• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / برنامج نور على الدرب


علامة باركود

الحلقة الحادية عشرة

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض


تاريخ الإضافة: 30/8/2010 ميلادي - 20/9/1431 هجري

الزيارات: 16402

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان عمر يقدِّر المسؤولية الملقاة على عاتقه أيما تقدير، ولا يألو جهدًا في أن يؤدي أمانته على خير وجه، فهو يعدل بين الناس، ويتفقد أحوالهم، وهو شديد على أسرته وولاته.

 

خطب مرة فقال: والذي بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بالحق، لو أن جملاً هلك ضياعًا بشط الفرات، لخشيت أن يسألني الله عنه.

 

ويقول: لئن عشت إن شاء الله، لأسيرن في الرعية حولاً، فإني أعلم أن للناس حوائجَ تقطع دوني؛ أما عمَّالهم فلا يرفعونها إليَّ، وأما هم فلا يَصِلُون إلي، فأسير إلى الشام فأقيم شهرين، وبالجزيرة شهرين، وبمصر شهرين، وبالبحرين شهرين، وبالكوفة شهرين، وبالبصرة شهرين، ويقول: والله لنعْم الحولُ هذا.

 

وكان حازمًا وشديدًا مع أسرته، قال عبدالله بن عمر: كان عمر إذا أراد أن ينهى الناس عن شيء، تقدم إلى أهله فقال: لا أعلمنَّ أحدًا وقع في شيء مما نهيتُ عنه إلا أضعفتُ عليه العقوبة.

 

وعندما أوصى بالأمر شورى بين ستة ممن توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، قال: يحضر عبدُالله وليس له من الأمر شيء، وقال له رجل: ألا تستخلف عبدالله بن عمر؟ فقال: قاتلك الله، والله ما أردت الله بهذا... أستخلف رجلاً لم يحسن أن يطلق امرأته؟!

 

وهو مع عمَّاله دقيق الملاحظة، كثير المحاسبة لهم، بلغه أن سعد بن أبي وقاص أمير الكوفة، قد ابتنى دارًا تسمَّى قصر سعد، فيثير هذا عمرَ، ويرسل محمد بن مسلمة ليحرق باب القصر، فلا يكون له باب يمنع الناس من دخلوه، ولا يستطيعون إبلاغه حوائجهم... وتكلم عمر مرة فقال: أرأيتم إذا استعملتُ عليكم خير من أعلم، ثم أمَرتُه بالعدل، أكنت قضيت ما عليَّ؟ قالوا: نعم، قال: لا، حتى أنظر في عمله: أعمل بما أمرته أم لا؟

ويوصي الوالي قائلاً: افتح لهم بابك، وباشِر أمورهم بنفسك؛ فإنما أنت رجل منهم، غير أن الله جعلك أثقلهم حملاً.

 

وخطب يومًا فقال: أيها الناس، إني والله ما أرسل إليكم عمالاً ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم؛ وإنما أرسلهم ليعلِّموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إليَّ، فوالذي نفس عمر بيده، لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، أرأيتك إن كان رجل من أمراء المسلمين على رعية، فأدَّب بعض رعيته، إنك لتقصه منه؟ قال: إِي والذي نفس عمر بيده، إذًا لأقصنه منه، وكيف لا أقصه منه وقد رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه؟! ألاَ لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تحمدوهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض[1] فتضيعوهم.

 

ومن رِفقِ عمرَ بالمسلمين أنه اتخذ دار الدقيق، وهي في الطريق بين مكة والمدينة، يوضع فيها الدقيق والسويق، والتمر والزبيب، وما يحتاج إليه المارُّ ممن ينقطع به وينفذ زاده.

 

وكان ورع الخليفة وخوفه من أن يقصر فيما تحمَّل من أمر الخلافة يؤرِّقانه، قال سعيد بن المسيب: لما نفر عمر من منًى، أناخ بالأبطح، ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء، وقال: اللهم كبِرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط.

 

وكان أمير المؤمنين عمر متواضعًا، لا يأنف أن يذكر أيام رعيه لإبل الخطاب، حج عمر، فلما كان بضجنان قال: لا إله إلا الله العظيم، المعطي ما شاء من شاء، كنت أرعى إبل الخطاب في هذا الوادي، في مدرعة صوف، وكان فظًّا يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أمسيت وليس بيني وبين الله أحد أخشاه، ثم تمثَّل بقول الشاعر:

لاَ شَيْءَ فِيمَا تَرَى تَبْقَى بَشَاشَتُهُ
يَبْقَى الإِلَهُ وَيُودِي المَالُ وَالوَلَدُ
لَمْ تُغْنِ عَنْ هُرْمُزٍ يَوْمًا خَزَائِنُهُ
وَالخُلْدَ قَدْ حَاوَلَتْ عَادٌ فَمَا خَلَدُوا
وَلاَ سُلَيْمَانَ إِذْ تَجْرِي الرِّيَاحُ لَهُ
وَالجِنُّ وَالإِنْسُ فِيمَا بَيْنَهَا بردُ
أَيْنَ المُلُوكُ الَّتِي كَانَتْ لِعِزَّتِهَا
مِنْ كُلِّ أَوْبٍ إِلَيْهَا وَافِدٌ يَفِدُ
حَوْضٌ هُنَالِكَ مَوْرُودٌ بِلاَ كَذِبٍ
لاَ بُدَّ مِنْ وِرْدِهِ يَوْمًا كَمَا وَرَدُوا

 

ويسأله ابنه: ما حمله على أن يخبر الناس عن رعيه لإبل الخطاب؟ فيجيبه: إن أباك أعجبتْه نفسُه، فأحب أن يضعها.

 

وقد كافح الغرور فيمن حوله من ولاته وبينه، دخل عليه ابنٌ له وقد رجَّل شعره، ولبس ثيابًا حسانًا، فضربه بالدرة حتى أبكاه، فقالت له حفصة: لِمَ ضربتَه؟ قال: رأيتُه قد أعجبتْه نفسه، فأحببت أن أصغرها إليه، وكان من أسباب عزله خالدًا عن الإمارة خشيته أن يزدهيه النصر، ويكون من نتيجة ذلك افتتانُه بالناس، بعد أن فُتن الناس به، وله مواقف عديدة مع الولاة وغيرهم في هذه الناحية.



[1] الغياض: جمع الغيضة، وهي مجتمع الشجر في مغيضة ماء.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة