• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيدأ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد شعار موقع الأستاذ الدكتور سليمان العيد
شبكة الألوكة / موقع أ.د.سليمان بن قاسم بن محمد العيد / مقالات


علامة باركود

مرض القلب وعلاجه

أ. د. سليمان بن قاسم بن محمد العيد


تاريخ الإضافة: 7/1/2008 ميلادي - 28/12/1428 هجري

الزيارات: 70064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرض القلب وعلاجه
(خطبة جمعة)

 

الإقبال على الله وتلاوة كتابه العزيز وتدبره والاشتغال بذكره فقد قال تعالى ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]. وقال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، وقال: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الحديد: 16].

فالقلوب على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قلب سليم وهو السالم من الآفات والمكروهات كلها، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله وخشيته، وخشية ما يبعد منه.

النوع الثاني: القلب الميت الذي لا حياة فيه فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده، وهو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان بها سخط ربه، وغضبه، فلا يستجيب للناصح بل يتبع كل شيطان مريد.

النوع الثالث: القلب المريض، وهو قلب له حياة وبه علة.

القلب الأول قلب مخبت واع لين حي، والقلب الثاني قلب يابس ميت، والقلب الثالث قلب مريض، فإما إلى السلامة أدنى وإما إلى العطب أدنى.

عباد الله:
ولحياة القلوب وموتها ومرضها أسباب يفعلها الإنسان، فمن أسباب حياتها:

♦ مجالسة الصالحين ومخالطتهم والاقتداء بهم.

♦ الاستماع إلى المواعظ والتذكير بجد والمحافظة على صلاة الجمعة والجماعة.

♦ النظر والتفكر في مخلوقات الله وما فيها من الحكم.

♦ النظر في عواقب الظلمة والمفسدين وما أحل بهم من العقوبات، قال تعالى: ﴿ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 45- 46].

عباد الله:

أما أسباب موتها فمنها: - الإعراض عن قبول الحق بعد معرفته له، قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [الصف: 5]. وقال: ﴿ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 127]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24].

والقلب الميت يكون صاحبه أحط من البهائم، ويكون مآله إلى جهنم، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179].

فيصبح هذا القلب مطموسًا منكوسًا مختومًا عليه، لا ينتفع به صاحبه، بسبب إعراضه عن الحق ورضاه بالباطل، فصار الباطل غذاؤه، والضلال طريقه، والجحيم مصيره نعوذ بالله من الخذلان.

وأما أسباب مرض القلوب فمنها:

♦ أكل الحرام، فإن المطعم الخبيث يغذي تغذية خبيثة. قال صلى الله عليه وسلم في الذي يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمهم حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك. وما أكثر أكل الحرام في هذا الزمان مما سبب مرض القلوب وانحطاط الأخلاق.

♦ ومنها فعل المعاصي، فإن المعاصي تؤثر في القلوب وتمرضها، قال تعالى ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، وقد ورد في الحديث: أن العبد إذا أذنب نُكِتَ في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقلت تلك النكتة، وإلا تزيدت وعظم خطرها في القلب.

♦ ومنها استماع مالا يجوز استماعه من الكلام المحرم، وعلى رأسها الغناء الموسيقى، وهي صوت الشيطان وأداته لجذب جنوده، قال تعالى ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [الإسراء: 64] فالمراد بصوته هو الغناء.

♦ ومنها النظر المحرم، قال صلى الله عليه وسلم ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس))، وقال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

الخطبة الثانية


عباد الله:
إنه لا شفاء لأمراض القلوب إلا بالدواء الذي أنزله الله في كتابه وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]، وقال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾  [الإسراء: 82].

فأقبلوا عباد الله على كتاب ربكم لتداووا قلوبكم منهما ففيهما الشفاء والرحمة. وفيهما النور والهداية. وفيهما الروح والحياة، وفيهما العصمة من الشيطان ووساوسه.

عباد الله:
اتقوا الله واعملوا أن الله هو الذي خلقكم وصوركم فأحسن صوركم، ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الإنفطار: 6-8].

نعم أيها الإنسان إنك مركب من أعضاء، ولكل عضو منك عمل خاص به، فإذا مرض ذلك العضو تعطل عمله أواختل. فإذا مرضت اليد مثلًا تعذر منها الأخذ والعطاء، وإذا مرضت العين تعذر منها الإبصار، وإذا مرض القلب بالمعاصي تعذر منه فعله الخاص به الذي خلق من أجله وهو العلم والفهم وحب الله وعبادته. ومرض القلب هو الداء العضال وهو مرض خفي قد لا يعرفه صاحبه. وإن عرفه صعب عليه الصبر على مرارة دوائه، لأن دواءه هو مخالفة الهوى.

إن القلب هو ملك الأعضاء ومصدر سعادتها وشقائها، ومصدر صلاحها وفسادها، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).

ففي هذا الحديث: دليلٌ على أن صلاح أعمال العبد بحسب صلاح القلب وفسادها بحسب فساد القلب، فالقلب الصالح هو القلب السليم الذي لا ينفع عند الله غيره ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء:88- 89].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • مواد مترجمة
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة