ويشاء الله أن يتولى بلالٌ قتْلَ أميةَ يوم بدر.

 

وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل الجنة، فسمع خفق نعال بلال يمشي أمامه، وكان مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسن الصوت، له فضائل كثيرة.

 

بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - طلب من أبي بكر أن يسافر إلى الشام؛ للجهاد في سبيل الله.

 

لقد كان بلال من السابقين الأوَّلين إلى الإسلام، ومن ذوي الجهاد العظيم، والصبر على تعذيب المشركين وإيذائهم مما يفوق الوصف، وإن ما جرى له وتحمَّله راضيًا ثابتًا على إيمانه، ما يبعث على الإعجاب، ويثير في النفس شتَّى المشاعر لهذا الجَلَد، وهذا الإيمان.

 

وإذا ذُكر بلال تبادر إلى الذهن قوةُ اليقين، والاستهانة بالمصاعب في سبيل العقيدة، وعدم الاكتراث بأعداء الدين، مهما عظمتْ قوَّتهم، واشتد بطشهم، وتمادَوْا في الطغيان.

 

وبمثل بلال وجد الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - صحابةً رسخ إيمانُهم، وقويت معنوياتهم، ونصر الله بهم دينَه، وانتشر الإسلام في أقطار الدنيا.

 

ومن هذه الصورة المشرقة عن جلد بلال وصبره، نعرض بإيجاز إلى صورة أخرى من صور الجهاد والقوة والإقدام، متمثلة في بطل من أبطال الإسلام، وأحد الشجعان المغاوير.

 

الزبير بن العوام

أحد المبشَّرين بالجنة، وأحد الستة الذين أوصى عمر أن يتشاورا في أمر الخلافة، ويولوا واحدًا منهم؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد توفي وهو عنهم راضٍ.

 

أسلم صغيرًا، وكان للزبير عمٌّ مشرك، فلم يرقْ له إسلامُ ابن أخيه، فصار يعلقه في حصير ويدخن عليه؛ تفننًا في تعذيبه ليرجع إلى الكفر، فيقول: والله لا أرجع إلى الكفر أبدًا.

 

كان أول سيف سل في سبيل الله سيف الزبير، فقد نفخ الشيطان نفخة وقال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل الزبير متجردًا بالسيف صلتًا، يشق الناس بسيفه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بأعلى مكة.

 

وروى عروة بن الزبير قال: كانت على الزبير عمامة صفراء، معتجرًا بها يوم بدر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الملائكة نزلتْ على سيماء الزبير))، ويروي عروة: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف كنت أدخل أصابعي فيها: اثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك.

 

وفداه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأبيه وأمه، وقالت عائشة لعروة: كان أبواك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح - تريد أبا بكر والزبير.

 

ولما كان يوم بني قريظة قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من يأتيني بخبر القوم؟))، فانتدب الزبير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل نبي حواري، وإن حواريي الزبير)).

 

كان الزبير من الأثرياء المنفقين في سبيل الخير بسخاء، ويبذل الكثير من ماله في البر، كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فكان لا يدخل بيتَه من خراجهم شيء؛ بل يتصدَّق بذلك كله.

 

التقى علي والزبير يوم الجمل فذكَّره علي حديثًا عن الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانصرف الزبير عن القتال، إلا أن أحد الغادرين لحق بالزبير فقتله، وقد ورد الحديث: ((إن قاتل ابن صفية في النار...)) الحديث.

 

جمع الزبير من خصال الفروسية ذروتها، فكان شجاعًا كريمًا سخيًّا، ومن الذين عطَّروا تاريخَ المسلمين، وما تزال أمجادهم يعبق[1] أريجها صفحات المجد وتراث الإسلام الحافل، وهو من نوادر الرجال الذين تجمعت فيهم خصالٌ كثيرة، كلها تبعث على التقدير لهذا الرجلِ العظيم، وعرفان مكانته في التاريخ، ومنزلته في الإسلام، ويمكن أن يلقب عن جدارة "بفتى الإسلام".

 

رضي الله عن الزبير، ووفق المسلمين إلى الاقتداء به وبأنداده.


[1] يعبق أريجها: يلزق ريح طيبها المتوجهة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة