• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

الدعوة إلى الله

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 13/4/2013 ميلادي - 2/6/1434 هجري

الزيارات: 10254

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعوة إلى الله


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصَحبه، ومن اهتدى بهداه.

 

أما بعدُ: أيها المسلمون، في هذا الشهر الكريم يتنافس فيه المتنافس في صنوف الطاعات وأنواع القربات؛ من الصيام والقيام، والذكر والدعاء، والتلاوة وأنواع الصدقات، نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يتقبل من الجميع، وأن يرزقنا الإخلاص والمتابعة.

 

ولكن أيها المسلمون، قد نغفل عن بعض الأعمال الفضيلة في هذا الشهر الكريم، وننشغل بالمفضول عن الفاضل، ومما يغفل عنه كثير من الناس في هذا الشهر الكريم، هو الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

ولا شك أن الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - من أفضل الأعمال؛ لأن نفعها متعدٍّ، وهي الوظيفة التي بُعِث بها - سبحانه وتعالى - رُسله، فقد قال عن رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45 - 46].

 

﴿ شَاهِدًا ﴾: قال سعيد عن قتادة: "شاهدًا" على أُمته بالتبليغ إليهم، وعلى سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم، ونحو ذلك.

 

﴿ وَمُبَشِّرًا ﴾: معناه للمؤمنين برحمة الله وبالجنة.

 

﴿ وَنَذِيرًا ﴾: معناه للعصاة والمكذبين من النار وعذاب الخلد.

 

﴿ وَدَاعِيًا إِلَى اللّهِ ﴾: الدعاء إلى الله هو تبليغ التوحيد والأخذ به، ومكافحة الكفرة.

 

وقال - سبحانه - في الثناء على الدعاة إليه: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

والمعنى: أي: كلام أحسن من القرآن، ومن أحسن قولاً من الداعي إلى الله وطاعته، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - قال ابن سيرين والسُّدي، وابن زيد والحسن: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول: هذا رسول الله، هذا حبيب الله، هذا وليُّ الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه، وقالت عائشة - رضي الله عنها - وعِكرمة، وقيس بن أبي حازم ومجاهد: نزلت في المؤذِّنين.

 

وقال الحسن: هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله، وكذا قال قيس بن أبي حازم، قال: نزلت في كل مؤمن.

 

والداعي إلى الله يؤجر بأعمال المدعوين؛ كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تبِعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبِعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا))[1].

 

وفي صحيح مسلم أيضًا من حديث أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أُبدِعَ بي فاحملني، فقال: ما عندي، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أدله على مَن يحمله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله))[2].

 

ومما يدل على فضل الدعوة إلى الله، ما ورد في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لَمَّا بعَثه إلى خيبر: ((... فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا، خير لك من أن يكون لك حُمر النَّعم))[3].

 

وأَوْلَى الناس بالدعوة إلى الله هم الوالدين والأقربون؛ كقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: لَما أُنزِلت هذه الآية: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾، دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشًا، فاجتمعوا فعمَّ وخصَّ، فقال: يا بني كعب بن لؤي، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مُرَّة بن كعب، أنقذوا أنفسَكم من النار، يا بني عبدشمس، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدمناف، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبدالمطلب، أنقِذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملِك لكم من الله شيئًا، غير أن لكم رحمًا سأَبُلُّها ببِلالِها.

 

كما كانت هي حال صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك قصة إسلام أم أبي هريرة بدعوة ولدها؛ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة، قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يومًا، فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أكره، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، قلت: يا رسول الله، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام، فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم، فأسمعتني فيك ما أكره، فادعُ الله أن يهدي أم أبي هريرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة، فخرَجت مستبشرًا بدعوة نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا جئتُ، فصرت إلى الباب، فإذا هو مجافٍ، فسمعت أمي خَشْف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمِعت خَضخضة الماء، قال: فاغتسلت ولبِستْ دِرعها، وعَجِلت عن خمارها، ففتحت الباب، ثم قالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، قال: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته وأنا أبكي من الفرح، قال: قلت: يا رسول الله، أبشر، قد استجاب الله دعوتك، وهدى أمَّ أبي هريرة، فحمِد الله وأثنى عليه، وقال خيرًا، قال: قلت: يا رسول الله، ادعُ الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويُحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ حبِّب عبيدك هذا - يعني أبا هريرة وأمَّه - إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين، فما خُلِق مؤمن يسمع بي ولا يراني، إلا أحبَّني))[4].

 

عوائق وحلول:

إن الشيطان حريص على تثبيط الإنسان عن كل خير، ومن ذلك تثبيطه عن الدعوة إلى الله بأن يلقي في قلبه بعض الشُّبَه، ومنها على سبيل المثال:

1- ملك ومال الناس عليك بنفسك، ولست مسؤولاً عن أحد، ويورد على هذه الشبهة قوله - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، وقد رد أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - على هذه الشُّبهة كما في مسند الإمام أحمد، عن قيس قال: قام أبو بكر - رضي الله عنه - فحمِد الله - عز وجل - وأثنى عليه، فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، إلى آخر الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه، أوشك الله أن يعمَّهم بعقابه)).

 

2- أنت لستَ بصاحب علمٍ، فلا تدعو إلى الله - سبحانه وتعالى.

 

3- كيف تأمر بأمرٍ لم تفعله، أو تنهى عن أمر تفعله، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].

 

وفي صحيح البخاري من حديث أسامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيُلقى في النار، فتَندِلق أقتابُه في النار، فيدور كما يدور الحمار برَحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان، ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟! قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)).



[1] كتاب العلم، حديث رقم 2674.

[2] كتاب الإمارة، حديث رقم 1893.

[3] كتاب المناقب، حديث 3701.

[4] كتاب فضائل الصحابة، حديث رقم 2491.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة