• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ زيد الفياضالشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض شعار موقع الشيخ زيد الفياض
شبكة الألوكة / موقع الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات


علامة باركود

حول الطبيعة والإنسان

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في صحيفة البلاد العدد (148) في 23/1/1379هـ.

تاريخ الإضافة: 15/7/2010 ميلادي - 3/8/1431 هجري

الزيارات: 11364

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

طالعتُ في صحيفة البلاد كلمة بعنوان: الطبيعة والإنسان في العدد (140)، بتوقيع خالد الشعراوي، وقد دهشتُ لوجود بعض كلمات وردتْ في كلمته المشار إليها، كهذه العبارة: "قبل أن يوجد الإنسان، وقبلما نَرَى الحياة تدبُّ دبيبَها على وجه الأرض، كانت الطبيعةُ هي المسيطرة على المكوِّنات الأرضية، وكانت للطبيعة قُواها وخوارقها"!

 

ثم يَذْكر مقارناتٍ بين قُوى الإنسان وقُوى الطبيعة - على حدِّ تعبيره - كالجِبال الشاهقة، والمحيطات العظيمة، والسُّفن الهائلة، والسماء والنُّجوم والأقمار، إلى الأنهار الضخْمة التي تَنفجِر مياهها وتنساب على الأرض، فتبعث الحياةَ والحركة فيها - كلُّ ذلك من عمل الطبيعة، وكلُّ ذلك من إنتاج الخوارق الطبيعية، التي يعجز الإنسانُ عن الإتيان بمثلها، ومثل قوتها إلى الأبد!

 

هكذا يتكلَّم صاحبُ كلمة "الطبيعة والإنسان"، فهو يرى أنَّ كل هذه الأشياء الكونية هي مِن عمل الطبيعة، وإنتاج الخوارق، وإنه لعجب أن يستسيغ التفوُّه بهذا الكلام، وينسب ما في الكون لصُنع الطبيعة، وكان الواجب عليه - كمسلِم له عقل يميِّز به - أن ينسبَ الأمر إلى مستحقِّه، والمخلوق إلى خالقه لا إلى الطبيعة المخلوقة، ومع أنَّا نُحسِن الظن بالكاتب، إلاَّ أنَّ هذا لا يمنعنا من إبداء الحقيقة، والجهْر بالصواب، وكان المفروض ألاَّ يتسرَّع بإطلاق مثل هذه الكلمات، التي قد تؤول إلى السَّيْر في رِكاب الفلاسفة (الملحدين)، ومَن حذَا حَذْوَهم.

 

إنَّ البشر والكون وجميعَ الأشياء، مخلوقةٌ لله، وإنَّ السموات السبع، والأَرَضين السبع تُسبِّح لله العليِّ القدير، كما قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44].

﴿ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ﴾ [فاطر: 3].

﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأعرَاف: 185].

﴿ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ﴾ [الغاشية: 17 - 20].

﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ [الذاريات: 47].

 

هذه الآيات العظيمة التي أَمَرَنا الله بالتفكُّر فيها، والاعتبار بما فيها من إبداع وإحكام؛ لنستدلَّ بها على عظمة الخالق، وأنَّه المستحقُّ لأنْ يُفردَ بالعبادة والذلِّ والخضوع؛ لأنَّ الإقرار بوجود الرب أمرٌ فطري، والمشركون الذين بُعِث إليهم الرسلُ لم يكونوا يُنكرون وجودَ الخالق، بل كانوا يعرفون ذلك في قرارة نفوسهم، ويعترفون بذلك، إلاَّ مَن جحد بغيًا كفرعون، فإنَّه كان مستيقنًا بوجود الله، كما قال الله: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾[النمل: 14]، وإنَّما كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى، يتوسَّلون بها، ويستشفعون بها، ويقولون: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزُّمَر: 3]، ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18].

 

ولكن بعدَ ظهور موجات الإلحاد، ولا سيَّما في هذا العصر الذي كثُرت فيه موجاتُ الإلحاد والإباحيَّة؛ من شيوعية، وماسونية، ووجودية، وغيرها - انخدع كثيرون ممَّن جَهِل الشرائع، وانساق في تيارات الإلحاد، وصَدَّق الدعاياتِ المُغرِضة التي تطعن في الدِّين، وتُشكِّك في الإيمان، وتُريد أن تجتذب الناس إلى مادية متجمِّدة، وبهيميَّة سافلة، وأنكر عقلَه وإحساسه، حتى صار آلةً صمَّاءَ، أشبه منه بإنسان له عواطفُه، وتفكيرُه، ووعيُه.

 

إنهم مساكين، لقد خُدِعوا وطَمَستِ الغشاوةُ قلوبهم وأعينَهم، فهُم في حاجة إلى التبصير والإنارة، وهم مرْضَى في حاجة إلى عِلاج ناجع، وإن عاندوا وأصرُّوا، فإنهم لن يضرُّوا الله شيئًا، وإنما يضرُّون أنفسهم فقط، كما قال الله في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنَّكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضرُّوني، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم، وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أتْقى قلْب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجر قلْب رجل واحد منكم، ما نَقَص ذلك مِن مُلْكي شيئًا)).

 

والله تعالى هو الرحيم الرؤوف، ومِن أجْل ذلك أرْسَل الرُّسلَ، وسنَّ الشرائع، وأنْزل الكتب؛ لئلاَّ يكونَ للناس على الله حُجَّة بعدَ الرسل، ولا أحدَ أحبُّ إليه العُذْر من الله، والعلماء ورثة الأنبياء، فيجب عليهم أن يَدْعُو إلى الله على بصيرة، وأن يُبيِّنوا الحقَّ للناس، ويردُّوا شُبَه المشبِّهين، ويبطلوا دعاوى الملحِدين، كلٌّ بحسب استطاعته، وإن لم يفْعلوا فما أدَّوْا ما وجب عليهم، بل هم آثمون، كما قال – تعالى -: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ﴾ [آل عمران: 187].

 

ومن الواجب على العلماء أن يُبيِّنوا الخطأ الذي قد يزلُّ به قلم كاتب في أمور الدِّين، وإن كان قد قَصَد خيرًا، فإنَّ هذا القصْد لا يكون حائلاً دونَ تِبيان ما شَطَح به قلمُه، أو زلَّ به لِسانُه، وهم عندما يُبيِّنون ذلك لا هَدفَ لهم إلاَّ تبيان الحق، والتحذير من الوقوع في الزَّلَل، والترغيب في تجنُّب الألفاظ البشعة، والأخطاء المضلَّة، التي كثيرًا ما يكون السبب في ارتكابها هو تعلَّقها بذِهن صاحبها، الذي أخَذَها نتيجةَ مطالعة كُتب أولئك الملاحدة، وقد يكون لا يَدري شيئًا عن إلحادهم وكُفرهم، ولا يعلم أنَّ تلك الكلمات والعبارات التي يستعملونها ذاتُ مقاصد خبيثة، وتؤول إلى الكُفْر والزندقة، وإنكار الغيبيَّات، فيقع من غيرِ قصْد في محذور كبير، ويَزِلُّ به قلمُه.

 

هذا؛ وإنَّ تلك العباراتِ التي أشرتُ إليها من كلام الكاتب هي على ما أُرجِّحه، ويغلب على ظنِّي من قبيل أخْذ كلمات من أناس ملحدين، إلاَّ أنَّ الكاتب كان قصدُه حسنًا، ولم يكن يدرك ما تجنح إليه، ولا ما تَصْبوا إليه، ومِن ثَم كتبتُ هذه الكلمة للتنبيه، وإيضاح الحق، والله الموفق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك

تواصل مع الشيخ عبر تويتر
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • برنامج نور على
  • قالوا عن الشيخ زيد ...
  • عروض الكتب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة